تداولت وسائل إعلام سورية وصفحات عبر موقع “فيس بوك” صورة على أنها لطبيب سوري أمضى 20 ساعة داخل غرفة عمليات في مستشفى.
وانتشرت الصورة بين المستخدمين السورييين خلال الساعات الماضية، على أنها لطبيب سوري اسمه محمد عزيزية، أمضى مدة 20 ساعة متواصلة داخل غرفة العمليات في المستشفى الذي يعمل به، حيث أجرى خمس عمليات متتالية.
وبحسب الرواية المنتشرة، “ما إن انتهى الطبيب من عمله وكان على وشك الرحيل، حتى جاء مريض إلى المستشفى فقد ذراعه في آلة فرم اللحم، فاضطر الطبيب للعودة إلى العمل من جديد، وإجراء جراحة استغرقت ثماني ساعات أخرى”.
وذكر موقع “روتانا” أن “الجراح المتفاني عندما انتهى من إجراء العملية للمريض وإعادة ذراعه، جلس إلى جوار طاولة العمليات وحمل ذراع المريض للأعلى، حتى يصل الدم إليها وحتى لا تلمس أي شيء، ليغلبه التعب والنعاس في أثناء حمله لها، ونام على هذه الحال”.
ونقل الموقع تصريحًا صحفيًا متداولًا عن الطبيب عزيزية يقول فيه، إنه على الرغم من تعبه في ذلك الوقت، وافق على إجراء الجراحة لأنه شعر بأنه ما زال قادرًا على التركيز، موضحًا أن أكثر ما يسعده هو رؤية مرضاه يتعافون من أوجاعهم وأسقامهم.
وأشاد متداولو الصورة بالطبيب مع تعليق “هكذا تكون النتيجة عندما تعطى شهادة الطب لمن في قلبه رحمة، ويعمل بها كرسالة إنسانية تسمو فيها القيم والمبادئ، في زمن أصبحت فيه مهنة تجارية وربحية”.
ما الحقيقة؟
تتبعت عنب بلدي مصدر الصورة، وتبين أنها لجراح العظمية الصيني لو شانينغ، خلال غفوة بعد ساعات طويلة من العمل أجرى خلالها خمس عمليات في غرفة عملياتة، في 3 من كانون الثاني 2019.
ونقل موقع “Guiyang Evening News” الصيني عن الجراح، حينها، أنه نام بعد إجراء عملية لعامل مهاجر، أعاد ربط يده خلالها.
وقالت الممرضة التي التقطت صورة زميلها، “رؤية هذا يجعل قلبي يتألم”.
وانتشرت الصورة على نطاق واسع بعد ظهورها على منصة “WeChat” الصينية للتواصل الاجتماعي.
وعلّق الجراح على صورته، “أردت أن أغمض عيني وأرتاح، لم أكن أتوقع أنني سأنام”.
ونُشر الخبر حينها في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية وموقع “RFI” الإخباري الصيني.
ليست المرة الأولى
في آب الماضي، تداول سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها لكادر طبي يودع طبيبًا سوريًا في أحد مستشفيات دمشق، توفي بسبب مرضه بفيروس “فيروس كورونا” (كوفيد- 19).
وذكر ناشطون سوريون، عبر “تويتر”، أن هذه الصورة تعود لمجموعة أطباء سوريين يودعون الطبيب المختص بالتوليد والنسائية ورئيس شعبة الإسعاف في مستشفى “التوليد الجامعي” بدمشق، تمام الأشقر، بعد أن أودى الفيروس بحياته، في 16 من آب الماضي.
إلا أن الصورة ليست في سوريا، وسبق أن نشر “ميزان فرانس برس“، وهي خدمة لتقصي الحقائق مقدمة من وكالة الصحافة الفرنسية، مقالًا حول الصورة المستخدمة في أكثر من دولة حول العالم.
وبحسب مقال “CGTN”، فإن الطبيب تشاو جو (41 عامًا) من مقاطعة أنهوي في شرقي الصين، أُصيب بتمدد الأوعية الدموية وتوفي في التبت، إذ كان يعمل متطوعًا.
وبعد وفاته نُقل إلى مقاطعته الأصلية، وفي مستشفى بمدينة خفي، أُزيلت بعض الأعضاء للتبرع بها.
وجرى تصوير الأطباء وهم يودعون تشاو بمشاعر عميقة في مستشفى بمدينة خفي، عاصمة مقاطعة أنهوي، بحسب توصيف الصورة التي نُشرت في المقال.
–