هل تسهم الإدارة الأمريكية الجديدة في إيجاد حل للملف السوري؟

  • 2020/11/18
  • 11:13 ص
الرئيس المنتخب الأمريكي جو بايدن,والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (عنب بلدي)

الرئيس المنتخب الأمريكي جو بايدن، والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب (تعديل عنب بلدي)

عنب بلدي – روزنة

تابع السوريون سير الانتخابات الأمريكية باهتمام كبير، ودارت نقاشات بشأن سياسات المرشحين في سوريا، وتعامل الإدارة الأمريكية المرتقبة سياسيًا وعسكريًا مع الملف السوري، بصفتها لاعبًا أساسيًا فيه، وسط غياب تصريحات المرشحين أو ندرتها خلال حملاتهم الانتخابية حول تلك السياسات.

برنامج “صدى الشارع”، المذاع عبر راديو “روزنة”، طرح تساؤلات عدة عن نتائج الانتخابات الأمريكية، وحول إمكانية أن تسهم الإدارة الأمريكية الجديدة بإيجاد حل نهائي في سوريا، وعن مستقبل العقوبات المفروضة على النظام السوري، ولا سيما قانون “قيصر”.

كما أعد البرنامج استطلاع رأي لسوريين في محافظات عدة، عن مدى اهتمامهم بنتائج الانتخابات الأمريكية الجديدة.

وانقسم السوريون بين غير مبالين بالنتائج، بسبب “عدم اهتمام الولايات المتحدة بالمجتمع السوري”، حسب رأيهم، وبين مهتمين اعتبروا أن النتائج مهمة للمنطقة باعتبار أن الولايات المتحدة أصبح لها تدخل كبير في الملف السوري، ما يجعل متابعة النتائج “أمرًا مهمًا” من وجهة نظرهم.

ما السياسة المتوقعة للإدارة الأمريكية الجديدة في سوريا؟

قال عضو “هيئة التفاوض السورية” الدكتور يحيى العريضي، إن “القضية السورية ككل، أخذت الشكل الدولي بحكم رغبة النظام ألا يبقي الصراع بينه وبين من طلب جرعة حرية في سوريا”.

وأضاف أن هناك صراعًا بين “منظومة استبدادية” استبدت في البلاد لعقود، وشعب طالب بالحرية، لكن النظام فضل الاستعانة “بالميليشيات” من إيران و”الاحتلال الروسي” وبذلك دوّلت القضية السورية بشكل كبير، وتدخلت قوى عديدة في سوريا، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر العريضي أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور فاعل في القضية السورية، لافتًا إلى أنها شكّلت معادلًا موضوعيًا للتدخل الروسي “السافر” لمصلحة النظام السوري.
ويرى أن الولايات المتحدة كانت”الرادع” بشكل أو آخر لمنع الاستحواذ الكلي من روسيا وإيران على القضية السورية.

تعاطي الولايات المتحدة مع الملف السوري

توقع الكاتب السياسي والمستشار بالعلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ناصر زهير، ألا يتغير تعامل الولايات المتحدة مع الملف السوري عن تعاملها السابق.
وتحدث عن وجود فرق بالاستراتيجيات، وضرب مثالًا أن تدخّل ترامب في سوريا حجّم دور إيران في سوريا، وأصبح للولايات المتحدة الأمريكية دور كبير، وأُبقي على الوجود العسكري في سوريا.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليس بصاحب مشروع سياسي قوي، على عكس الرئيسين دونالد ترامب وباراك أوباما اللذين كان لهما مشروعهما الخاص والمعروف بـ”الشرق الأوسط الجديد” أو “الفوضى الخلاقة” وأداراه.
أما جو بايدن، بحسب ما قاله زهير، فلا يُعتمد عليه كثيرًا، لافتًا إلى أنه يمكن أن يفاجئ العالم بمستشار للأمن القومي ووزير خارجية ووزير دفاع جدد قادرين على رسم سياسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر أن ترامب ركز على النفط ودعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أكثر من الدفع نحو حل سياسي في سوريا، وأوضح أن “البنتاغون” هو من يدير الملف الأمريكي في سوريا، موضحًا أن ترامب كان ينوي الانسحاب من سوريا  لكن “البنتاغون” رفض الانسحاب.
واعتبر زهير أن الولايات المتحدة قادرة على فرض حل سياسي في سوريا بالتعاون مع حلفائها الدوليين عن طريق تبادل المصالح، لكنه لفت إلى أن الولايات المتحدة لا تريد حلًا في سوريا في الوقت الحالي.

قانون “قيصر”

“لم يكن التعامل جديًا مع القضية السورية فيما يخص صور (قيصر) في وقت تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة رغم عرض الصور في الكونجرس”، بحسب ما قاله الدكتور يحيى العريضي، مضيفًا أنه مع تولي دونالد ترامب الرئاسة، مُرر قانون “قيصر” للحفاظ على حياة السوريين عبر هذا القانون، الذي أصبح فيما بعد جزءًا من المنظومة الأمريكية لحماية السوريين.
وأضاف، “بالنسبة لنا كسوريين، نعرف أن القضية السورية يمكن أن تحل داخليًا لكن التدخلات الخارجية والأمريكية منها جعلت القضية السورية أكثر تعقيدًا”.
قانون “قيصر” هو قانون وقّعه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في كانون الأول 2019، بعد أن كان مشروعًا أقره مجلس النواب الأمريكي، في 15 من تشرين الثاني 2016.

وينص القانون، الذي بدأ تطبيقة في 17 من حزيران الماضي، على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري، ويلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة للأسد.

وبموجب العقوبات، بات أي شخص يتعامل مع النظام السوري معرضًا للقيود على السفر أو العقوبات المالية بغض النظر عن مكانه في العالم.

و”قيصر” اسم اُستخدم لإخفاء الهوية الحقيقية لعسكري سوري سرب صور السجناء الذين تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون النظام السوري.

جماعات ضاغطة لمصلحة القضية السورية

تحدث العريضي عن وجود تحالفات ومجموعات ضغط (لوبي) تعمل في الدول الخارجية وتوحد جهودها لدعم القضية السورية.
وقال، “لا شك أن مجموعات سورية مخلصة تريد حماية السوريين والخير لسوريا استخدمت جهودها وأحدثت حالة تواصل في الولايات المتحدة مع الإدارة الأمريكية، وأسهمت في استخدام صور (قيصر) الواقعية المأساوية كي تلتفت الولايات المتحدة، وهي القوة الفاعلة، لذا مرر الكونجرس قانون (قيصر) عبر موازنة وزارة الدفاع الامريكية”.

استراتيجيات أمريكا مع “الإدارة الذاتية” و”قسد”

اعتبر الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور فريد سعدون، أن الاستراتيجية الرئيسة لتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الملف الكردي لن تتغير بشكل رئيس، وأن التعامل الأمريكي مع المسألة الكردية لن يتغير، خصوصًا مع تمدد قوات النظام السوري وسيطرتها على شرق الفرات.

وأشار إلى أن دعم أمريكا أساسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وفي ظل التغيير الممكن في الرئاسة توقع أن تكون هناك تغيرات باعتبار أن لجو بادين تصريحات بالوعد بولادة دولة كردية ودعمه للكرد في المنطقة.

وعرض البرنامج في نهايته نتائج استطلاع للرأي عن سؤال وُجه للمستمعين “هل ستسهم الإدارة الأمريكية الجديدة في إيجاد حل نهائي في سوريا”، وكانت الإجابات 76% لا، و24% نعم.

أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين صحيفة عنب بلدي وراديو روزنة.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي