أعاد السيناتور الأمريكي وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تيد كروز، تقديم مشروع قانون يصنف فيه جماعة “الإخوان المسلمون” منظمة إرهابية، بحسب ما نشره الكونجرس الأمريكي على موقعه الرسمي.
وقال السيناتور من الحزب “الجمهوري” المسؤول عن ولاية تكساس كروز، الأربعاء 2 من كانون الأول، إنه “فخور بإعادة تقديم قانون يصنف جماعة (الإخوان المسلمون) كجماعة إرهابية (FTO)، والمضي قدمًا في حرب أمريكا ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف”، بحسب ما نشره عبر حسابه في “تويتر“.
وأثنى السيناتور على عمل الإدارة الحالية في تسمية الإرهاب باسمه، ومحاربة انتشار هذا التهديد المحتمل، بحسب تعبيره.
وأضاف أنه يتطلع إلى تلقي المعلومات الإضافية اللازمة التي يتطلبها هذا القانون الجديد من وزارة الخارجية.
ولفت إلى أن العديد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة من العالم العربي، يرون أن “جماعة (الإخوان المسلمون) هي جماعة إرهابية تسعى إلى بث الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، متوعدًا بمواصلة العمل مع زملائه لـ”اتخاذ إجراءات ضد الجماعات التي تمول الإرهاب”.
ويتطلب هذا الإجراء من وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونجرس الأمريكي، حول ما إذا كانت جماعة “الإخوان المسلمون” تفي بالمعايير القانونية للتصنيف.
وشارك في رعاية مشروع القانون كل من السيناتور الأمريكي جيم إينهوف (جمهوري من أوكلاهوما)، ورون جونسون (جمهوري من ويسكي)، وبات روبرتس (جمهوري من ولاية كانساس)، وهو حزب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب.
وقال السيناتور إينهوف، “دأبت الجماعات التابعة لـ(الإخوان) على الدعاية والتحريض على الكراهية ضد المسيحيين واليهود وغيرهم من المسلمين منذ تأسيسها، بينما كانت تدعم الإرهابيين الراديكاليين المصنفين”.
وأشاد بانضمامه لكروز في إعادة تقديم هذا التشريع، مؤكدًا ضرورة “الاستمرار في إدانة المنظمات الإرهابية ومحاسبتها على الشر الذي ترتكبه”.
وقدم السيناتور كروز قانون تصنيف جماعة “الإخوان” كإرهابية لأول مرة في عام 2015، وأعاد تقديم مشروع القانون في عام 2017.
وأثارت إعادة تقديم مشروع القانون، عام 2017، تحذيرات منتقدي إدارة ترامب من أن مثل هذه الخطوة ستكون الخطوة الأولى في حملة قمع ضد جماعات المجتمع المدني الأمريكية المسلمة.
وحذر المحلل السياسي في جامعة “بيرزيت” سمير عوض، حينها، من أن تصنيف جماعة “الإخوان المسلمون” على أنها منظمة إرهابية من شأنه أن يشير إلى أن الأنظمة تتمتع بالحرية في تكثيف انتهاكات حقوق الإنسان ضد خصومها.
وقال عوض، “إنهم ليسوا مثل تنظيم (الدولة الإسلامية) أو (النصرة)، وهما جماعتان إرهابيتان”، مضيفًا، “إذا كان الشخص لا يرى الفرق بين (الإخوان المسلمون) وتنظيم (الدولة الإسلامية)، فإن بصره غير سليم”.
ما هي جماعة “الإخوان المسلمون”
وصلت جماعة “الإخوان”، التي يقدر عدد أعضائها بما يصل إلى مليون شخص، إلى السلطة في أول انتخابات حرة حديثة في مصر عام 2012، بعد عام من الإطاحة بالرئيس السابق المستبد، حسني مبارك، في انتفاضة شعبية خلال الربيع العربي.
لكن الحركة محظورة الآن، وسُجن الآلاف من أنصارها وكثير من قياداتها.
وهي جماعة إسلامية تصف نفسها بأنها إصلاحية شاملة، وتعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، ووصلت إلى الحكم في العديد من الدول العربية، مثل الأردن ومصر وتونس وفلسطين.
أسسها حسن البنا بمصر في آذار عام 1928 وبدأت كحركة إسلامية، وانتشر فكر الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في دول أخرى، ووصلت إلى 72 دولة تتضمن كل الدول العربية، ودولًا إسلامية وغير إسلامية في القارات الست.
وصنفت كجماعة إرهابية في عدد من دول العالم مثل روسيا وكازاخستان، كما صنفت كذلك في مصر والسعودية بعد الانقلاب العسكري في 2013.
كما صنفتها الإمارات كمنظمة إرهابية في تشرين الثاني 2014، بينما رفضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تصنيفها كجماعة إرهابية.
–