أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل ريبورن، أن هناك اتفاقًا واسعًا في واشنطن حول الجهود المبذولة لمحاولة تحقيق الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك العملية السياسية بجنيف، بغض النظر عن الإدارة القائمة في البيت الأبيض.
وقال ريبورن، خلال مؤتمر صحفي حضرته عنب بلدي، الخميس 3 من كانون الأول، إن “سياستنا المتعلقة بسوريا إيجابية، ولها وقع إيجابي، وهي قائمة على تناسق دولي واضح ومتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254”.
وأكد أن الشعب هو من سيقرر الحكومة التي ستحكمه، حتى يتم تطبيق قرار مجلس الأمن “2254”، وأن الولايات المتحدة لن تعيد التطبيع مع سوريا ولن تساعد الحكومة السورية بأي جهود لإعادة الإعمار، وستستمر بفرض العقوبات، ومنها “قيصر”، الذي يركز على المحاسبة على انتهاكات النظام.
وتمتعت السياسة الأمريكية بدعم واسع من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في واشنطن، وهناك توافق على الحاجة إلى هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، واتخاذ خطوات ضد جماعات متطرفة مثل “القاعدة” في سوريا، ولا تتوقع الحكومة الأمريكية أي تراجع في هذه الخطوات بحسب ريبورن.
الضغط على الحلفاء
أكد ريبورن دعم السياسة الأمريكية للانتقال السياسي في سوريا، الذي يتم من خلال أدوات الضغط على النظام السوري وحلفائه، في ظل دور إيران وزعزعتها للوضع في سوريا وضرورة مجابهتها.
كما لفت إلى عدم تدخل روسيا بشكل كافٍ للضغط على النظام للقيام بدور فاعل لدفع اللجنة الدستورية، بينما عاق تقدمها باستمرار وحاول وتقويض عملها.
وتزامن المؤتمر الصحفي لريبورن مع أعمال الجولة الرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في مدينة جنيف السويسرية، التي اُفتتحت في 30 من تشرين الثاني الماضي وتنتهي اليوم، الجمعة 4 من كانون الأول.
وكان وفد النظام طرح في الأيام الثلاثة الأولى من أعمال الجولة الرابعة، مسألة “الإرهاب والتطرف والمؤامرة الكونية على سوريا”، وملف اللاجئين، وفرّق بين اللاجئ والمهاجر بالنسبة للعودة إلى سوريا.
وتحدث الوفد عن استغلال اللاجئين سياسيًا واستخدامهم من قبل الدول، عبر عدم تسهيل عودتهم إلى سوريا، ونشر معلومات “غير صحيحة” بأن سوريا بلد غير آمن.
واتهم أعضاء من الوفد اللاجئين خارج سوريا بـ”الدعارة وتزويج القاصرات للخلاص من تكاليف العيش”، إضافة إلى “استغلال اللاجئين ببيع أعضائهم”.
وأصر وفد النظام على التفريق بين “اللاجئ الحقيقي، واللاجئ غير الحقيقي” (لاجئ هرب من الإرهاب وآخر خرج بإرادته لأسباب أخرى).
متى ستُحدد سياسة بايدن تجاه سوريا
قال مدير العلاقات الحكومية والاستراتيجية في المجلس السوري- الأمريكي، محمد غانم، لعنب بلدي، تعقيبًا على ما إذا كان الانتقال السياسي في سوريا سيتم فعلًا بعد تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة، “إن الصورة لن تتضح قبل صيف 2021، وانتهاء الإدارة الجديدة من كتابة مذكرات موقفها بشأن سوريا، ولكن لكل إدارة أولويات مختلفة، وبايدن صرح قبل يومين مثلًا بأنه سيرفع العقوبات النفطية عن إيران، الأمر الذي سيؤثر حتمًا في المعادلة السورية”.
ويرى غانم أنه ليس هناك أي تعاط تجاه القضية السورية حتى الساعة من قبل الإدارة الجديدة “لأنّها مشغولة بأشياء أخرى”، ولا يتوقع أن يكون هناك جديد حتى شهر أيار المقبل على أقل تقدير.
أما بخصوص الحملة، فهنالك تصور كامل عن نظرتها إلى سوريا والمنطقة، فإيلاؤهم الأولوية لإيران “مبعث قلق بالنسبة للشأن السوري”.
وأكد غانم أن “المسؤولية تقع على السوريين لتكثيف الجهود والعمل بجد واجتهاد أكبر، لتقديم رؤية واضحة وإنهاء حالة التشرذم والتناحر التي يتسم بها وضعهم السياسي، إذا ما أرادوا أن يكونوا شركاء في أي عمل مستقبلي، وإلا فإن المصالح والأولويات الدولية والإقليمية الأخرى ستتجاوزهم”.
–