أعلنت وزارة الداخلية الألمانية إرجاء استقبال آلاف من اللاجئين، كان من المخطط دخولهم إلى ألمانيا هذا العام، إلى العام المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (DPA) عن الداخلية الألمانية، اليوم، الجمعة 4 من كانون الأول، أن الأمر يتعلق بلاجئين معترف بحاجتهم للمساعدة بشكل خاص، والذين سيُجرى استقبالهم مباشرة من أوطانهم عبر ما يسمى بـ”برامج إعادة التوطين”، بحسب ما نقلت “DW“.
ويعني تعليق إعادة التوطين إبقاء اللاجئين في المخيمات وأماكن إقامتهم الحالية، حتى تستأنف عمليات إعادة التوطين في دول اللجوء.
وتسمح ألمانيا بدخول ما يصل إلى 5500 لاجئ من خلال هذه البرامج الإنسانية سنويًا.
ولكن بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) تمكن 1178 شخصًا فقط من أصل 5500 شخص من الحضور إلى ألمانيا بهذه الطريقة، إلى جانب وافدين متأخرين من حصة العام الماضي، بحسب بيانات الوزارة.
وكانت ألمانيا علقت البرامج بشكل كامل بين شهري آذار وآب، وقالت متحدثة باسم الوزارة، “من المقرر أن تستمر عمليات الدخول الإضافية في كانون الثاني2021، وستستكمل إجراءات الاستقبال بحلول نهاية عام 2021”.
وقال رئيس “المنظمة العربية- الأوروبية لحقوق الإنسان”، كاظم هنداوي، لعنب بلدي، إن الخطوات الألمانية بما يتعلق باستقبال اللاجئين هذا العام كانت متوقعة، وذلك ضمن تأثرها بجائحة “كورونا”.
وأضاف هنداوي أن اللاجئين كانوا خلال 2020 من أكثر المتضررين بسبب الجائحة فمعظمهم بحاجة لخدمات وإعانات، وعلى الاتحاد الأوروبي عمومًا الأخذ بالحسبان هذه النقاط عند تأجيل استقبال اللاجئين، لأن التأجيل يؤثر بشكل سلبي حاد على أوضاعهم في بلدان الاستقبال.
وطالب هنداوي الحكومة الألمانية بتقديم مساعدات مالية للاجئين الذي أجلت استقبالهم لتخفيف معاناتهم خلال الانتظار.
ومطلع العام الحالي، علقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمات الدولية، مؤقتًا، إرسال اللاجئين إلى دول إعادة التوطين، بسبب اضطرابات السفر الناجمة عن فيروس “كورونا”.
وإعادة التوطين، بحسب الأمم المتحدة، هو الحل الذي يمكّن اللاجئين من الانتقال من بلد اللجوء إلى بلد آخر، حيث سيحصلون على الحماية والمساعدة، وتعرّف العملية على أنها نقل اللاجئين من بلد لجوء إلى دولة أخرى وافقت على قبولهم ومنحتهم في نهاية المطاف إقامة دائمة.
وتشارك عدة دول في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر استقبالًا للاجئين المعاد توطينهم، تلتها كندا وألمانيا والمملكة المتحدة وأستراليا ودول الشمال الأوروبي.
وفي 19 من تشرين الثاني الماضي، حذرت المفوضية من الانخفاض القياسي هذا العام من حيث إعادة توطين اللاجئين، وقالت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، جيليان تريغز، ”إننا نتعامل مع مستويات منخفضة ومخيبة للآمال من إعادة التوطين، وهو أقل من 50 ألف فرصة للعام بأكمله”.
وبحسب أحدث بيانات المفوضية، أُعيد توطين 15 ألف و425 لاجئًا، في أول تسعة أشهر من هذا العام، مقارنة بخمسين ألف و86 لاجئًا خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتعتبر ألمانيا أكثر دولة أوروبية تقبل طلبات اللاجئين على أراضيها، تليها النمسا والسويد، بينما تعتبر التشيك وبولندا وسلوفاكيا من أقل الدول منحًا لحق اللجوء.