أحمد الشامي
مازال بعض السذّج يستغربون كيف يقتل الأسد “شعبه”، وتتعالى أصواتهم المحتجة كلما سقطت قذائف جيش الاحتلال العلوي على حي سكني أو سوق.
الجواب هو أن اﻷسد لديه “شعبه” الخاص، وهذا الشعب مصون ولا يتم قتله إلا بالخطأ أو بحوادث “فردية”، كأن يصادف علوي عاثر الحظ سيارة “سليمان اﻷسد” ولا يفسح له الطريق.
السنة في سوريا ليسوا “شعب” اﻷسد، إنهم أعداؤه، وهو لا يعتبر السني جيدًا إلا عندما يكون ميتًا أو منبطحًا تحت بوط حكمه. من هم خارج هاتين الفئتين هم “جراثيم”، حسب قول طبيب العيون القرداحي.
وفق هذا التعريف فاﻷسد ليس خائنًا بل هو أمير “الدولة الصليبية” العلوية في سوريا، والتي خلقها أعداؤنا من أمريكيين وروس وإسرائيليين ومن جاراهم، كأتباع الولي الفقيه والصين وجزار “رابعة”. هذا يفسر “صمود” نظام الاحتلال المجرم حتى الساعة بفضل موازين قوى مختلة بشدة ضد مصالح وحقوق السنة، ليس في المشرق فقط بل في العالم أجمع.
اﻷسد ليس مشكلة سوريا الوحيدة، ورحيله لن يكون كافيًا ليلتئم الجرح السوري النازف منذ الاستقلال الشكلي. ليس «بشار» هو من يقود الطائرات والدبابات، فوراءه طائفة بأكملها والغة حتى الركب في الدم السوري دون أدنى شعور باﻹثم. لا يجدي هنا القول إن هناك «معارضين» علويين للنظام، فحين تصل المجازر إلى هذا الحد من الشمولية وإنكار إنسانية السوريين، فالمسؤولية تقع على عاتق الطائفة بأكملها، ومن ورائها كل داعميها من الشيعة وزعران العرب والنظام الدولي دون استثناء.
السنة في المشرق العربي يتعرضون لمحرقة حقيقية أصبح عدد ضحاياها يضاهي الهولوكوست اليهودي، إن لم يفقه، إن أخذنا في الحسبان مغامرات صدام المجنونة، مأساة فلسطين، غزو العراق وجرائم اﻷسدين إلخ.
إن كان هناك تعريف واضح “لشعب” اﻷسد المكون من طائفة مسنودة بحلف أقليات مجرم ومحاطة بزمرة من معدومي الضمير، أو الحيلة، من السنة، ويدعهما نظام عالمي مارق استمرأ شرب الدم السني، فمن هو “الشعب” السني؟
هنا المشكلة، فالشعب السني مؤلف من “سلفيين” و “إخوان” و “علمانيين” لا يشتركون إلا في شيء واحد، هو أن براميل اﻷسد تقتلهم جميعًا دون تمييز.