قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي قد يوافق على اختبار لقاحين مستقبليين أعلنت عن أحدهما شركتا “فايزر” و”بيونتك”، وآخر لشركة “موديرنا” ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) قبل نهاية العام الحالي، بحسب ما نقلته “وكالة الأنباء الفرنسية” (AFP).
وأوضحت فون دير لاين، عقب قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي عُقدت، الخميس 19 من تشرين الثاني، أن وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) يمكن أن تمنح اللقاحين تصريح تسويق مشروطًا في وقت مبكر من النصف الثاني من كانون الأول المقبل، “إذا استمر كل شيء دون أي مشكلة”، وفق قولها.
وأضافت رئيسة المفوضية بـ”تفاؤل حذر” بحسب وصف “AFP”، “سيتعيّن على وكالة الأدوية الأوروبية (مقرها أمستردام) دراسة نتائج الاختبارات قبل التوصية بموافقة بروكسل عليها”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، حذر رئيس “موديرنا” التنفيذي، ستيفان بانسيل، من أن المفاوضات المطولة مع بروكسل بشأن عقد حجز لقاحه قد تؤخر الشحنات.
وأبرم الاتحاد الأوروبي عقودًا لحجز مئات الملايين من جرعات اللقاحات المستقبلية مع شركات “فايزر” (Pfizer) الأمريكية، و”بوريفاك” (Purevax) الألمانية، و”أسترازينيكا” (AstraZeneca) البريطانية، و”سانوفي” (Sanofi) الفرنسية، إذا أمكن طرحها في السوق.
وقالت فون دير لاين، “نواصل المفاوضات مع موديرنا، ونحن نجري محادثات مع نوفافاكس (Novavax الأمريكية)”، مضيفة أن جميع زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27 أعربوا عن دعمهم لبرنامج الشراء الذي يعتزمه الاتحاد الأوروبي.
كما نقلت وكالة الأنباء عن المؤسس المشارك لشركة “فايزر” أوجور شاهين، أن “الشركة تأمل في الحصول على موافقة سريعة. نحن نعمل بأقصى سرعة”.
بارقة أمل في عتمة الجائحة
وكانت شركات “فايزر” و”موديرنا” الأمريكيتان، و”بيونتيك” الألمانية، أعلنت نجاح تجارب المرحلة الثالثة من اللقاح ضد “كورونا”، وأكدت أن اللقاح أثبت نجاحه بنسبة تتراوح بين 90 و95%، بعد أن جرت تجربته على عشرات آلاف المشتركين.
وأوضحت الشركات أن التجارب عملت على قياس “فاعلية اللقاح” عبر المقارنة بين عدد المشاركين، الذين أُصيبوا بفيروس “كورونا” في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحًا وهميًا.
ويعمل اللقاح على خلق أحماض نووية تحفز الخلايا في جسم الإنسان على إنتاج بروتينات مشابهة للفيروس، إذ تقوم هذه البروتينات بإثارة الاستجابة المناعية لجسم الانسان ضد الفيروس.
ويحتاج الإنسان إلى جرعتين من اللقاح تفصل بينهما ثلاثة أسابيع، إذ أظهرت النتائج الأولية للتجارب أن المناعة في جسم الإنسان تتولد بعد أسبوع من الجرعة الثانية، إذ يفرز الجهاز المناعي عند المتطوعين أجسامًا مضادة وخلايا “T” القاتلة للفيروس.
وتحتاج الشركة الأمريكية إلى الحصول على ترخيص طارئ لاستعمال اللقاح بحلول نهاية تشرين الثاني الحالي، إذ ستُنتج 50 مليون جرعة مع نهاية العام الحالي، و1.3 مليار جرعة بنهاية العام المقبل.
وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد المصابين بفيروس “كورونا” حتى أمس، الخميس، أكثر من 55 مليونًا، توفي منهم نحو مليون و350 ألفًا.
عقبات تقنية
وكانت مجلة “تايم” الأسبوعية الأمريكية نقلت، في 13 من تشرين الثاني الحالي، عن خبراء في مجال علم الأحياء والمناعة قولهم، إنه “يجب تخزين لقاح (كوفيد- 19) الواعد من شركة (فايزر) في حوالي -70 درجة مئوية”.
ولفت الخبراء، بحسب ما ترجمته عنب بلدي، إلى أن تحقيق درجة كهذه تحتاج إلى مجمدات متخصصة، توجد في المراكز الطبية الكبيرة.