دراسة: أكثر من نصف طلاب الثانوية في دمشق يعانون اضطرابات نفسية

  • 2020/12/03
  • 8:04 م

طلاب ثانوية عامة يقدمون امتحاناتهم 8 من تموز 2019 (سانا)

ذكرت دراسة جديدة أن أكثر من نصف طلاب المدارس الثانوية في دمشق، يعانون من أحد أشكال الاضطرابات النفسية بسبب الحروب.

وجاء في الدراسة التي نشرتها مجلة جامعة “كامبردج” البريطانية اليوم، الخميس 3 من كانون الأول، أن أكثر من نصف طلاب المدارس الثانوية في العاصمة السورية، دمشق، يعانون من اضطرابات سلبية خلفتها تسع سنوات من التعرض للصراع.

وشملت الدراسة 1369 طالبًا في سبع مدارس من الصف العاشر وما فوق، عاشوا آخر تسعة أعوام في سوريا.

ووجدت الدراسة آثارًا سلبية في أكثر من نصف الطلاب المشاركين في الاستبيان، مع ارتفاع مستويات اضطراب ما بعد الصدمة، والغضب، وغيرهما من مشكلات الصحة العقلية الأساسية.

وكانت نسبة هذه الآثار أكبر عند الفتيات، اللاتي أخبرن عن معاناة من الاضطراب.

وأشار التقرير إلى أنه كلما استمرت الظروف الحالية بسبب الحرب والأوضاع الاقتصادية في سوريا لمدة أطول، كان التعافي العقلي أكثر صعوبة.

وقال معدو الدراىسة، إن الاستبيانات وزعها جامعو بيانات ذوو خبرة لضمان عدم الكشف عن هويتهم، وشرح ما إذا كان أي شيء غير واضح للطلاب.

وشمل المسح الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطلاب، ونوعية حياتهم، بما في ذلك الصحة العامة والجسدية والعقلية، وأنواع الدعم الاجتماعي والعاطفي المتاحة لهم، وما إذا كانوا في خطر أو محنة، أو عانوا من أحداث صادمة أخرى، مثل فقدان منزل أو أشخاص قريبين منهم، وأسئلة مصممة لتقييم مستويات غضبهم واحتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

وكشفت الإجابات أن حوالي نصف الطلاب قد غيروا مكان إقامتهم بسبب الحرب، إذ أفاد 58% أنهم تعرضوا لخطر مباشر، وقال 40% إنهم فقدوا شخصًا قريبًا منهم، وأبدى 61% ضيقهم من ضوضاء الحرب.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف الطلاب، بنسبة 53%، لديهم اضطراب ما بعد الصدمة، بينما 62% يعانون من مشاكل الغضب، وصرح حوالي 46% بأن لديهم صحة عامة عادلة أو أسوأ، و61% يعانون من مشاكل نفسية متوسطة أو شديدة.

وقال الطبيب أمير كعكجي المؤلف الرئيس في الدراسة، إن الانتشار الحقيقي لهذه المشاكل يمكن أن يكون أعلى من ذلك، لأن الدراسة كانت فقط في دمشق، وليست في المناطق التي قد يتأثر فيها السكان بشكل أكبر، كما أنه لم يتمكن من الوصول إلى الأطفال الذين تسربوا من المدرسة.

وأضاف كعكجي، “أنا سوري عشتُ معظم حياتي في سوريا، وشهدتُ معظم المعاناة شخصيًا، خاصة أن السنوات الثلاث الأخيرة التي قضيتها في الثانوية وجميع دراستي الجامعية كانت في أثناء الحرب”.

وعلّق الطبيب، “صدمني الانتشار الكبير للغاية لاضطراب ما بعد الصدمة والغضب المسبب للمشاكل، نحن نتحدث عن الشباب الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أقل والذين يجب أن يتمتعوا بصحة جيدة، لكن هذه الأعداد الكبيرة هي مجرد لمحة عما يحدث في المجتمع السوري، ومدى المعاناة النفسية دون أي وسيلة للتعامل معها”.

ويواجه المجتمع السوري بسبب النزوح والتهجير والظروف الاقتصادية مضاعفات نفسية لم تكن موجودة سابقًا.

وفي 10 من تشرين الأول من كل عام، تحتفي منظمة الصحة العالمية بـ”اليوم العالمي للصحة النفسية”، وتشير التقديرات إلى أن 10% من سكان العالم يعانون أحد أشكال الاضطرابات النفسية.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع