بعد نحو عام على انتشار جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، تشهد ملاعب وصالات الرياضة في العالم نصف شلل، إذ تسببت الجائحة في أكبر اضطراب شهده التقويم الرياضي منذ الحرب العالمية الثانية من عام 1939 وحتى نهايتها سنة 1945.
وصار تأثير انتشار الجائحة بين اللاعبين والإداريين والمدربين والجماهير هاجسًا مزعجًا لكل القطاعات الرياضية على مستوى العالم، إذ جرى توقيف جميع البطولات والدوريات في كل أنحاء العالم لأكثر من ستة أشهر.
وبعد تراجع الإصابات بالجائحة، عادت بعض البطولات والدوريات العالمية إلى منافساتها بحذر شديد وإجراءات صارمة ومن دون حضور جماهيري، وهذا يقلل من مستوى البطولات فنيًا وإثارة وتشويقًا.
ولكن مع الموجة الثانية لانتشار الجائحة، عادت الإصابات بين اللاعبين والإداريين والمدربين، حتى صار الأمر مقلقًا ومزعجًا، وسط تخوف عشاق الرياضة ومتابعيها من التوقف مجددًا، خاصة مع أصوات حكومية ومن الهيئات الطبية تدعو إلى إعادة فرض الحظر وتوقيف النشاط الرياضي.
ورغم التوصل إلى لقاحات فعالة ضد الفيروس، لا يتوقع البدء بتوزيعها قبل ربيع العام المقبل، خاصة مع ظروف توزيع كل لقاح.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، وصل عدد الإصابات المثبتة بالفيروس إلى 60 مليونًا ونصف مليون شخص، توفي منهم نحو مليون ونصف مليون شخص، حتى 28 من تشرين الثاني الحالي.
بطولات عالمية توقفت
أُجّلت عدة بطولات كانت مقررة في العام الحالي، وأبرزها الألعاب الصيفية الأولمبية، التي كانت مقررة في الصيف الماضي في العاصمة اليابانية طوكيو.
إضافة إلى تأجيل الألعاب الشتوية 2022، التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين، ما أربك اللجنة الأولمبية الدولية.
وأيضا أُجّلت بطولة كأس الأمم الأوروبية التي كان مقررًا إقامتها في صيف العام الحالي، إلى حزيران 2021.
وتعتبر هذه البطولة ثاني أهم بطولة عالميًا، بعد نهائيات كأس العالم، حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
كما أُجّلت مباريات مسابقة دوري الأمم الأوروبية 2019ـ 2020 على مستوى المنتخبات، بينما استكملت مباريات الدور الأول منها فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على أن تستكمل الأدوار الأخرى في تشرين الأول 2021.
وأيضًا أُجّلت مباريات دوري أبطال أوروبا، وهي من البطولات الأكثر شعبية عالميًا، وثاني مسابقة ذات أهمية عند الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
واستكملت مبارياتها خلال آب الماضي، ولكن كالعادة من دون حضور الجماهير.
وكذلك توقفت كل الأنشطة الرياضية التابعة للجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية التابعة لها في جميع أنحاء العالم.
تأثير على البطولة الأهم.. كأس العالم 2022
أكثر ما تضررت به الرياضة العالمية بجائحة “كورونا” هي التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر.
ووقع الاتحاد الدولي لكرة القدم بحالة إرباك شديدة عندما تغيرت الأجندات ومواعيد المباريات في القارات الخمس، وبينما استؤنفت بعض التصفيات، لا تزال مجمدة عند الاتحادين الكرويين الإفريقي والآسيوي.
ولكن في أوروبا، لم تنطلق مباريات التصفيات المؤهلة بعد، واكتفى “فيفا” بتحديد تاريخ 7 من كانون الأول المقبل، موعدًا لإجراء القرعة وتوزيع المنتخبات وتحديد المباريات ومواعيد إقامتها.
وفي الأحوال العادية في البطولات الماضية، تكون أوروبا قد شارفت على الانتهاء من التصفيات تقريبًا في مثل هذا الوقت.
“كورونا” يقلب موازين الكبار
مع غياب الجماهير، التي كانت تلعب عاملًا مهمًا في رفد الفرق وتكوين حالة من الاندفاع لدى اللاعبين خاصة على أرضهم، شهدت ملاعب الكرة نتائج غير متوقعة لفرق كبيرة، أبرزها:
ألمانيا في أكبر خسارة لها منذ 90 عامًا
وعاشت ألمانيا خسارة مؤلمة ومذلة أمام إسبانيا بنتيجة 6×0 في مسابقة دوري الأمم الأوروبية، وذلك في الجولة السادسة والأخيرة من هذه التصفيات التي أُقيمت في 17 من تشرين الثاني الحالي.
وتعتبر هذه الخسارة الأكبر في هذه التصفيات، والتي فاجأت الأوساط الرياضية المحلية والعربية والدولية.
ولم يتعرض منتخب ألمانيا لمثل هذه الهزيمة منذ 90 عامًا تقريبًا، وهي الأسوأ في تاريخ كرة القدم الألمانية.
بايرن ميونيخ يلحق أكبر هزيمة ببرشلونة
على مستوى البطولات القارية، ألحق فريق بايرن ميونيخ الألماني أكبر هزيمة بفريق برشلونة الإسباني.
وفاز البايرن على برشلونة بنتيجة 2×8، على أرض محايدة في لشبونة البرتغالية، لفائدة الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.
لقاءات الفريقين في تاريخهما الكروي وصلت إلى 18 مباراة، وتقاسما الفوز ولكل منهما ثماني حالات فوز، وتعادلا مرتين فقط.
وأكبر فوز كان لبرشلونة 4×0 ولمرتين، بينما آخر مباراة فاز فيها البارسا عام 2015 كانت في دوري أبطال أوروبا بنتيجة 3×0.
ليفربول حامل اللقب وخسارة تاريخية قياسية
في الدوري الإنجليزي للموسم الحالي، الذي انطلق في أيلول الماضي، أيضًا حصلت نتائج كبيرة بحق فرق كبيرة.
وتعرض ليفربول (حامل اللقب) لخسارة مفاجئة وغير طبيعية أمام أستون فيلا بنتيجة كبيرة 7×2 في الجولة الرابعة.
ويعتبر هذا رقمًا قياسيًا في مواجهات الفريقين، لأن ليفربول لم يخسر بهذه النتيجة منذ عام 1963 عندما خسر أمام توتنهام 2×7.
وأيضًا هي أثقل خسارة تعرض لها حامل لقب في الدوري الإنجليزي منذ هزيمة أرسنال أمام سندرلاند 6×1 عام 1953.
يونايتد يتعرض لرابع خسارة مؤلمة في تاريخه
كما تعرض فريق مانشستر يونايتد لهزيمة مذلة على أرضه أمام توتنهام هوتسبير بنتيجة 1×6 في الجولة الرابعة، لفائدة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهي رابع أثقل هزيمة لمانشستر يونايتد في مشواره الكروي بعد أن خسر بسداسية أمام مانشستر سيتي عام 2011.
وكذلك خسر بخماسية أمام نيوكاسل عام 1996، ومثلها خسر أمام تشيلسي في موسم 1999.
وبالخسارة أمام توتنهام هوتسبير، تعرض مانشستر يونايتد لأول مرة في تاريخه لهز شباكه أربع مرات في الشوط الأول.