جريدة عنب بلدي – العدد 38 – الاحد – 11-11-2012
يريد أن يتدخل في كل شيء.. يعمل مايراه مناسبًا.. ولايحبّ أن يقيّده أحد بقاعدة معينة. هو رجل حَل المشاكل والأمور المعقدة!!! يحب أن يعمل في المجالات الإغاثية والإعلامية والطبية والعسكرية وفي كل مايتوفر أمامه. هو الشخص الذي كيفما ألقيته (يأتي واقفًا) كما نقول نحن أهل الشام. ولكن تجده في نفس الوقت لايتقن أي دور أو أية مهمة يتدخل فيها، وهو مشغول دومًا. يريد أن تكون كل الصلاحيات في يده هو، وأن تمر كل القرارات من تحت أمره.
معذور «سوبرمان» ثورتنا، فلم تنجب النساء له مثيلًا. مع أنه ربما لم يتعلم أو يدرس في جامعة، ولم يختص في أي مجال من المجالات التي يحاول جاهدًا أن يسيطر على القرار فيها. وهو إضافةً لذلك قد لا يتقن نقاشًا في مجلس، بل تجده ساكتًا طوال وقته. ولايعرف إلاّ أن يكرر طلبه الذي يسيطر عليه، أريد أن أكون كل شيء أو لا أكون.
المشكلة ليست في خياره بألاّ يكون، بل في قراره أن يكون قائدًا واحدًا مشرفًا على كل الأعمال وبيده مفاتيح السلطة، أو ينتقل إلى مربّع التخريب وتفشيل العمل المؤسساتي، الذي يحاول الابتعاد عن العمل
تتكرر هذه الشخصية في كل المدن السورية، وتمثل عقبة أمام العمل الجماعي، وتأخذ الثورة وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا في معالجتها ومعالجة آثارها السلبية على كل مدينة، بالذات لأنّ هؤلاء الأشخاص يعرفون الكثير من تفاصيل العمل الثوري، فأثرهم التخريبي يكون واضح المعالم والأضرار.
نقول لمن تنطبق عليه شخصية «سوبرمان الثورة»:
لا سلطة مطلقة للفرد بعد الآن، فكل مآسينا نتجت عن الولاء المطلق لجهة معينة وتركيز كامل الصلاحيات والقرارات في يدٍ واحدة. والعمل المؤسساتي هو ما يجب أن نعمل عليه، وهو مايجب أن نطوّره من الآن فصاعدًا.
فبشار الأسد ومن قبله والده، كانا سوبرمان المنطقة العربية، ولكنهما أهلكا الحرث والنسل… ولن نسمح بإنتاج هذه الشخصيات مرةً أخرى، لأننا نخاف على وطننا من تكرار المآسي، ونخاف من أن نخسر أناسًا، كانوا ولا يزالون، عزيزين على قلوبنا جميعًا.