“الناتو” يدعو إلى موقف “إيجابي” تجاه تركيا في القمة الأوروبية
حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الاتحاد الأوروبي على انتهاج موقف إيجابي من تركيا في القمة الأوروبية التي بدأت اليوم، مؤكدًا أن تركيا حليف قوي.
وقال ستولتنبرغ اليوم، الخميس 10 من كانون الأول، “هناك خلافات يجب أن نناقشها، لكن في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن تركيا جزء من الحلف والعائلة الغربية”، وأضاف “(الناتو) منبر، حيث يمكننا أيضًا مناقشة طريقة مفتوحة عندما تكون هناك خلافات وخلافات بين الحلفاء كما نرى، على سبيل المثال، في شرق البحر المتوسط”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول”.
وأكد الأمين العام في مؤتمر صحفي مشترك له مع رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، أن الجميع يحتاج إلى موقف إيجابي في أثناء النظر بالخلافات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، مبينًا أن الحلف وضع آلية لفض النزاع بين تركيا واليونان تستند إلى هذا النهج الإيجابي.
كما أشار إلى أن أنقرة حليف مهم في “الناتو”، نظرًا إلى الدور الذي تلعبه في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” على حدودها مع سوريا والعراق.
وأضاف أن “تركيا استضافت عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، وأنها الدولة الأكثر تعرضًا للضرر من الهجمات الإرهابية”.
وتعقد دول الاتحاد الأوروبي اليوم، الخميس، قمة ستناقش من ضمن سلالها الرئيسة محادثات متعلقة بتركيا، تزامنًا مع ضغط عدة دول ومن بينها فرنسا باتجاه فرض عقوبات على تركيا.
الموقف التركي
من جهته، رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء 9 من كانون الأول، احتمال فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي، وقال إن “مثل هذه الخطوة لن تكون مصدر قلق لأنقرة”.
وأكد أردوغان أن تركيا ستنتظر وترى قرارات الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أنه “منذ عام 1963، كان الاتحاد الأوروبي يطبق بالفعل عقوبات علينا باستمرار (…) ولم يكن الاتحاد الأوروبي أبدًا صادقًا ولم يفِ بوعوده أبدًا. لكننا كنا دائمًا صبورين”، وفق قوله.
بموازاة ذلك، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على أن لغة التهديد بالعقوبات لن تجدي نفعًا مع تركيا، داعيًا قادة وزعماء دول الاتحاد إلى تجنب فرض العقوبات.
وقال قالن أمس، الأربعاء، “تركيا تنتهج سياسة خارجية تستند إلى مبدأ إعلاء شأن الإنسان”، واصفًا تفكير المجلس الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بـ”المخيب للآمال”.
وأضاف أن “تركيا ما زالت جزءًا من التحالف الغربي”.
لماذا العقوبات؟
وتمضي أنقرة في سعيها للتنقيب عن الغاز في شرقي المتوسط، بالتزامن مع إرسالها سفنًا بحرية وحربية إلى مناطق تعتبرها أنقرة ضمن جرفها القاري، الذي تطلق عليه “الوطن الأزرق”.
وأثارت الخطوات التركية حفيظة اليونان، التي لديها خلافات عميقة مع تركيا حول عدد من الملفات، على رأسها ملف اللاجئين والحدود البحرية بين البلدين، لتوقع أثينا اتفاقية ترسيم حدود بحرية مع مصر، في 6 من آب الماضي.
كما طالب الاتحاد الأوروبي مرارًا تركيا بالتوقف عن عمليات التنقيب عن الثروات شرقي المتوسط، وسط إصرار أنقرة على حقها بذلك.
وفي 27 من تشرين الثاني الماضي، وافق البرلمان الأوروبي، بتأييد 631 صوتًا مقابل معارضة ثلاثة، وامتناع 59 عن التصويت، على قرار غير ملزم، يدعم طلب قبرص الذي يحث الاتحاد الأوروبي على “اتخاذ إجراء وفرض عقوبات صارمة ردًا على أفعال تركيا غير القانونية”، وفق موقع البرلمان الأوروبي الرسمي.
ووصف قرار البرلمان أنشطة التنقيب التي تقوم بها تركيا عن الغاز في شرقي البحر المتوسط بـ”غير القانونية”.
بينما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في أثناء الجلسة، “تركيا تعلم ما ينبغي أن تفعله (…) المواجهة أو التعاون، الأمر يرجع لهم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :