“مؤسسة التبغ” توضح أسباب ارتفاع سعر منتج الدخان

  • 2020/11/23
  • 3:10 م

عامل يزيل الأعشاب من محصول التبغ قرب بلدة الأشعري بريف درعا الغربي- 11 من تموز (عنب بلدي/ حليم محمد)

ارتفعت أسعار الدخان في مناطق سيطرة النظام السوري، لا سيما بعد احتراق مستودعات “المؤسسة العامة للتبغ” في محافظة اللاذقية، غربي سوريا.

وقال مدير “المؤسسة العامة للتبغ”، محسن عبيدو، الأحد 22 من تشرين الثاني، إن تقلبات الأسعار في منتج الدخان تعود إلى “تلاعب المنتجين بالسعر واحتكار الدخان لرفع أسعاره”، نافيًا أن يكون حريق مستودعات المؤسسة وراء ارتفاع السعر، وفقًا لما نقلته صحيفة “الثورة” الحكومية.

وأضاف عبيدو أن الحريق الذي أتى على الكميات الموجودة في مستودعات اللاذقية لم يؤثر على السعر، إذ تعتبر “مخزونًا استراتيجيًا”، كما أن المؤسسة لم تكن حين اندلاع الحريق قد تسلّمت المحصول الجديد من المزارعين، ما يعني أن محصول العام الحالي يغطي حاجة السوق.

وتحدث عن قرب تطبيق آلية جديدة لتوزيع الدخان الوطني بهدف منع الاحتكار ومحاربة “السوق السوداء”، وذلك بعد الانتهاء من دراسة تجريها “المؤسسة العامة للتبغ” حول ذلك.

وأشار إلى أن المؤسسة وقبل كل موسم شراء تضع تسعيرة جديدة “محفزة للمزارعين ومجزية”، بناء على مراجعة تكلفة الإنتاج الزراعي، مؤكدًا أن هذا القرار اُتخذ بناء على توصية اللجنة الاقتصادية.

وتحدد مديرية الأسعار التابعة للمؤسسة سعر التبغ بعد دراسة الأسعار وفقًا لتذبذبات سعر الصرف، وتدرس الأسعار “كلما تطلبت الحاجة” وفقًا لهذه التقلبات، لا سيما أن 60 إلى 75 مادة تدخل في صناعة الدخان، وكلها خاضعة لتقلبات أسعار صرف الليرة وتذبذباتها مقابل الدولار، بحسب مدير المؤسسة.

وكانت اتهامات وُجهت إلى المدير العام في “المؤسسة العامة للتبغ”، محسن عبيدو، تفيد بأنه ضالع في الحريق المندلع بمستودعات المؤسسة في الريجة بريف اللاذقية.

وأعفت الإدارة العامة لـ”مؤسسة التبغ” في سوريا بقرار رسمي، في 12 من تشرين الأول الماضي، عددًا من مديريها ومسؤوليها بالمنطقة الساحلية.

وقال عبيدو، إن “النيران شبت في محيط مستودعات المؤسسة (الريجة)” موضحًا أنها “امتدت إلى داخل أحد المستودعات، وأتت على مستودع للتبغ الخام مؤلف من أربعة طوابق مساحته 1600 متر مربع”، وفق حديثه.

ولكن بحسب ما أظهرته الصور التي نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن الحريق كان من داخل المؤسسة، ولم تظهر في الصور أي نيران في محيط أو بجوار المبنى.

وكان معاون المدير العام للشؤون الإدارية في “المؤسسة العامة للتبغ”، قتيبة خضور، قال، في 28 من تشرين الأول الماضي، إن المؤسسة “تعمل على تأمين المنتج للمواطنين من خلال منافذ البيع المعتمدة للمؤسسة ومحال (السمانة والبقالة) بالتسعيرة النظامية، وهي 500 ليرة لمنتج الحمراء الطويلة”، وفقًا لما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية.

بينما اشتكى مواطنون من ارتفاع سعر الدخان كما ورد في تعليقاتهم:

واقترب سعر صرف الدولار اليوم، الاثنين 23 من تشرين الثاني، من حاجز 3000 ليرة سورية، للمرة الأولى منذ حزيران الماضي، وسط ارتفاع في الأسعار تشهده مناطق سيطرة النظام.

وبلغ سعر مبيع الدولار 2940 ليرة، و2840 ليرة للشراء، حسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار صرف العملات.

شريان الساحل السوري

ويعد التبغ المحصول الزراعي الثالث في سوريا، ويعمل في زراعته حوالي 60 ألف مزارع، ويعيش على زراعته وصناعته وتجارته حوالي 90 ألف مواطن، بحسب “المؤسسة العامة للتبغ”.

وتبلغ المساحات المخصصة لزراعة التبغ في سوريا حوالي 5500 هكتار، وبلغت كمية الإنتاج في موسم 2019 أكثر من 11200 طن، بمبلغ قدّر حينها بـ18 مليار ليرة سورية.

وتسهم زراعة التبغ في رفع مستوى الحياة الاجتماعية، من خلال تشغيل اليد العاملة والحد من البطالة، بحسب حديث سابق لرئيس تحرير مجلة “أخبار البيئة”، زاهر هاشم، لعنب بلدي.

وأوضح هاشم أن التبغ هو إحدى الزراعات البيتية التي يشارك بها جميع أفراد العائلة، مضيفًا أن التبغ يكسب أهمية كبرى، لكونه يزرع في مناطق جغرافية فقيرة نسبيًا بمواردها الطبيعية مثل المرتفعات الجبلية الساحلية.

وفي أيار الماضي، نقلت إذاعة “المدينة” عن مدير التخطيط في المؤسسة العامة للتبغ، سلمان العباس، أن عدد المدخنين في سوريا يبلغ أربعة ملايين ونصف مليون، وأن 60% من المدخنين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، وهم فقط من مستهلكي منتجات التبغ المحلية أو المستوردة بطريقة نظامية.

وبحسب إحصائية البنك الدولي، بلغ عدد سكان سوريا في 2018 نحو 17 مليون نسمة، ما يعني أن أكثر من ربع السكان من المدخنين.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية