كرّ وفرّ على تخوم الساحل.. لمن الغلبة؟
طارق أبو زياد – ريف إدلب
بدأت معارك جيش الفتح للسيطرة على سهل الغاب في ريف حماة الغربي في 22 نيسان الماضي، لكن عددًا من القرى المتاخمة لجبال الساحل شهدت كرًا وفرًا لصالح النظام أو المعارضة، وانتهت الأسبوع الماضي بسيطرة الأخيرة على عدة قرى، وسط محاولاتٍ لتوطيد تمركزها في المنطقة.
ومن أسباب بدء المعارك “الانتصارات التي حققها جيش الفتح في محافظة إدلب في نيسان، وحالة الانهزام والتعب النفسي التي يعيشها مقاتلو النظام بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها”، بحسب أبو حسن شكري قائد كتيبة الأبرار المنضوية تحت الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام.
وأضاف شكري “لم أشهد مثل هذه القوة التي يقاتل بها جنود الأسد من قبل، فهم لا يخرجون من النقاط التي نستهدفها إلا ليقتل أكثر من نصفهم، بينما كنا نسيطر على مناطق أخرى بسهولة أكبر بمجرد تعرض الحاجز أو النقطة للاستهداف بالأسلحة الثقيلة”.
واعتمد الأسد “خطة ذكية” في المنطقة المنبسطة والمرصودة من جبال اللاذقية من جهته ومن جبل الزاوية والأربعين من جهة المعارضة، فبعد إدراكه أنه لن يستطيع المقاومة في بعض النقاط أصدر أمرًا بالانسحاب الكامل من مناطق الغاب أواخر نيسان، وفق شكري، موضحًا “ظننا في البداية أنه انكسار كبير للنظام، فسيطرنا على كافة النقاط والقرى ما جعلنا مكشوفين بشكل واضح للعدو، لأن التخطيط العسكري كان مخصصًا لبعض النقاط وأعداد المقاتلين لا تكفي لكلّ هذه المناطق”.
ومن هذا المنطلق استطاع النظام استرجاع نسبة 90% من المناطق التي سيطرت المعارضة عليها في الغاب وسط كثافة نارية من الطيران الحربي والقذائف الصاروخية، وقد استخدم الأسد هذا التكتيك العسكري مرتين على التوالي، مضيفًا إلى ذلك وسائل دفاعية أخرى كزراعة الألغام الأرضية والكمائن المتقدمة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 عنصرًا من جيش الفتح خلال أقل من شهر.
لكن القيادي أشار إلى “اجتماع عقد على مستوى قيادات جيش الفتح ورسمت خلاله خطة محكمة لاستعادة السيطرة على سهل الغاب من خلال توجيه ضربات مدروسة والتقدم بشكل لا يسمح للنظام استعادة المناطق”، إلا أنه لم يفصح عن مكانه وتاريخ انعقاده.
وفي 26 من آب الجاري بدأ جيش الفتح معركة جديدة، وهاجم عدة محاور أبرزها المشيك وقرية الزيارة والمنصورة مستعيدًا أغلب النقاط التي سيطر عليها سابقًا، و “اضطر الأسد إلى إحضار تعزيزات من الميليشيات الإيرانية ولكنه لم يستطع أن يحرك ساكنًا”، بحسب تعبير أبو الحسن.
من جهته اعتبر أبو اليزيد تفتناز، عضو المكتب الإعلامي في حركة أحرار الشام الإسلامية، أن الأسد لن يتوقف عن محاولة استرجاع المناطق التي خسرها لأنها ذات استراتيجية كبيرة بالنسبة له من الناحية العسكرية كونها خط الدفاع الأول للمناطق ذات الأغلبية العلوية، مرجحًا أن المنطقة ستشهد مرة أخرى محاولات عدة للتقدم نحو الغاب.
ونشرت حركة أحرار الشام في 26 آب حصيلة أخيرة لمعارك الغاب مؤكدة “تحرير 13 قرية و6 تلال استراتيجية والسيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إلى جانب تدمير 34 دبابة وBMP و74 عربة أخرى بين سيارة ومدرعة”، مقدرةً عدد القتلى بـ 415 عنصرًا من قوات الأسد وقرابة 944 جريحًا أغلبهم بحالات حرجة.
ويفصل الغاب بين ريف إدلب الغربي وريف حماة الغربي وجبال الساحل، ويعتبر البوابة الرئيسية لدخول المناطق المناصرة للأسد في المنطقة، والتي تجنّد أغلب شبابها لمواجهة “الفتح”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :