تحدث وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة النظام السوري، حسين مخلوف، عن اتخاذ الحكومة إجراءات من شأنها العمل على تسهيل عودة اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى البلاد.
وفي تصريح لصحيفة “الوطن” المقربة من النظام، مساء الأحد 15 من تشرين الثاني، قال مخلوف إن الحكومة وضعت خطة لإعادة اللاجئين تبدأ بمراسيم العفو التي أصدرها رئيس النظام السوري، إلى جانب تبسيط إجراءات العودة، ومنح المطلوبين لخدمة العلم تأجيل سنة قبل الالتحاق بها.
وأضاف أن الإجراءات تتضمن أيضًا تأمين وحدات سكنية لإيواء اللاجئين الذين تضررت بيوتهم بشكل مؤقت، إلى جانب إصدار وثائق ثبوتية لمن فقدها جراء الحرب.
وأشار إلى أن الخطة التنفيذية وضعتها الحكومة قبل عقد مؤتمر “اللاجئين” يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لافتًا إلى أن الغاية من المؤتمر هي أن “نقول لأبنائنا في الخارج تفضلوا وعودوا إلى وطنكم الذي هو بحاجة إلى سواعدكم لإعادة بنائه وإعماره”.
وجاءت تصريحات مخلوف على هامش اجتماع “لجنة الموازنة والحسابات في مجلس الشعب”، التي ناقشت مساء أمس موازنة وزارة الإدارة المحلية، وأكد الأعضاء خلال الاجتماع ضرورة زيادة اعتماداتها “باعتبار أنها وزارة خدمية وعلى صلة مباشرة مع المواطنين”، كما أشاروا إلى ضرورة أتمتة السجل العقاري، وإيصال النقل الداخلي إلى الأرياف.
وكان محافظ ريف دمشق، علاء ابراهيم، قال على خلفية أعمال “المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين”، إنه يمكن استقبال اللاجئين السوريين ضمن تجمعات، إذا رُفعت العقوبات عن سوريا.
وأضاف إبراهيم أنه يعوّل على أن يحقق هذا المؤتمر دعمًا ماديًا للإسهام في إعادة البنى التحتية لـ”المناطق التي دمرها الإرهاب”، بحسب تصريحه لموقع “سيريانديز“.
وأوضح إبراهيم أن العائدين لن يعودوا إلى مناطقهم مباشرة، إذ تتوفر لدى المحافظة عدة وحدات تجمع، مثل الوحدات في حرجلة وعدرا (وهي مخيمات استخدمت في وقت سابق للخارجين من مناطق التسويات في دمشق وريفها).
وقال المحافظ إن هذه التجمعات ستستقبل عددًا من العائدين، إلى أن تنتهي المحافظة من تجهيز البنى التحتية لمناطقهم بشكل كامل.
مؤتمر بغياب الدول الفاعلة
وفي 11 و12 من تشرين الثاني الحالي، استضافت دمشق مؤتمرًا لعودة اللاجئين السوريين برعاية روسية، شاركت فيه دول غير مؤثرة بالملف السوري ولا علاقة لها بملف اللاجئين، من بينها: نيجيريا، كوبا، قرقیزستان، الأرجنتين، سيرلانكا، أبخازيا، كولومبيا، الجزائر.
وقال الأسد في كلمته خلال المؤتمر، إن “الأغلبية الساحقة” من السوريين راغبون في العودة إلى وطنهم.
لكن الناشطة في مجال حقوق الإنسان وباحثة سوريا في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة الكيالي، قالت لعنب بلدي، إن “الأسباب الأساسية التي أجبرت السوريين على النزوح في المقام الأول ما زالت موجودة، مثل الاعتقالات التعسفية والتعذيب داخل السجون، والوضع الإنساني والاقتصادي المأساوي وخاصة في مناطق النظام السوري”.
وأشارت كيالي إلى انتهاكات حقوق الملكية والأرض وحق الحصول على منزل، وهي حقوق انتهكتها الحكومة السورية حتى بعدما تراجعت مظاهر الحرب بالعديد من المناطق في سوريا.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن رفضه حضور المؤتمر، معتبرًا أنه سابق لأوانه، كما أعلنت كندا رفضها للمؤتمر، لأن شروط العودة غير موجودة في سوريا.
وانتقدت الولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر، في بيان للمتحدث باسم خارجيتها، كيل براون، اعتبر خلاله أنه لم يكن محاولة ذات مصداقية لتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى سوريا.
ووصف براون المؤتمر بأنه “مجرد عروض مسرحية”، وهو ما يظهر من خلال الدول المشاركة فيه التي تمثل المجموعة الضيقة من حلفاء النظام السوري بينما تغيب الدول الفاعلة.
–