أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الأحد 22 من تشرين الثاني، مرسومًا بتسمية فيصل المقداد وزيرًا للخارجية السورية، خلفًا للوزير السابق وليد المعلم.
ويعتبر المقداد رابع وزير سوري يتسلم حقيبة الخارجية السورية خلال حكم عائلة الأسد في سوريا، إذ سبقه إلى المنصب عبد الحليم خدام (1970- 1984)، وفاروق الشرع (1984- 2006)، وأخيرًا وليد المعلم منذ عام 2006 وحتى وفاته في 16 من تشرين الثاني الحالي.
وعُرف المقداد بدفاعه المستميت والمستمر عن الأسد بشكل خاص، إضافة إلى مهاجمة الكرد السوريين وتركيا في العديد من المناسبات.
من فيصل المقداد؟
ولد فيصل المقداد في عام 1954، بقرية غصم في محافظة درعا جنوبي سوريا، وهي إحدى المناطق التي خرجت ضد حكم رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
حاز على الإجازة في الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة “دمشق” عام 1978، كما نال شهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة “شارل الرابع” في براغ عام 1993.
وانتقل في عام 1994 إلى العمل في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية، وفي عام 1995 نُقل إلى الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة، وعُيّن نائبًا للمندوب الدائم وممثلًا لسوريا في مجلس الأمن.
وترأس عدة جلسات لمجلس الأمن الدولي، كما صار نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأس عددًا من اجتماعاتها.
عُيّن سفيرًا لسوريا ومندوبًا دائمًا لها في الأمم المتحدة في عام 2003، ثم شغل منذ عام 2016 منصب نائب وزير الخارجية السوري.
تقلد منصب رئيس “اتحاد الطلاب العالمي”، وكان عضوًا في المكتب التنفيذي وعضوًا في “اتحاد الطلبة في جامعة دمشق”.
وزير يعمل بتوقيت الأسد
أثار الوزير الجديد جدلًا واسعًا، حين ظهر مرتديًا ساعة فضية عليها صورة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وفي مقابلة نقلتها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في 15 من نيسان 2016، ظهر المقداد وكأنه يحاول إظهار ساعته اليدوية متعمدًا، ما أثار جدلًا على وسائل التواصل الاجتماعي حينها.
وقال آنذاك، إن “على المعارضة أن تتخلى عن حلمها بتشكيل هيئة حكم انتقالي”.
وزير يبغض الكرد المدعومين أمريكيًا
لا تكاد تخلو جميع مقابلات ولقاءات المقداد من تصريحات ضد الكرد في سوريا، مؤكدًا باستمرار رفض أي فكرة لتأسيس “إدارة ذاتية” كردية في شمال شرقي سوريا.
في 14 من شباط الماضي، قال المقداد في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية، إن “الإدارة الذاتية” الكردية في سوريا من “المحرمات”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما المسؤولتان عن محاولة فصل الكرد في سوريا عن بقية الشعب.
وفي تشرين الأول من عام 2019، سأل المقداد عما إذا كان النظام سيقف إلى جانب الكرد في مواجهة تركيا، إبان إطلاق الأخيرة عملية “نبع السلام” في الشمال السوري، ليجيب بأن “هذه فصائل مسلحة خانت وطنها وارتكبت جرائم ضده”.
وأضاف حينها، “لن نقبل أي حوار أو حديث مع من رهن نفسه للقوى الخارجية. لن يكون لعملاء الولايات المتحدة أي موطئ قدم على الأرض السورية”.
وتدعم واشنطن “الإدارة الذاتية” سياسيًا وعلى الأرض، وهو ما يرفضه النظام السوري، المدعوم من روسيا.
واجهة النظام أمام المؤسسات الدولية الإنسانية
يعتبر فيصل المقداد الواجهة الأبرز للنظام السوري في التعامل مع المؤسسات الدولية المعنية بالأزمة السورية من الناحية الإنسانية، وغالبًا ما يحضر اسم المقداد في اللقاءات مع ممثلي منظمات الصحة و”يونيسف” وغيرها، وكان أحدثها تصدره مؤتمر “عودة اللاجئين”، الذي عُقد في دمشق، الأسبوع الماضي.
ويضاف إلى ذلك أن منظمة الصحة العالمية اختارت، في 25 من شباط 2016، زوجة فيصل المقداد كمستشارة لتقييم الصحة النفسية للنازحين السوريين، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ووفقًا للصحيفة، فإن مكتب المنظمة في دمشق لم يفصح عن سبب اختياره شكرية المقداد، زوجة المسؤول البارز في النظام السوري، لتعمل كمستشارة، ولم يوفر الوثائق المتاحة التي تظهر مؤهلاتها، ولا أي من الشهادات العلمية التي نالتها.
بينما قالت مديرة مكتب المنظمة في دمشق، أليزابيث هوف، إن فريقها يتضمن موظفين من جميع “المعسكرات السياسية”، وتابعت “لم يكن تجنيدهم على أساس أسمائهم أو صلاتهم (…) لدي أيضًا في مكتبي أشخاص يقفون مع المعارضة بقوة”.
أما شكرية المقداد فهي لا تلعب أي دور “بارز” في المكتب، بحسب تعبيرها، وأحضرت كمستشارة لمشروع تقييم الصحة النفسية، بعد أن عملت سابقًا في مكتب الممثل الدائم للأمم المتحدة في سوريا.
مبادلة والد المقداد بمعتقلين
في أيار 2013، اختطف والد فيصل المقداد في محافظة درعا، “ردًا على قيام قوات النظام باحتجاز أقرباء لأحد المقاتلين المعارضين” بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
لكن “الجيش السوري الحر” حينها قال إن العملية جاءت ردًا على “عمليات الاعتقال التي قام بها النظام لعشرات النساء”، ضمن معركة “وامعتصماه” في أحياء درعا المحطة.
وفي 8 من حزيران 2013، أظهر فيديو بثته قناة “العربية” عملية تبادل بين أسرى “الجيش الحر” ووالد فيصل المقداد، وجرت العملية في مدينة درعا.
وتحدثت فصائل معارضة عن الإفراج عن 45 معتقلًا بينهم نساء وطفلة، في عملية تبادل جرت في 8 حزيران 2013.
–