صُنفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان، والعراق، والكونغو، ونيجيريا، ومالي.
وأفاد تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال”، الجمعة 20 من تشرين الثاني، أن نحو واحد من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
وأوضح التقرير أن قرابة 426 مليون شخص دون سن 18 عامًا عاشوا بمناطق تدور فيها نزاعات خلال عام 2019.
وبيّن أن الرقم الإجمالي يشكل ثاني أعلى مستوى لعدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق نزاع بعد بلوغه مستوى قياسيًا في عام 2017، مع وجود 433 مليون طفل.
وفي السنة الأولى لبدء الدراسة عام 1990، كان يعيش نحو 249 مليون طفل بمناطق نزاعات، وهو ما يعني أن الارتفاع في عددهم واضح على المدى الطويل، وفقًا للتقرير.
ومنذ عام 2010، يجري تشويه أو قتل نحو 25 طفلًا بشكل يومي، واعتبرت الرئيسة التنفيذية لفرع المنظمة في ألمانيا، سوزانا كروغر، أنه “خلف الأرقام البحتة تتوارى مصائر مفزعة للأطفال”.
وصنّف معدو التقرير المناطق وفقًا لحدة الصراع الدائر فيها، وأشاروا إلى أنه في المناطق المنخفضة الكثافة يُقتل نحو 25 طفلًا كل عام على يد جماعة مسلحة واحدة على الأقل، أما في المناطق العالية الكثافة فيتجاوز معدل قتل الأطفال الألف، لافتين إلى أن حوالي 160 مليون طفل يعيشون في هذه المناطق بالآونة الأخيرة.
وتعرض الأطفال للحرمان من الحصول على المساعدات الإنسانية أربعة آلاف وأربعمئة مرة في عام 2019، وهو ما يشكل نحو ثلاثة أضعاف ما كان عليه الوضع في عام 2017، وعزا التقرير هذه الزيادة الكبيرة إلى الوضع المتأزم في اليمن.
وتضمن التقرير هذا العام حالات من السودان وليبيا وفلسطين وذلك للمرة الأولى.
مقتل أكثر من 29 ألف طفل في سوريا
وبمناسبة “اليوم العالمي للطفل”، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير لها، في 19 من تشرين الثاني الحالي، مقتل ما لا يقل عن 29 ألفًا و375 طفلًا في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 179 بسبب التعذيب، إضافة إلى وجود أربعة آلاف و261 طفلًا مختفين قسريًا، ومئات المجندين، ومئات آلاف المشردين قسريًا.
وبحسب التقرير، فإن النظام السوري مسؤول عن مقتل 22 ألفًا و864 طفلًا، تليه روسيا بقتل 2005 أطفال.
مئات آلاف الأطفال في سوريا يواجهون الجوع
وكان تقرير صادر عن “أنقذوا الأطفال”، في 29 من أيلول الماضي، تحدث عن معاناة عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، بعد عشر سنوات من النزاع والنزوح.
ويواجه 700 ألف طفل إضافي الجوع في سوريا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تسهم في ترديه القيود المفروضة بسبب انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة التي سبقت إعداد التقرير، إلى أكثر من 4.6 مليون.
وتعتبر “أنقذوا الأطفال” من المنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم، مقرها بريطانيا وهي تؤمن بأن “كل طفل حول العالم يستحق المستقبل، نعطي الأطفال حول العالم البداية السليمة للحياة، والفرصة للتعلم والحماية من أي أذى”.
وبالإضافة إلى حماية الأطفال زمن الحروب، تعنى المنظمة أيضًا بمتابعة إنقاذ الأطفال من المشاكل الاجتماعية، مثل التشرد.
–