ناشدت وزارة الخارجية السورية برنامج الغذاء العالمي بمضاعفة جهوده لمواجهة التحديات التي فرضها فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في سوريا.
وطالب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، برنامج الغذاء العالمي بضرورة مضاعفة عمله تنفيذًا لقرارات هيئات الأمم المتحدة، ولمواجهة الحصار الاقتصادي على سوريا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وكان المقداد استقبل رئيس قسم العمليات في المكتب الرئيس لبرنامج الغذاء العالمي، عامر الداوودي، في دمشق.
وأعرب المقداد عن تقديره للجهود التي يبذلها البرنامج في سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة إيصالها إلى مُستحقيها، بما يخفف من التحديات الاقتصادية التي يواجهها الشعب السوري.
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، حذّر في حديث لوكالة “تاس” الروسية، من مخاطر مواجهة البشرية “مجاعة توراتية” على خلفية جائحة فيروس “كورونا”.
وقال إن “كل المعطيات المتوفرة لدينا، بما في ذلك توقعات برنامج الغذاء العالمي حول الزيادة بنسبة 80% لعدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الموارد الغذائية، تشير إلى اقتراب كارثة حقيقية. إننا نواجه خطر مجاعة توراتية”.
وفي حديث سابق لبيسلي، قال إن سوريا تواجه خطر المجاعة الجماعية أو الهجرة الجماعية مجددًا، ما لم يتوفر المزيد من أموال المساعدات.
وأضاف أن مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وبعضهم يموتون بالفعل.
وبحسب تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في 30 من حزيران الماضي، فإن حوالي 11 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدة والحماية، ويساوي هذا الرقم عدد سكان دول بأكملها، مثل اليونان والسويد والإمارات العربية المتحدة.
وأُسس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في عام 1963، لتقديم المساعدات الغذائية للبلدان النامية، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري من ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.
وارتفعت أسعار عدد كبير من المواد الغذائية في أسواق العاصمة دمشق، بالتوازي مع تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي في مناطق سيطرة النظام السوري.
وبحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بأسعار صرف العملات الأجنبية، بلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في بداية تعاملات الأحد 29 من تشرين الثاني، 2660 للشراء و2600 للمبيع.
تحذيرات أممية
وفي 25 من تشرين الثاني الحالي، تحدث نائب منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، راميش راجاسنغهام، عن الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مؤكدًا أن “الناس صاروا غير قادرين بشكل متزايد على إطعام أسرهم”.
ولفت إلى أن 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون انعدام الأمن الغذائي، مرجحًا ارتفاع هذا العدد.
وبحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي، تصدّرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5%.
وأصدر الموقع بيانات وإحصائيات للسكان الواقعين تحت خط الفقر في كل دولة من دول العالم، وجاءت سوريا بالمرتبة الأولى عالميًا من حيث الفقر.
–