دخل الملازم أول رغيد الططري عامه الـ40 في معتقلات النظام السوري، متنقلًا بين سجون إدارة المخابرات العامة و”المزة” و”تدمر” و”صيدنايا” و”عدرا المركزي” انتهاء بـ”السويداء”.
اعتقل الططري للمرة الأولى في 1980، لأنه رفض ضرب مواقع في محافظة حماة، مع ثلاثة طيارين آخرين، إذ لجأ حينها قائد السرب وطيار آخر إلى الأردن، بينما عاد رغيد وصديق له إلى القاعدة الجوية في حلب دون أن تنفذ الغارات الجوية.
ووجهت له تهمة عصيان الأوامر، إلا أن المحكمة برّأته من التهمة، استنادًا إلى كونه ضابطًا صغيرًا نفذ أوامر قائده بعدم تنفيذ عملية الاستهداف، لكن المحكمة سرّحته من الجيش.
سافر رغيد إلى الأردن في 1980 إثر تسريحه من الجيش وبقي فيها ثمانية أشهر، لينتقل بعدها إلى مصر، وقدم لجوء لدى مفوضية الأمم المتحدة لكنه لم يلقَ قبولًا.
اندلاع أعمال عنف في مصر بعد اغتيال الرئيس السابق، أنور السادات، وضيق الحال، أجبرا رغيد على العودة إلى دمشق، وفي 24 من تشرين الثاني 1981، اعتقل رغيد في مطار “دمشق” فور عودته من مصر.
الططري من مواليد دمشق في 25 من كانون الأول 1954، التحق بالكلية الجوية عام 1972 وتخرج منها في 1975، وخدم في عدة أسراب.
قارب عمره اليوم 66 عامًا، ودخل السجن قبل أن يتم عامه الـ27.
أودع رغيد لدى إدارة المخابرات العامة في 24 من تشرين الثاني 1981، ونُقل إلى سجن “المزة العسكري” بدمشق في 1 من كانون الثاني 1985، وبقي فيه حتى 21 من أيار 1986، وهو اليوم الذي دخل فيه سجن “تدمر العسكري” أحد أسوأ السجون السورية السيئة الصيت.
وبقي في سجن “تدمر” حتى 24 من آب 2000، ونقل إلى سجن “صيدنايا”، حيث شهد أحداث العصيان الذي بدأ في 5 من تموز 2008، واستمر ثمانية أشهر.
ألغت حكومة النظام قانون الطوارئ بعد المظاهرات الشعبية التي شهدتها معظم الأراضي السورية، ونقل الططري إلى سجن “عدرا المركزي” في 27 من آب 2011، ثم إلى سجن “السويداء” في 2 من نيسان 2016.
وحُرم من رؤية ابنه الوحيد وائل حتى العام 2005 حين رآه للمرة الأولى.
وصف من قابل الططري، من بينهم مؤسس “رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا”، دياب سرية، بأنه عزيز النفس، يرفض أن يطلب من إدارة السجن أي شيء، كما أنه لا ينادي الضباط بكلمة “سيدي”.
ورفض اللباس الجزائي الذي تفرضه إدارة سجن “عدرا”، وهو ما قوبل من قبل إدارة السجن بمنع الزيارات عنه.
كما يعشق الشطرنج، إلى جانب براعته في الرسم وصناعة مجسمات من عجينة الخبز.
–