يشارك ثلاثة لاجئين سوريين بإعادة عرض وترتيب أوانٍ زجاجية تاريخية مصدرها سوريا، في متحف بمدينة بيزلي مركز مقاطعة رينفروشاير في اسكتلندا.
وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، الاثنين 16 من تشرين الثاني، أن مجموعة الأواني الزجاجية تتكون من 30 آنية زجاجية، يعود تاريخها للعصر الروماني، كانت في قبو متحف بيزلي منذ العام 1948.
وبحسب ما ترجمته عنب بلدي، ستعرض الأواني للمرة الأولى بمشاركة لاجئين سوريين هم جمال حوراني وزوجته مريم حوراني وشقيقته.
وتشارك المجموعة في توجيه العرض النهائي للمتحف، واختيار العناصر، وكتابة الملصقات باللغتين العربية والإنجليزية، لإبراز أهمية الزجاج لزوار المتحف، حسب الصحيفة.
ويرجح أن سيدة اسمها أليزابيث سبيزر باتريسون ابنة أحد مصنعي الملابس اشترت هذه الأواني السورية من تجار آثار وأودعتها في المتحف، واُكتشفت خلال أعمال ترميم المتحف مؤخرًا.
وتتألف مجموعة الأواني من مزهريات وزجاجات عطور وأكواب شراب ملونة.
وذكرت مريم الحوراني، إحدى المشاركات في إعادة عرض الأواني الأثرية، أن السوريين يميلون إلى الاحتفاظ بزجاج خاص في منازلهم للزينة غير الزجاج المستعمل في الطعام.
وتميزت سوريا عبر العصور بصناعة الزجاج، كالزجاج الناعم المنفوخ مع تصاميم معقدة وعبارات عربية منقوشة عليها، إضافة إلى الزجاج الملون الذي يعلّق على الجدران، وزجاجات العطور المصممة لعطور الياسمين والورد وغيرها.
يوجد في مقاطعة رينفروشاير 200 سوري، وولد 28 طفلًا سوريًا بعد قدوم اللاجئين إلى المنطقة، بموجب خطة إعادة التوطين التي أطلقتها حكومة المملكة المتحدة في 2015.
واستقر أكثر من 17 ألف لاجيء سوري في المملكة المتحدة على مدار الأعوام الخمسة الماضية، ومن المتوقع أن يفد ثلاثة آلاف “مهاجر” بنهاية العام الحالي، ضمن برنامج حكومي لإعادة توطين الأشخاص المعرضين للخطر، بحسب ما ذكرته “BBC” في أيلول الماضي.
الزجاج المعشق
اشتهرت مدينة دمشق بتصنيع الزجاجيات منذ آلاف السنين، حتى صارت مضرب المثل، فيقال “أرق من زجاج الشام”، إلا أن المهنة تضررت بشكل كبير منذ عام 2011، بعد الانخفاض في أعداد اليد العاملة بالمهن والحرف اليدوية ضمن سوريا نتيجة المعارك.
والزجاج المعشق واحدة من أقدم الحرف الدمشقية، ويرجع تاريخ نشأتها إلى 2000 عام، وجاءت تسميتها بالمعشق من ترابط مادة الجص مع الزجاج، ووصف هذا الترابط بالعشق نظرًا للتماسك والتناغم بين الألوان والجص.
–