ضحايا نتيجة تصاعد قصف يستهدف “عاصمة قسد” عين عيسى
قُتل وجُرح مدنيون في بلدة عين عيسى الاستراتيجية شمالي الرقة نتيجة تصاعد وتيرة القصف بين “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأفاد مراسل عنب بلدي في الرقة اليوم، السبت 28 من تشرين الثاني، نقلًا عن مصدر طبي في البلدة تحفظ على ذكر اسمه، أن شخصين قُتلا وأُصيب آخران أحدهما حالته حرجة بقصف استهدف عين عيسى، وسط تحليق لطائرات استطلاع في سماء المنطقة.
وذكرت وكالة “نورث برس” المحلية أن ثلاثة مدنيين أُصيبوا بينهم طفلان، وتضررت عدة منازل في قرية صيدا التابعة لعين عيسى نتيجة القصف.
بينما نشرت وكالة “هاوار“، المقربة من “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا، وناشطون مقاطع للقصف على البلدة، وحركة نزوح لمدنيين منها.
ولم يعلن “الجيش الوطني” أو “قسد” رسميًا عن القصف حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
Ayn İsa'daki siviller kenti boşaltıyor. https://t.co/ghXSFgXtDI pic.twitter.com/3ZSPjSKEt8
— Ali Karadayı 🇹🇷 (@MENAReport0) November 28, 2020
وكانت تركيا صعّدت من وتيرة تهديداتها مؤخرًا باستئناف العمليات العسكرية، والذهاب إلى سوريا لتطهير ما وصفه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بـ”أوكار الإرهابيين“، في 3 من تشرين الأول الماضي، في كلمة ألقاها خلال مشاركته عبر اتصال مرئي في افتتاح عدد من المشاريع.
وتعلن تركيا بشكل مستمر عن “تحييد إرهابيين” في سوريا، كما تجري اشتباكات بين “قسد” و”الجيش الوطني” باستمرار على خطوط التماس بين مناطق سيطرتهما، إضافة إلى عمليات عسكرية وإغارات، أسفرت خلال الأشهر الماضية عن قتلى وجرحى من الطرفين، آخرها الإغارة النوعية التي نفذها “الجيش الوطني” جنوبي مدينة اعزاز اليوم.
https://enabbaladi.net/archives/346421
عين عيسى عاصمة “الإدارة الذاتية”
تخضع البلدة لسيطرة “قسد”، وتبعد نحو 55 كيلومترًا عن مدينة الرقة، وتتبع إداريًا لمحافظة الرقة، منطقة تل أبيض، ومركزها بلدة عين عيسى، وتمتلك عقدة مواصلات مهمة، تربط بين محافظتي حلب والحسكة عبر الطريق الدولي “M4” الذي يمر من منتصفها، كما أنها تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة تل أبيض على الحدود التركية، ومدينة الرقة.
سيطرت عليها “قسد” بدعم من التحالف الدولي، منتصف 2015، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي حاول عدة مرات إعادتها إلى سيطرته لكنه فشل.
أسست فيها القوات الأمريكية، التي تقود التحالف، قاعدة عسكرية مطلع عام 2016، ما جعلها تتحول إلى منطقة استراتيجية، دفعت “الإدارة الذاتية” إلى تأسيس عدد كبير من المؤسسات والمجالس التابعة لها فيها.
تحوّلت عين عيسى إلى شبه عاصمة لـ”الإدارة الذاتية” في الشمال بإيعاز أمريكي، حسب حديث سابق لصحفي يعمل ضمن وسائل الإعلام المحلية إلى عنب بلدي، مشيرًا إلى أنها كانت مهملة والخدمات فيها سيئة قبل إنشاء القاعدة الأمريكية.
وأكد الصحفي أن عين عيسى شهدت الكثير من الاجتماعات المهمة بين مسؤولي “الإدارة الذاتية” ومسؤولين في التحالف الدولي، إضافة إلى مسؤولين غربيين.
كما تشهد البلدة اجتماعات دورية لمؤسسات “الإدارة الذاتية” كـ”هيئة الداخلية” و”هيئة الصحة” و”ومجلس المرأة” و”المجالس التنفيذية”، وجميع هذه المؤسسات تعقد كل شهر تقريبًا اجتماعاتها الدورية في عين عيسى.
إضافة إلى الاجتماعات السابقة، شهدت عين عيسى، في أيار الماضي، ملتقى حمل اسم “ملتقى العشائر”، جمع شيوخ عشائر ووجهاء من شمال شرقي سوريا، بقيادات ونواب من الرئاسة المشتركة لـ”المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا”، ونتج عنه إخراج نساء وأطفال من أبناء مناطق شمالي وشرقي سوريا، الذين نزحوا إلى مخيم “الهول” نتيجة للأوضاع التي مرت بها مناطقهم في أثناء المعارك ضد تنظيم “الدولة”.
الناطق باسم “الجيش الوطني”، الرائد يوسف حمود، أوضح في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن “قسد” متمسكة بعين عيسى، لأنها تعتبر خط الدفاع الأول والرئيس عن مدينة عين العرب، بريف حلب.
وتقع البلدة على امتداد شبكة طرق مهمة، وتمتلك عقدة المواصلات التي تربط مناطق عين العرب وتل أبيض وصولًا إلى الجنوب في منبج.
وشدد يوسف حمود على أن “قسد” تريد الاحتفاظ بتلك العقدة للربط بين مناطق سيطرتها، لأنه في حال خسارتها ينقطع التواصل مع عين عرب، وفق تعبيره.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :