أطلقت وزارة الداخلية الفرنسية اليوم، الثلاثاء 24 من تشرين الثاني، تحقيقًا في الاشتباكات التي وقعت مساء أمس، الاثنين، بعد أن أخلت الشرطة “بالعنف” تجمع مخيمات جديدًا للمهاجرين وسط باريس.
وغرد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، اليوم عبر حسابه في “تويتر” بالقول، إن صور تشتت مخيم المهاجرين غير الشرعيين في ساحة الجمهورية “صادمة”، مضيفًا أنه يسعى للحصول على تقرير كامل عن الحادث.
Certaines images de la dispersion du campement illicite de migrants place de la République sont choquantes. Je viens de demander un rapport circonstancié sur la réalité des faits au Préfet de police d’ici demain midi. Je prendrai des décisions dès sa réception.
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) November 23, 2020
واستخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع في أثناء تفكيكها المخيم، الذي شُيّد لإيواء مئات اللاجئين الذين جرى إجلاؤهم من ملاجئ مؤقتة في الضواحي دون نقلهم، بحسب وكالة “فرانس برس”.
كما انتقد نائب عمدة المدينة (المسؤول عن الإسكان والإيواء الطارئ وحماية اللاجئين)، إيان بروسارت، “استجابة القانون والنظام للوضع الاجتماعي”، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية.
وتداول رواد مواقع التواصل صورًا ومقاطع فيديو لشرطة فرنسية تضرب المتظاهرين، في أثناء إخلاء الخيام من الساحة، إذ قالت الشرطة إنها أُقيمت دون إذن رسمي.
https://twitter.com/i/status/1331021841280995332
وساعد متطوعون في إقامة نحو 500 خيمة زرقاء في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفرنسية في وقت متأخر أمس، الاثنين، وسرعان ما ملأها المهاجرون ومعظمهم من أفغانستان.
تضييقات حكومية.. ورحلة الموت الثانية
وفي أواخر تشرين الأول الماضي، توفي أربعة مهاجرين بينهم طفلان، نتيجة غرق قاربهم في أثناء محاولتهم اجتياز القنال الإنجليزي (عبر بحر المانش) من فرنسا إلى بريطانيا.
وقالت العاملة في منظمة “السلام لدعم المهاجرين” كلير ميلوت، إن حرص المهاجرين على الوصول إلى بريطانيا يرجع إلى “الظروف الفظيعة في فرنسا”.
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، تتخذ فرنسا وإيطاليا وبريطانيا موقفًا أكثر صرامة بشأن المهاجرين، ما أدى إلى ازدياد أزمة المهاجرين في جميع أنحاء أوروبا.
وشهد المهاجرون شمال باريس، في 28 من كانون الثاني الماضي أيضًا، عملية تفكيك مخيم “بورت دو أوبرفيلييه”.
ووفق تقديرات المنظمات الإنسانية العاملة مع المهاجرين في المنطقة، كان المخيم يؤوي بين 1500 و2000 مهاجر في ظروف معيشية صعبة.
وكانت قوى الأمن الفرنسية فككت مخيمًا للمهاجرين في مدينة كاليه شمالي البلاد، نهاية أيلول الماضي، حيث كان يضم نحو 800 مهاجر، في عملية هي الأكبر من نوعها منذ إخلاء مخيم عشوائي نهاية عام 2016.
وقال رئيس إدارة منطقة باد دو كاليه، لوي لو فران، حينها، “نريد تجنب أي تجمعات جديدة في كاليه”، وأضاف “نهدف أيضًا إلى العمل بفعالية لمحاربة المهربين، الذين يستغلون البؤس الإنساني”.
ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها للحد من عبور المهاجرين، مع نشر قوات أمنية إضافية لإغلاق المعابر، لكنهم أقروا بأن الأعداد قد زادت بشكل حاد في العام الحالي.
–