بعد إنشاء نقاط استراتيجية.. تركيا تعتزم تسيير دوريات داخلية في جبل الزاوية

تمركز عناصر الجيش التركي وألياته العسكرية على طريق اللاذقية-حلب الدولي (M4)، في الشمال السوري لحماية تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا- 17 من نيسان (عنب بلدي)

camera iconتمركز عناصر الجيش التركي وألياته العسكرية على طريق اللاذقية-حلب الدولي (M4)، في الشمال السوري لحماية تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا- 17 من نيسان (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تعتزم تركيا تسيير دوريات داخلية في جبل الزاوية جنوبي إدلب، حيث توجد فصائل المعارضة السورية، بالقرب من خطوط التماس مع قوات النظام، وذلك بعد إنشاء نقاط عسكرية في المنطقة.

وقال قيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” مطلع على النشاط العسكري التركي في المنطقة (طلب عدم الكشف عن اسمه) لعنب بلدي اليوم، الأحد 22 من تشرين الثاني، إن القوات التركية نظمت دوريات منفردة أسبوعية تنطلق من معسكر “المسطومة” جنوبي إدلب إلى قرية قوقفين في جبل الزاوية.

لكن قرار بدء تسيير الدوريات لم يصل بعد إلى الفصائل العسكرية، وكان المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب ناجي مصطفى، أكد لعنب بلدي سابقًا، عدم توفر معلومات لديه عن تسيير دوريات بين “المسطومة” وقوقفين، كما نفى علمه بإنشاء نقاط جديدة.

ويبعد معسكر “المسطومة” عن مركز مدينة إدلب حوالي ثمانية كيلومترات، بينما تبعد قوقفين حوالي 37 كيلومترًا، والبعد بين “المسطومة” وقوقفين حوالي 31 كيلومترًا.

وتعتبر “الجبهة الوطنية” التابعة لـ”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا من أكثر قوات المعارضة قربًا من تركيا، وبشكل خاص “فيلق الشام” المنضوي ضمنها، وهو الذي كان يرافق الدوريات المشتركة الروسية- التركية في وقت سابق.

وكانت القوات التركية أنشأت، منذ منتصف تشرين الأول الماضي، ثلاث نقاط تتمتع بموقع استراتيجي في جبل الزاوية، آخرها النقطة العسكرية في بلدة بليون التي أُنشئت الجمعة الماضي بعد استطلاع مكانها لقرابة شهر من قبل الأتراك، وهي نقطة متقدمة قرب خطوط التماس.

وتبعد النقطة العسكرية التركية الجديدة نحو ثمانية كيلومترات شرقًا و12 كيلومترًا جنوبًا عن أماكن تمركز قوات النظام في مناطق حنتوتين وكفرنبل، كما تكشف طريق بلدتي كنصفرة وكفرعويد، وهو طريق إمداد الفصائل العسكرية.

وسبق ذلك بأيام إنشاء الجيش التركي نقطة عسكرية بين بلدتي البارة ودير سنبل، التي تعد النقطة الأقرب حتى اللحظة إلى مواقع سيطرة النظام (نحو ستة كيلومترات)، جنوبي إدلب.

ومنتصف تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش التركي بإنشاء نقطة في قرية قوقفين، وتكمن أهمية القرية بكونها منطقة مرتفعة، وتكشف سهل الغاب بريف حماة الشمالي.

وكانت تركيا تعلن رسميًا عن إنشاء نقاطها العسكرية في سوريا وفق اتفاق “أستانة” الذي بدأت لقاءاته في كانون الثاني 2017، لكنها بعد اتفاق “موسكو”، في 5 من آذار الماضي، لم تعلن عن إنشاء نقاطها العسكرية في محافظة إدلب، رغم إنشاء عدد منها.

الأتراك يستعدون لاحتمال شن عملية عسكرية

سحب الأتراك قسمًا من نقاط مراقبتهم في مناطق سيطرة النظام مؤخرًا إلى خطوط التماس في مناطق سيطرة الفصائل، تزامنًا مع تصعيد روسيا والنظام قصفهما على المنطقة، وبعد غياب الروس عن ثلاث دوريات متتالية كان مقررًا تسييرها ضمن اتفاق “موسكو”، حتى لا تترك خاصرة رخوة في حال شن النظام وروسيا عملية عسكرية على المنطقة.

وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال رئيس دائرة المعلومات في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، الباحث نوار شعبان، إنه بات من الواضح وجود خلاف على أرضية كانت مشتركة بين الروس والأتراك.

ويدعي الروس عدم تطبيق الاتفاقات من قبل تركيا بين الطرفين، أبرزها فتح طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4) وتأمينه، وهو ما يتخذه الروس دائمًا ذريعة لقصف مناطق سيطرة المعارضة والتهديد بشن عمليات عسكرية، حسب شعبان، الذي استبعد شن النظام وروسيا عملية عسكرية كبيرة على مناطق المعارضة نتيجة الوجود العسكري التركي المكثف في جبل الزاوية.

وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو” الموقع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الماضي، ونص على تسيير دوريات مشتركة ووقف إطلاق النار كأبرز البنود، لكن توجد في الاتفاق نقاط خلاف وبنود لم توضح من قبل الطرفين.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة