السويداء – ريان الأطرش
بمنشور عبر صفحة “فيس بوك”، أعلنت مدرسة “الشهيد سليمان اشتي” الابتدائية، في 26 من تشرين الثاني الماضي، إغلاق الشعبة الثالثة من الصف الخامس، مدة خمسة أيام، إثر تأكيد إصابة أحد الطلاب بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مع نفيها صحة الأخبار عن إغلاق المدرسة بالكامل، “نرجو من الأهل عدم نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة”، كان ردها المدعوم بقرار الصحة المدرسية والتربية.
دعوات أهالي الطلبة لإغلاق المدارس ومنع بعضهم أبناءهم من الدوام الدراسي، لم تتوقف في المحافظة الجنوبية، مع خوفهم من تفشي الفيروس بين الأطفال والكوادر التدريسية، إلا أن ردود التربية كانت برفع دعوى قضائية على الوجهاء الداعين للإجراءات الوقائية.
عشر إصابات لتبرير الإغلاق
الحادثة الأولى لإغلاق مدرسة وفق قرار لمديرية التربية في محافظة السويداء، كانت عند تسجيل عشر إصابات بين 22 طالبًا تم فحصهم في ثانوية “سلمان الصفدي” بمنطقة صلخد الجنوبية، وذلك لمدة 11 يومًا “لإجراء عمليات التعقيم”.
وبعدها بيومين، قررت إمارة دار عرى، المتمثلة بالأمير لؤي الأطرش، في ريف دعا الجنوبي، إغلاق مدارس البلدة، “بعد التفشي الخطير لفيروس كورونا في محافظة السويداء، خاصة في المدارس، وامتلاء أقسام العزل، وعدم أخذ الموضوع على محمل الجد والخطورة، سنقوم بإغلاق المدراس ومنع الطلاب والمدرسين من الدوام لمدة 15 يومًا على الأقل ريثما يتم السيطرة على الوباء”، حسبما كتب على صفحته الشخصية في “فيس بوك”.
ولاقى ذاك الإعلان استحسانًا من الأهالي، حسبما رصدت عنب بلدي في التعليقات التي تضمنها المنشور، عكس التعليقات الغاضبة التي جاءت ردًا على منشور لوزارة التربية السورية، في 30 من تشرين الثاني الماضي، ذكرت فيه أن “نسبة انتشار الفيروس لا تستوجب إيقاف الدوام، والمدارس ليست بؤرة لانتشار المرض”.
وتلا ذلك رفع دعوى قضائية بحق الأمير لؤي الأطرش في عرى، حسبما نقلت شبكة “السويداء 24” عن مصدر في دار الإمارة، بحجة قرار إغلاق المدارس دون مبرر، وطرد وفد وزاري أتى لزيارة المدارس في المنطقة، لـ”الترويج أن الأمور تسير بشكل طبيعي”.
الأصوات المحتجة تتعالى
سجلت محافظة السويداء إصابات جديدة بفيروس “كورونا” بشكل يومي خلال تشرين الثاني الماضي، إلا أن غياب الإجراءات الوقائية من قبل السلطات الحكومية سبب تعالي الأصوات المطالبة بالإغلاق من قبل المجتمع الأهلي.
وأخذ المزيد من الأهالي على عاتقهم منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة، وقال والد أحد الطلبة لعنب بلدي، إن “استهتار الحكومة” بفرض الإجراءات الوقائية يكفي لإيقاف إرسال الأطفال إلى شعَبهم المزدحمة، التي لا يقل عدد الطلاب فيها عن 30 طالبًا.
ولكن الأهالي لا يملكون بدائل مناسبة للتعليم عن بُعد، حسبما رصدت عنب بلدي، إذ إن الوصول إلى الواقع الافتراضي الملائم للتعليم عن بُعد، بحاجة إلى شبكة إنترنت فاعلة وتيار كهربائي حاضر، وهو ما لا يتوفر في المحافظة.
وقال المدرّس ماهر الحلبي لعنب بلدي، إن التعليم عن بُعد يتطلب فيديوهات تعليمية مجهزة من قبل اختصاصيين، وتتطلب مشاهدتها سرعة للإنترنت تمكّن الطلاب من التفاعل والفهم، إلا أن إغلاق المدارس هو “ضرورة”، على حد تعبيره، “لأن الفيروس بدأ بالتفشي، وصحة الطلاب والكادر التدريسي هي الأهم”.
وبلغت أعداد المصابين بالفيروس في محافظة السويداء بداية كانون الأول الحالي، 423 حالة بينها 15 حالة وفاة، حسب البيانات الحكومية.