حذرت السلطات الصحية في بريطانيا من خطورة تطعيم الأشخاص الذين أُصيبوا بحالات شديدة من الحساسية، بالجرعة الأولى من لقاح “فايزر” (Pfizer) الأمريكي و”بيونتيك” الألماني المضاد لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وسط توصيات بعدم استهداف هذه الفئة.
وأوصت السلطات الصحية، مساء الأربعاء 9 من كانون الأول، الفئة المذكورة من الأشخاص بعدم تلقي لقاحي “فايزر” و”بيونتيك”، لافتة إلى أن شخصين أظهرا رد فعل سيئًا بعد تلقيهما الجرعة الأولى، وفق ما نقلته “وكالة الأنباء الفرنسية” (AFP) .
وقال المدير الطبي لـ”خدمة الصحة الوطنية” في بريطانيا، ستيفن بويس، إن “شخصين كانت لديهما حالات حساسية شديدة، أظهرا رد فعل سيئًا” بعد تلقيهما اللقاح، مطمئنًا بأن “كليهما يتعافى جيدًا”.
بموازاة ذلك، أوصت “الهيئة البريطانية للدواء” بعدم تلقيح كل شخص لديه تاريخ من الحساسية الشديدة من اللقاحات والأدوية والأطعمة.
وتعتزم الحكومة البريطانية في المرحلة الأولى من التطعيم توزيع نحو 800 ألف جرعة، من أصل 40 مليون جرعة طلبتها الحكومة.
بدوره، طمأن رئيس شركة “فايزر”، ألبير بورلا، في أثناء اجتماع افتراضي في جنيف، أنه ورغم سرعة طرح اللقاح في الأسواق، فإن سلامته لم تتقلص.
وتعد المملكة المتحدة من أولى الدول الغربية التي تلقح مواطنيها، وذلك بعد أن حصلت على صفقة من “فايزر” و”بيونتيك”، إذ بدأ البريطانيون بالتطعيم، في 8 من كانون الأول الحالي، بمشاركة نحو 50 مستشفى في بداية الحملة.
وتجاوز عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في المملكة المتحدة عتبة المليون و700 ألف شخص، بينما بلغت حالات الوفاة أكثر من 61 ألف حالة.
رفض وتخوف
يتخوف العديد من الناس من الأعراض الجانبية التي قد تنتج عن التطعيم، في حين لا تؤمن فئة ثانية بوجود فيروس “كورونا” من الأساس، إذ يعتبرونه محض مؤامرة عالمية.
وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة “غالوب“ الأمريكية، ونشرته في منتصف تشرين الثاني الماضي، قال العديد من الأمريكيين إنهم لن يوافقوا على التطعيم ضد “كورونا”.
وقالت المؤسسة، إن 42% من مواطني البلاد لن يأخذوا اللقاح، حتى لو كان “متاحًا الآن من دون تكلفة”.
لقاحات في الرهان
وكانت شركة الأدوية الأمريكية “مودرنا” (Moderna) أعلنت، خلال تشرين الأول الماضي، أن لقاحها التجريبي ضد فيروس “كورونا” أظهر فاعليته بنسبة 94.5%، بحسب نتائج مبكرة للاختبارات السريرية يشارك فيها نحو 30 ألف شخص.
وقال رئيس الشركة، ستيفان هوغ، “أعطانا هذا التحليل المؤقت الإيجابي لدراستنا من المرحلة الثالثة أول إثبات سريري بأن لقاحنا قادر على منع الإصابة بمرض (كوفيد- 19)، بما في ذلك المرض الشديد”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وجاء ذلك بعد أسبوع من لقاح أول ضد فيروس “كورونا” أعلنته شركتا “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية، وقالتا إن فاعليته تبلغ 90%.
كما أعلنت جامعة “أكسفورد” البريطانية تطوير لقاح بالتشارك مع شركة “أسترازينكا” (AstraZeneca)، للوقاية من فيروس “كورونا”، في 23 من تشرين الثاني الماضي، وقالت إن “البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة الحماية تبلغ 70%، ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 90% من خلال التعديل في الجرعة”، وفقًا لما نقله موقع “BBC” البريطاني.
–