قال ممثل “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا في الخليج العربي، شفان الخابوري، اليوم الثلاثاء 8 من كانون الأول، إن روسيا أعطت ضوءًا أخضر لتركيا في تصعيدها العسكري ببلدة عين عيسى شمالي الرقة، وسط توقعات بتقدم عسكري تركي على المنطقة.
وأضاف الخابوري، في تغريدة نشرها عبر حسابه في “تويتر”، أن عين عيسى تتعرض “للانتهاك” من تركيا، وأنها أخذت ضوءًا أخضر من روسيا.
#عين_عيسى تتعرض للانتهاك مجددا من قبل مرتزقة اردوغان وضوء اخضر روسي،سقطت جميع الأقنعة التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية امام الرعب الذي دخل قلوب اطفال روج افا والشمال السوري.
— Şivan Xaburî / شفان الخابوري (@Shivan_Kaburi) December 7, 2020
حرق الورقة الروسية؟
وتأتي هذه التطورات بعد اجتماع جرى، في 6 من كانون الأول الحالي، بين الروس و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، طلبت فيه الأخيرة من الروس مساعدتها في قطع الطريق على “الجيش الوطني”، المدعوم تركيًا، بالسيطرة على عين عيسى التي تتخدها “الإدارة الذاتية” عاصمة لها.
وخلال الاجتماع في مدرسة “علي بن أبي طالب” بحي البلدة الشرقي، التي تتخذها القوات الروسية قاعدة لها، قدم الروس عرضًا يتضمن موافقة “قسد” على إقامة مربع أمني في البلدة يضم إدارة مدينة وعناصر شرطة، مقابل ضمان عدم مهاجمة المدينة، بحسب ما قاله الصحفي المنحدر من عين عيسى سعد الصبر.
وأضاف الصبر لعنب بلدي، أن قياديًا في “قسد” أخبره أن ضابطًا روسيًا حضر الاجتماع أكد أن ما يمنع تركيا من مهاجمة عين عيسى هو الوجود الروسي، لأنها تعلم أن هناك “عناصر إرهابيين بين صفوف قسد”.
وأضاف الضابط الروسي متوجهًا لقياديين في “قسد”، “نحن لا نستطيع فعل شيء بسبب تهور عناصركم الذين لا يسمحون للقوات الحكومية (قوات النظام السوري) بالتنقل داخل المدينة، ولا نصب حواجز فيها”، بحسب الصبر.
وانتهى الاجتماع برفض المقترح الروسي، إذ رد ممثلو “قسد” أن روسيا تريد تسلّم عين عيسى كاملة وإخراج جميع العناصر منها، بما فيها الإدارات المدنية والعسكرية، مقابل تجنيب المدينة المعركة.
وكان “الجيش الوطني” وصل إلى أطراف عين عيسى ضمن عملية “نبع السلام” التركية، في 22 من تشرين الأول 2019، بعد اتفاق تركي- روسي على انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
ما أهمية عيسى لـ“الإدارة الذاتية”
تخضع البلدة لسيطرة “قسد”، وتبعد نحو 55 كيلومترًا عن مدينة الرقة، وتتبع إداريًا لمحافظة الرقة، منطقة تل أبيض، ومركزها بلدة عين عيسى، وتمتلك عقدة مواصلات مهمة، تربط بين محافظتي حلب والحسكة عبر الطريق الدولي “M4” الذي يمر من منتصفها، كما أنها تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة تل أبيض على الحدود التركية، ومدينة الرقة.
سيطرت عليها “قسد” بدعم من التحالف الدولي، منتصف 2015، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي حاول عدة مرات إعادتها إلى سيطرته لكنه فشل.
أسست فيها القوات الأمريكية، التي تقود التحالف، قاعدة عسكرية مطلع عام 2016، ما جعلها تتحول إلى منطقة استراتيجية، دفعت “الإدارة الذاتية” إلى تأسيس عدد كبير من المؤسسات والمجالس التابعة لها فيها.
تحوّلت عين عيسى إلى شبه عاصمة لـ”الإدارة الذاتية” في الشمال بإيعاز أمريكي، حسب حديث سابق لصحفي يعمل ضمن وسائل الإعلام المحلية إلى عنب بلدي، مشيرًا إلى أنها كانت مهملة والخدمات فيها سيئة قبل إنشاء القاعدة الأمريكية.
وأكد الصحفي أن عين عيسى شهدت الكثير من الاجتماعات المهمة بين مسؤولي “الإدارة الذاتية” ومسؤولين في التحالف الدولي، إضافة إلى مسؤولين غربيين.
كما تشهد البلدة اجتماعات دورية لمؤسسات “الإدارة الذاتية” كـ”هيئة الداخلية” و”هيئة الصحة” و”ومجلس المرأة” و”المجالس التنفيذية”، وجميع هذه المؤسسات تعقد كل شهر تقريبًا اجتماعاتها الدورية في عين عيسى.
إضافة إلى الاجتماعات السابقة، شهدت عين عيسى، في أيار الماضي، ملتقى حمل اسم “ملتقى العشائر”، جمع شيوخ عشائر ووجهاء من شمال شرقي سوريا، بقيادات ونواب من الرئاسة المشتركة لـ”المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا”، ونتج عنه إخراج نساء وأطفال من أبناء مناطق شمالي وشرقي سوريا، الذين نزحوا إلى مخيم “الهول” نتيجة للأوضاع التي مرت بها مناطقهم في أثناء المعارك ضد تنظيم “الدولة”.
الناطق باسم “الجيش الوطني”، الرائد يوسف حمود، أوضح في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن “قسد” متمسكة بعين عيسى، لأنها تعتبر خط الدفاع الأول والرئيس عن مدينة عين العرب (كوباني)، بريف حلب.
وتقع البلدة على امتداد شبكة طرق مهمة، وتمتلك عقدة المواصلات التي تربط مناطق عين العرب وتل أبيض وصولًا إلى الجنوب في منبج.
وشدد حمود على أن “قسد” تريد الاحتفاظ بتلك العقدة للربط بين مناطق سيطرتها، لأنه في حال خسارتها ينقطع التواصل مع عين العرب، وفق قوله.
–