يستعد مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، لزيارة السعودية وقطر خلال الأسبوع الحالي، للوصول إلى مزيد من اتفاقات “التطبيع” في المنطقة قبل مغادرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السلطة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لوكالة “رويترز“، مساء الأحد 29 من تشرين الثاني، إن كوشنر سيلتقي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بمدينة نيوم في السعودية، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، خلال الأيام المقبلة.
وتريد الإدارة الأمريكية إجراء المزيد من الاتفاقيات على غرار تلك التي توصلت إليها إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، منذ آب الماضي، بإسهام كوشنر وفريقه، وفقًا للمسؤول الأمريكي.
وتفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارًا على قطر، منذ 5 من حزيران عام 2017، يشمل إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمامها، بزعم “دعمها للإرهاب”.
ومن المقرر أن ينضم إلى كوشنر في زيارته للسعودية وقطر، مبعوثا الشرق الأوسط آفي بيركويتز، وبريان هوك، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة “تمويل التنمية الدولية الأمريكية”، آدم بوهلر.
ثلاثة ملفات محتملة
برزت خلال الفترة القليلة الماضية تصريحات سعودية وقطرية حول الأزمة الخليجية، ما يشير إلى أن محاولة رأب الصدع بين الدولتين قد تكون أول الملفات التي سيعمل مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، على حلها.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قال على هامش قمة “مجموعة العشرين”، في 21 من تشرين الثاني الحالي، إن بلاده تواصل مع الإمارات ومصر والبحرين البحث عن سبل لإنهاء الخلاف مع قطر، رغم أنها “ما زالت تريد علاج مخاوف أمنية مشروعة”، على حد وصفه.
في حين قال نائب رئيس الوزارء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ضمن أعمال منتدى “ميونيخ” للأمن، الذي تنظمه قطر جزئيًا، في 16 من تشرين الثاني الحالي، إن بلاده لم تقم بـ”أي أعمال عدائية ضد دول الحصار”، مضيفًا “نحن منفتحون على الحوار منذ البداية”.
أما الملف الثاني، فقد يكون متعلقًا باستكمال التطبيع الخليجي- الإسرائيلي، لا سيما أن الزيارة تأتي بعد انتشار أنباء عن اجتماع عُقد بين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مدينة نيوم شمال غربي السعودية، وهو ما نفته السعودية لاحقًا.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن اجتماع ثلاثي ضم كلًا من ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في السعودية.
كما أن وزير الخارجية السعودي قال في مقابلة افتراضية، إن “الرياض تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل، لكن ينبغي أولًا إقرار اتفاق سلام دائم وكامل يضمن للفلسطينيين دولتهم بكرامة”.
وأما الملف الثالث، فيرتبط بمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي جاء بعد أيام من الحديث عن الاجتماع السعودي- الأمريكي- الإسرائيلي، في 27 من تشرين الثاني الحالي، إثر تعرضه لعملية اغتيال قرب العاصمة الإيرانية طهران، بحسب وزارة الدفاع الإيرانية.
وتسعى السعودية إلى إعادة ترتيب تحالفاتها في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني، وذلك قبيل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، السلطة، في 20 من كانون الثاني المقبل، في ظل تخوف من تراجع بايدن عن سياسة “الضغط” على إيران التي تبناها ترامب.
–