ترك وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي توفي اليوم، الاثنين 16 من تشرين الثاني، خلفه تصريحات أثارت الجدل محليًا وفي السياسة الخارجية السورية.
وعرف المعلم بمؤتمراته الطويلة، وتصريحاته الغريبة، وتعليقه على الصحفيين وأسئلتهم بطريقة ساخرة، من أبرزها:
نسيان أوروبا
هاجم المعلم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحفي، في 22 من حزيران 2011، بعد فرض الاتحاد عقوبات على النظام السوري.
وقال المعلم خلال المؤتمر، “سننسى أن أوروبا على الخارطة، وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط”.
وأضاف المعلم في المؤتمر الصحفي الذي بثه التلفزيون السوري مباشرة حينها، “سنتجه شرقًا وجنوبًا وإلى كل اتجاه يمد يده إلى سوريا، العالم ليس أوروبا فقط، وسوريا ستصمد كما صمدت في 2003، وكما كسرت العزلة آنذاك وهي قادرة على تخطيها”.
واعتبر المعلم حينها أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا “توازي الحرب”.
تصريح المعلم عن نسيان أوروبا يستذكره السوريون طوال السنوات الماضية، وورد في عناوين وسائل إعلام ضمن أخبار وفاته.
وفي تموز الماضي، جدد المعلم تصريحه عن أوروبا، وقال بعد مشاركته بانتخابات مجلس الشعب، ردًا على سؤال حول محو أوروبا عن الخريطة، “ليش عم تذكرني نرجع أوروبا على الخريطة؟ سوريا على الخريطة لكن أوروبا لسا ما رجعت”.
وقف تصدير الغنم إلى الخليج
خلال مؤتمر صحفي في تشرين الثاني 2011، تحدث المعلم عن مقاطعة دول عربية للنظام السوري، بعد أشهر من فرض العقوبات الغربية.
وخلال المؤتمر قال المعلم، “لا عيب في تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل… لكن نحن نحرص على الشعب العربي… يعني أنا لا أريد قطع غنم العواس عن دول الخليج… متعودين عليه!”.
لواء اسكندرون من “ضيعة ضايعة”
خلال استجمامه في قرية السمرا بريف اللاذقية القريبة من الحدود التركية، التي استضافت تصوير المسلسل الشهير “ضيعة ضايعة”، تحدث المعلم عن العودة إلى لواء اسكندرون.
وأشار المعلم بإصبعه إلى لواء اسكندرون مخاطبًا بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وقال، “أرضنا، غصبن عنهن بدنا نرجع لهونيك”، من منطقة تشرف على شريط ساحلي قرب الحدود السورية- التركية.
ولواء اسكندرون ضمته تركيا إلى أراضيها عام 1939، وأطلقت عليه اسم ولاية “هاتاي”، وتضم 15 منطقة من أبرزها: أنطاكيا، واسكندرون، وأورودو، والريحانية، والسويدية، وأرسوز.
بينما يقول النظام السوري إن لواء اسكندرون هو المحافظة رقم 15، ويعتبره “محتلًا” من قبل تركيا.
https://www.youtube.com/watch?v=mNEotbFuxVw
“عليهم أن يتعلموا السباحة”
في أواخر 2011، وقعت وزارة الخارجية على بروتوكول بعثة المراقبين في مقر جامعة الدول العربية.
ويتضمن البروتوكول دخول بعثة عربية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، والتأكد من تطبيق النظام السوري للمبادرة العربية، التي تضمن وقف قمع المظاهرات وسحب المظاهر المسلحة.
وقال وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي عن التوقيع، إن الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، وافق على إدخال تعديلات على نص مشروع البروتوكول وهو ما نفاه العربي لاحقًا.
وأضاف المعلم ردًا على سؤال صحفي، “إذا كنا سنغرق البعثة بالتفاصيل عليهم أن يتعلموا السباحة”، ودوت القاعة بتصفيق الإعلاميين للمعلم لأكثر من أربع مرات خلال حديثه الساخر.
https://youtu.be/-icBGwmB5aA?t=1349
المعلم لا يعرف وزير الخارجية الأمريكي
في 2018، سافر وليد المعلم إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
على هامش الاجتماع خلال سيره سأل صحفي من تلفزيون “روسيا اليوم” المعلم سؤالًا عن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.
ورد المعلم على الصحفي ساخرًا، “مين بومبيو” ليحيب الصحفي وزير الخارجية الأمريكي، فقال المعلم “منيح بتذكره أنا ما بعرفوا”.
https://www.youtube.com/watch?v=Rop9tkcHdWY
خلال المؤتمر أيضًا التقى وزير الخارجية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أصر على إلقاء التحية عليه وعلى الوفد المرافق.
كما التقى المعلم على هامش المؤتمر وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد الخليفة، أيضًا، وكانت المرة الأولى خلال سنوات الثورة السورية.
وكان وزير الخارجية سخر في 2016 من إعلان البحرين استعدادها للمشاركة بإرسال قوات برية إلى سوريا.
وقال المعلم للصحفي في سؤال تضمن إعلان البحرين، “عم تمزح، أكيد أعلنوا؟ شو هالمزحة”، مازجًا تصريحه بالضحك.
https://www.youtube.com/watch?v=1JAIeRDHiOI
من هو المعلم
عُرف المعلم بدفاعه المستميت عن سياسة النظام السوري بعد عام 2011، وكان من أبرز الوجوه السياسية التي تمثله في المفاوضات والاجتماعات الدولية.
وهو من مواليد دمشق 1941، متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وحصل على شهادة بكالوريوس اقتصاد من جامعة “القاهرة” في 1963.
التحق بوزارة الخارجية بعد عام من تخرجه من جامعة “القاهرة”، وخدم في البعثات الدبلومسية بدول: تنزانيا، السعودية، إسبانيا، إنجلترا.
عُيّن بين عامي 1975 و1980 سفيرًا لسوريا في جمهورية رومانيا، وشغل مدير إدارة التوثيق والترجمة في وزارة الخارجية بين عامي 1980 و1984، ثم مديرًا لإدارة المكاتب الخاصة من 1984 حتى 1990.
وعاد إلى منصب سفير لسوريا مرة أخرى في 1990 لدى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر حتى 1999، ليعيّن مطلع 2000 معاونًا لوزير الخارجية كما سمي نائبًا لوزير الخارجية بموجب المرسوم “رقم 8” في 9 من كانون الثاني 2005.
ومنذ 2006 شغل منصب وزير الخارجية، كما سمي نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية والمغتربين منذ 2012.
وله أربعة مؤلفات هي “فلسطين والسلام المسلح 1970″، “سوريا في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948″، “سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958″، “العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي”.
–