تصاعدت حدة التوتر السياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وتتوالى ردود الفعل الإيرانية على عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الذي لقي حتفه في 27 من تشرين الثاني الحالي، إثر استهداف سيارته بعملية تفجير وإطلاق رصاص، من قبل “عناصر إرهابيين مسلحين”، بحسب ما أفاد قسم العلاقات العامة في وزارة الدفاع الإيرانية.
وتوعد المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي، حسين دهقان، في 28 من تشرين الثاني الحالي، بالرد على اغتيال فخري زاده، متهمًا “الصهاينة” على حد وصفه، واعتبر الانتقام مطالبة إيرانية عامة ومشروعة، وقال “نحن نحدد متى وأين نرد”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، اليوم الأحد 29 من تشرين الثاني، وجود دور إسرائيلي في العملية، داعيًا المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوربي، إلى “التخلي عن المعايير المزدوجة المخزية، وإدانة هذا العمل الإرهابي”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت، السبت 28 من تشرين الثاني، أن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، منهم اثنان من المخابرات الأمريكية، قالوا إن إسرائيل كانت وراء الهجوم على العالم النووي الإيراني.
ولم تتأكد الصحيفة من صحة الأنباء عن علم الولايات المتحدة الأمريكية بالعملية الإسرائيلية مسبقًا.
من جهته، رفض نائب قائد “مقر ثار الله” التابع لـ”الحرس الثوري”، محمد إسماعيل كوثر، اليوم الأحد، ما وصفه بالتعامل “العاطفي” مع حادثة الاغتيال، وقال إن وقت ونوع الرد غير واضحين.
وذكرت قناة “CNN” الأمريكية أن طائرة إيرانية من دون طيار حلّقت فوق حاملة طائرات أمريكية، فيما وُصف بأنه “غير عادي وغير مهني”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن التلفزيون الرسمي الإيراني أن “الحرس الثوري الإيراني أطلق صاروخًا من مروحية على مجسم لحاملة طائرات أمريكية في مضيق هرمز الاستراتيجي”.
وتحركت حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى، “بهدف توفير الدعم القتالي والغطاء الجوي مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان بحلول 15 من كانون الأول المقبل”، ويأتي ذلك بناء على أوامر أصدرها ترامب قبل ورود أنباء اغتيال فخري زاده.
وبحسب “CNN” فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أصدرت إشعارًا للقادة، يعرف باسم “أمر تحذير” للتخطيط لخفض القوات الأمريكية إلى 2500 جندي فقط في أفغانستان، ومثلهم في العراق، بحلول 15 من كانون الثاني المقبل، الأمر الذي حذر منه الأمين العام لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، جينس ستولتنبرغ، باعتبار أن أي انسحاب سابق لأوانه قد يكون خطيرًا للغاية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
وتحدثت صحيفة “نيويورك تايمز“، في تقرير نشرته في 16 من تشرين الثاني الحالي، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ناقش مع مستشاريه إمكانية توجيه ضربة لموقع نووي رئيس في إيران، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، والمتبقية لترامب في ولايته الرئاسية، غير أن كبار المستشارين أثنوه عن هذه الخطوة التي من الممكن أن تتطور إلى تصعيد واسع النطاق.
وفرضت واشنطن عبر وزارتي الخارجية والخزانة، في 18 من تشرين الثاني الحالي، حزمة عقوبات جديدة استهدفت عشرات المرتبطين بطهران من كيانات وأفراد، بسبب ضلوعهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بحسب الخارجية الأمريكية.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن العقوبات تشمل وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، وقائد الشرطة في منطقة الأهواز، جنوب غربي إيران، العميد في “الحرس الثوري”، حيدر عباس زاده، والعقيد في “الحرس الثوري” رضا بابي.
وفي 3 من كانون الثاني الماضي، نفذت مروحيات أمريكية غارة جوية على مطار “بغداد الدولي” استهدفت قائد “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، الذي لقي مصرعه مع نائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، “أبو مهدي المهندس”، وردت إيران بإطلاق 13 صاروخًا نحو القواعد الأمريكية في العراق، ولم تعترف الولايات المتحدة بسقوط قتلى في صفوف قواتها إثر ذلك القصف.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تشرين الثاني الحالي، إن إيران ضاعفت لأكثر من 12 مرة إنتاجها لليورانيوم المخصب، عن الكمية المسموح بها بحسب الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع واشنطن عام 2015، والذي ألغاه ترامب عام 2018 مضيفًا عقوبات جديدة على طهران.
وفي 25 من تشرين الثاني الحالي، قال مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، إن الاقتصاد الإيراني يتعرض لضغوط شديدة، بسبب ما وصفه بالركود التضخمي في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، داعيًا لاتخاذ إجراءات جادة لدعم الضعفاء، بحسب تعبيره.
–