أوباما يروي كيف فشل بسياسته في سوريا: المأساة تؤلمني

camera iconالرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ( nbc news)

tag icon ع ع ع

وصف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، “المأساة السورية” بأنها واحدة من أبرز الإخفاقات الخارجية في أثناء فترة حكمه التي امتدت بين عامي 2009 ومطلع 2017.

وقال أوباما اليوم، الأربعاء 18 من تشرين الثاني، في مقابلة مع قناة “NTV” الألمانية، “في مجال السياسة الخارجية، ما زالت المأساة في سوريا تؤلمني. خلال الربيع العربي، كانت مصر في دائرة الضوء وبعد ذلك ليبيا، ولكن في نفس الوقت بدأت سوريا في الانهيار”.

ويرى الرئيس الأمريكي السابق أنه فشل بالحفاظ على تماسك سوريا، قائلًا، “على أي حال، لم أتمكن من كسب المجتمع الدولي للحفاظ على تماسك سوريا”.

وأضاف، “لا أستطيع التوقف عن التفكير في المعاناة الإنسانية التي تلت ذلك”.

وتزامن اللقاء مع إطلاق أوباما الجزء الأول من مذكراته الشخصية التي حملت عنوان “الأرض الموعودة“، ويسلط فيه الضوء بشكل رئيس على فترته الرئاسية الأولى وعلى فترة حكمه في البيت الأبيض.

وكان أوباما تسلّم رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لفترتين رئاسيتين متتاليتين، بدأت الأولى في 20 من كانون الثاني عام 2009، وانتهت الثانية في 20 من كانون الثاني 2017، بتسليم السلطة للرئيس دونالد ترامب.

وفي 8 من نيسان 2011، دعا أوباما للمرة الأولى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى وقف أعمال العنف ضد المدنيين السلميين، ليفرض حزمة العقوبات الاقتصادية الأولى على النظام خلال النزاع في 29 من الشهر نفسه.

وبعد نحو ثلاثة أشهر على بدء القمع العسكري، في 12 من حزيران 2011، وعقب سقوط مئات الضحايا، وصف أوباما الأسد بـ”فاقد الشرعية”، ولكنه لم يدعه للتنحي قبل 18 من آب 2011، قائلًا “مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، ولكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقه. لمصلحة الشعب السوري، حان الوقت للرئيس الأسد كي يتنحى”.

لم يتنحَّ الأسد، وأوباما تابع الأحداث دون القيام بخطوات فعلية تتعدى الخطابات وسحب السفير الأمريكي، روبرت فورد، من سوريا في تشرين الأول من ذلك العام، بسبب الخوف على سلامته.

ورسم أوباما الخط الأحمر، في خطابه في 20 من آب 2012، مهددًا “لقد كنا واضحين تمامًا مع نظام الأسد، ولكن للأطراف الأخرى على الأرض أيضًا، الخط الأحمر بالنسبة لنا هو ملاحظتنا لأعداد كبيرة من الأسلحة الكيماوية وهي تُنقل وتُستخدم. ذاك قد يغير حساباتي”.

ولكن استجابته لأول الأنباء المتعلقة باستعمال السلاح الكيماوي في سوريا في حزيران 2013، لم تتجاوز دعم قوات المعارضة السورية، الذي لم يبدأ تنفيذه إلا بعد شهرين حتى تم اختيار تلك القوات.

مرت أشهر قليلة قبل أن يحصل أكبر هجوم كيماوي خلال سنوات النزاع، خلّف نحو 1400 قتيل في الغوطة الشرقية، واتجهت الأنظار كلها نحو الولايات المتحدة ورئيسها الذي تريث في البداية منتظرًا نتائج التحقيقات، التي أكدت مسؤولية النظام السوري عن الهجوم، ثم تريث ثانية منتظرًا موافقة الكونجرس على توجيه ضربات لسوريا.

ومع ابتعاد النواب الأمريكيين عن فكرة التدخل العسكري، تنصل أوباما من تهديداته السابقة قائلًا، “العالم وضع خطًا أحمر حين قالت الحكومات التي تمثل 98% من سكان العالم، إن استخدام الأسلحة الكيماوية محرم، وأقرت معاهدة تحرم استخدامها، حتى حين تكون الدول في حالة حرب”.

أما دخول القوات الأمريكية إلى سوريا فلم يكن استجابة للقمع الحكومي، ولا تلبية لوعود أوباما، ولكنه انطلق لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” التي استدعت موافقة سريعة من الكونجرس على خطة تسليح وتدريب المعارضة السورية لمحاربة خطر “المتطرفين”، وعلى بدء الغارات الجوية ضد أهدافهم في أيلول عام 2014.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة