هل حقًا سيبقى هنا ؟
جريدة عنب بلدي – العدد 38 – الاحد – 11-11-2012
كثيرة هي المرات التي خرج بها رأس النظام عبر وسائل إعلام مختلفة ليقدم الوعود المتنوعة والتي لم يستطع – أو لم يُرِد- تنفيذ شيء منها. وفي كل مرة كان الثوار يدركون أن الأسد لن يفيَ بما يعد!! فلا المعتقلون أفرج عنهم حين تعهد بإطلاق سراحهم، ولا القتل والعنف الذي تمارسه قواته توقفا حين وعد بذلك، ولا هدنة العيد التي أعلن التزامه بها تحققت… واليوم يخرج علينا ليقول أنه سيعيش ويموت في دمشق!! فهل تكون هذه المرة الأولى التي يصدق فيها؟؟ ويبقى في دمشق ليواجه مصيره المحتوم؟
يذكرنا موقفه هذا بمواقف أعلنها قادة قبله أكدوا فيها أنهم باقون في بلادهم، وبالفعل التزموا بما قالوا وبقوا في بلادهم ليواجهوا مصيرهم الذي قُدّر لهم، فمنهم من مثل أمام القضاء ليُحاكَم على ما جنته يداه، وآخر وقع بأيدي الثوار بينما كان مختبئًا في «جحره» فلقي مصيره على أيديهم كما لقي الكثيرون من أبناء شعبه حتفَهم على أيدي قواته ومرتزقته قبل ذلك.
واليوم حين يعلن رأس النظام أنه باقٍ ولن يرحل عن البلاد فإنه يرسل – ضمنيًا- الرسالة التي لطالما انتظرها الثوار ، وبقي أن يدركها من لا يزال مؤيدًا لهذا النظام الساقط ورئيسه، فلو لم يدرك الأسد أنه لم يعد له مكان في سوريا، وأن أيامه في الحكم باتت معدودة حقًا، وأن «أوان الزحف إلى دمشق» قد حان بالفعل، لم يكن ليطلق مثل هذا التصريح الذي يهدف من خلاله لإرضاء غروره ولطمأنة من تبقى من مؤيديه وأنصاره ورفع معنوياتهم. ولعلها المرة الأولى التي تلتقي فيها وعود الأسد – فيما لو صدق- مع رغبات الثوار!!
قبل أكثر من عام كان مطلب الثوار رحيل الأسد، فكانت جمعة «ارحل»، إلا أنهم ما لبثوا أن غيروا مطلبهم، ليصبح «لا ترحل… جايينك» لأنهم يريدون للطاغية أن يقف أمام عدالة الشعب لا أن ينجو بجرائمه… فهل حقًا يَصدُقُ الأسد هذه المرة ويبقى في سوريا؟؟!!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :