أجسام لم تنفجر تهدد حياة سكان المخيمات في الشمال السوري
تُعتبر الذخائر غير المنفجرة في الشمال السوري قنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين لا سيما الأطفال، خاصة في المخيمات بسبب اكتظاظها بالسكان.
وذكر “الدفاع المدني” في الشمال السوري، أن 546 هجومًا نفذه النظام السوري وروسيا بقنابل عنقودية منذ نيسان 2019، حتى 5 من آذار الماضي، مؤكدًا أن الآلاف من تلك القنابل لم تنفجر بعد، وما زالت تشكل خطرًا على حياة الناس.
أثر الذخائر غير المنفجرة على المدنيين في المخيمات
لهذه الأجسام غير المنفجرة والذخائر أثر مباشر على المدنيين في المخيمات، وهو الخطر على حياتهم عند انفجارها، وما تسببه من وفيات أو إصابات خطرة وحالات بتر وخاصة عند الأطفال، حسب مدير المكتب الإعلامي لـ”الدفاع المدني” في الشمال السوري، إبراهيم أبو الليث.
وبشكل عام، تستغل فرق إزالة الذخائر فترة الهدوء النسبي بعد وقف إطلاق النار في الشمال السوري لتكثيف عمليات المسح والإزالة والتوعية، وخاصة في المناطق الزراعية مع بدء موسم قطاف الزيتون بريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي وريف حماة الغربي، وهي مناطق تعرضت لقصف مكثف من قبل النظام وروسيا خلال العام الماضي.
لكن كثرة هذه الحالات نبهت الناس إلى هذه الأجسام، ورفعت مستوى الوعي بخطورتها، بالتوازي مع جهود “الدفاع المدني” للتوعية، إذ بدأ الناس يلجؤون إلى إبلاغ فرق إزالة الذخائر لإتلافها، بحسب إبراهيم أبو الليث.
على الرغم من أن المخيمات تُنشأ في مناطق بعيدة نوعًا ما عن خطوط التماس التي تعرضت سابقًا لقصف خلّف ذخائر غير منفجرة، لا ينفي هذا وجودها أو وجود حالات انفجار مخلفات معارك في المخيمات.
وكان طفل قُتل وجُرح خمسة آخرون بانفجار مقذوف متفجر من مخلفات المعارك، في مخيم “حلب لبيه” في ريف إدلب، في 3 من كانون الأول الحالي، في حادثة تتكرر في المخيمات وخارجها.
ومن بين الجرحى طفلتان، أفاد والدهما حسن المخلف عنب بلدي أنهما كانتا مع أمهما ومعهما أطفال آخرون، يلعبون بالقرب من الجسم الذي لم يستطع حسن تحديد طبيعته إن كان صاعقًا أم عبوة ناسفة فانفجر، ما أدى إلى مقتل طفل وجرح خمسة آخرين.
وفي انفجار سابق لـ”جسم مجهول”، في 20 من آب الماضي، في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، قُتل ثلاثة أطفال وأُصيب اثنان آخران بجروح بليغة أمام منزلهم بحسب “الدفاع المدني السوري”.
وكان عضو المكتب الإعلامي في “الدفاع المدني” فراس خليفة، أكد لعنب بلدي حينها، عدم معرفة نوعية “الجسم المجهول” الذي انفجر، وربما يكون عبوة ناسفة أو صاعقًا أو من مخلفات الحرب.
ونفذت فرق “UXO” التابعة لـ”الخوذ البيضاء”، وهي فرق مختصة بالتعامل مع الذخائر غير المنفجرة في الشمال السوري، ومهمتها مسح المناطق الزراعية والسكنية من مخلفات الحرب، أكثر من 1322 مهمة خلال عامي 2019 و2020 تم فيها إزالة أكثر من 1664 ذخيرة متنوعة، بحسب ما أفاد به مدير المكتب الإعلامي، إبراهيم أبو الليث، عنب بلدي.
رفع مستوى الوعي العام في المخيمات لتجنب خطر المقذوفات غير المنفجرة
توجد فرق مختصة ضمن “الدفاع المدني” للتعامل مع الذخائر غير المنفجرة، ومهمتها مسح المناطق الزراعية والسكنية من مخلفات الحرب غير المنفجرة وإزالتها، بالإضافة إلى عمليات التوعية التي تقوم بها فرق الإزالة وفرق توعية من “الدفاع المدني” أيضًا، بحسب إبراهيم أبو الليث.
مدير “الدفاع المدني” في حلب، ربيع جندية، قال لعنب بلدي، إن الذخائر غير المنفجرة تسبب وفيات وحالات بتر وإصابات كبيرة كل سنة، إذ تزداد حساسيتها للانفجار مع الزمن، ويجب أن يكون التعامل معها حصرًا من قبل مختصين.
وأعطى مدير “الدفاع المدني” عدة نصائح ليقدمها الأهل لأطفالهم، وأهمها عدم الاقتراب من أي جسم غريب أو لمسه، واللجوء إلى البالغين وإخبارهم.
كما نصح البالغين بإبلاغ المختصين، لإعطائهم إرشادات لطريقة تحديد هذه الذخائر أو الأجسام، ريثما يصل الفريق المختص من “الدفاع المدني” ليتعامل معها بالشكل المناسب.
مخيمات النزوح ليست آمنة
وكان صاروخ استهدف مخيمًا للنازحين السوريين على الحدود مع تركيا، في حادثة كانت الأولى من نوعها في الشمال السوري، في 21 من تشرين الثاني 2019، وأُطلق من منطقة جبل عزان في ريف حلب.
وقُتل حينها 16 مدنيًا وأُصيب آخرون جراء قصف استهدف مخيم النازحين بمنطقة قاح بريف إدلب، بصاروخ يحمل قنابل عنقودية.
سمير العكل، مدير مخيم “قاح” القديم، قال لعنب بلدي، إن صاروخين كبيرين أُطلقا على المخيم مساء ذلك اليوم، ما أدى إلى مقتل 16 شخصًا وإصابة العشرات، جلهم من النساء والأطفال، واحترقت حينها أكثر من عشر خيام.
وسادت حالة من الهلع لدى الأهالي بعد هذا القصف، إذ يتخوف الناس اليوم من أي صوت يشبه صوت الصواريخ في تلك الليلة التي مرت على المخيم، بحسب العكل.
مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، قال لعنب بلدي، إن استهداف مخيمات اللجوء هو محاولة للقضاء على أي بذرة للحياة، فخلال سنوات الحرب دُمر جيل كامل وما زال يُستهدف، وسنلاحظ تبعات هذه الأمور فيما بعد.
واُستهدفت كثير من المخيمات، بالإضافة إلى مخيم “قاح”، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 120 ألف نسمة، ومستشفى للنساء والأطفال، بحسب ما قاله حلاج لعنب بلدي.
وكانت مصادر ميدانية قابلتها عنب بلدي العام الماضي، أجمعت أن الصاروخ الذي استهدف مخيمًا للنازحين السوريين على الحدود مع تركيا، في حادثة هي الأولى من نوعها في الشمال السوري، أُطلق من منطقة جبل عزان في ريف حلب.
وانتشرت حينها صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر حجم الصاروخ الذي استهدف مخيم “قاح”، وكان لافتًا الحجم الكبير للصاروخ.
وكانت تلك المرة الأولى التي يُقصف فيها مخيم يغص بالنازحين السوريين في منطقة من المفترض أنها تشهد وقفًا لإطلاق النار بحسب التفاهمات التركية- الروسية حينها، إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من نقاط المراقبة التي تنشرها أنقرة في تلك المنطقة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :