“انتفاضة الحجارة” بعد 33 عامًا.. ذاكرة العرب أنعشها التطبيع

  • 2020/12/09
  • 9:36 ص

طفل فلسطيني

يوافق اليوم، الأربعاء 9 من كانون الأول، الذكرى الـ33 للانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت في العام 1987 واستمرت حتى 1994، وعُرفت باسم “انتفاضة الحجارة”.

وأُطلق عليها “انتفاضة الحجارة” نظرًا إلى أن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد عناصر الجيش الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بـ”أطفال الحجارة“.

الانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري في المخيمات، وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

نجحت الانتفاضة في انتزاع اعتراف إسرائيل والدول الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بالشعب الفلسطيني، وتأسيس حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت مسمى “السلطة الوطنية الفلسطينية”.

ورغم ما يمر به الفلسطينيون من انتهاكات لحقوقهم وممارسات غير إنسانية بحقهم، اعترفت كل من الإمارات والبحرين والسودان بالتطبيع مع إسرائيل.

دول عربية طبّعت مع إسرائيل

حفل العام الحالي بالتهاني والمغازلات بين إسرائيل ودول عربية اعترفت لاحقًا بالكيان الإسرائيلي، وطبّعت معه سياسيًا واقتصاديًا، لحاجة تلك الدول إلى “السلام” بحسب تصريحات المسؤولين.

الإمارات العربية المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاقية للتطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في 13 من آب الماضي.

ونصت الاتفاقية على التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين “لتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط”، كما نصت على توقيع الاتفاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومنها الأمن والاتصالات والتكنولوجيا، بالإضافة إلى السياحة والثقافة وإقامة السفارات المتبادلة.

مملكة البحرين

كما أعلنت الولايات المتحدة عن قيام مملكة البحرين بإبرام اتفاقية للسلام مع إسرائيل في 11 من أيلول الماضي.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية البحرينية أن توقيع هذه الاتفاقية جاء ثمرة للجهود الدولية للبحرين “في نشر ثقافة السلام والتعايش بمختلف أنحاء العالم”، وأضافت أن إعلان السلام البحريني- الإسرائيلي “يخلق للشعب الفلسطيني فرصًا أفضل في إقامة دولة مستقلة ومستقرة ومزدهرة”.

السودان

اتفقت إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات بوساطة أمريكية، ليصبح السودان ثالث بلد عربي يقيم علاقات مع إسرائيل، وذلك في تشرين الأول الماضي.

جاء الاتفاق بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استعداد إدارته لإزالة السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” فور تسلّم تعويضات مطلوبة من الخرطوم.

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تشرين الثاني الماضي، أن هناك دولاً عربية أخرى ستنضم إلى التطبيع مع إسرائيل.

وأشار بومبيو إلى أن الولايات المتحدة “تود أن يتعامل الفلسطينيون مع إسرائيل”، مستدركًا، “لكن قيادتهم رفضت خطاب الرئيس ترامب رؤية للسلام”.

وفي مقابلة مع قناة “العربية”، قال الوزير الأمريكي، “أنا على ثقة تامة بأن الدول الأخرى ستنضم إلى ما فعله الإماراتيون والبحرينيون والسودانيون (…) وبالتالي يتم الاعتراف بالمكانة الصحيحة لإسرائيل بين الدول”.

ثلاثة أعوام مضت على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل

في 6 من كانون الثاني 2017، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بالمباشرة بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدنية الفلسطينية المحتلة.

وجاء في نص الإعلان، “عام 1995، تبنى الكونجرس قانونًا يحث الحكومة الفيدرالية على نقل السفارة الأمريكية (من تل أبيب) إلى القدس، والاعتراف بأن تلك المدينة ذات الأهمية الكبيرة، هي عاصمة إسرائيل”.

وكانت إسرائيل احتلت القدس الغربية عام 1948، وأعلنتها عاصمة لها عام 1949، في خطوة رفضها المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ثم احتلت القدس الشرقية عام 1967.

وتنص القرارات الدولية على أن القدس الشرقية التي تقع ضمن حدودها الأماكن المقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين، أرض محتلة، وهي الجزء الذي يريده الفلسطينيون عاصمة لدولتهم، بينما ترفض إسرائيل ذلك.

ونقل ترامب سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس في 18 من أيار 2018، وذلك بالتزامن مع الذكرى التي تحتفل فيها إسرائيل باستقلالها المزعوم.

في المقابل، أعلنت السلطة الفلسطينية قطع اتصالاتها مع إدارة ترامب، واستمرت القطيعة حتى اليوم.

لم يكن قرار الاعتراف هو الوحيد لإدارة ترامب بحق القدس، بل تبعته قرارات أخرى، ولحقت به دول عربية أعلنت التطبيع مع إسرائيل واعترافها بخطة ترامب أو ما عُرفت بـ”صفقة القرن” التي تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل.

“صفقة القرن”

أعلن ترامب خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ”صفقة القرن” في كانون الثاني الماضي، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أكّد بدوره أن الخطة تقدم “طريقًا واقعيًا” لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

وتضمنت الخطة استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل بالحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات، وهي الفترة الممنوحة للجانب الفلسطيني كي يقر الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتطبيق الخطة.

أبدى الفلسطينيون غضبهم الكبير ورفضهم القاطع لبنود وحيثيات “صفقة القرن”، وخرجوا في مسيرات تنديدية رافضة لها منذ صباح يوم إعلانها.

كما أبدى الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، رفضه التام لخطط ترامب قائلًا، “القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة”.

وأضاف أن الاستراتيجية الفلسطينية ترتكز على استمرار الكفاح “لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأشار إلى جاهزية الطرف الفلسطيني للتوجه إلى محكمة العدل الدولية، مضيفًا، “سمعنا ردود فعل مبشرة ضد خطة ترامب وسنبني عليها. مستعدون للتفاوض على أساس الشرعية الدولية، وهي مرجعيتنا”، وشدد على التمسك بالثوابت الوطنية التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وتابع، “لن نتنازل عن واحد منها”.

وبلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استشهدوا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية خلال “انتفاضة الحجارة”، بحسب بيانات رسمية، 1162 فلسطينيًا، بينهم حوالي 241 طفلًا، بينما أُصيب نحو 90 ألفًا آخرين.

واستمرت الانتفاضة لمدة ست سنوات، قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية “أوسلو” بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي