بدأت جولة جديدة من المفاوضات في مدينة اسطنبول التركية، الجمعة 28 آب، بين حركة أحرار الشام الإسلامية وممثلين إيرانيين في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول مدينة الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة.
وهذه الجولة هي الثالثة التي تجمع الطرفين بعد فشل جولتين سابقتين، طرح خلالهما عدد من النقاط منها إجلاء سكان ومقاتلي الزبداني إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، مقابل إخراج سكان بلدتي كفريا والفوعة اللتين تقطنهما أغلبية شيعية باتجاه مناطق سيطرة النظام.
واتفقت الحركة مع الإيرانيين الأربعاء 26 آب، على تطبيق هدنة لمدة 48 ساعة في بلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب ومدينة الزبداني غرب دمشق، ثم مُدّدت لتصبح ثلاثة أيام.
الحركة كانت أطلقت المرحلة الثانية من قصف كفريا والفوعة المحاصرتين، مطلع آب الجاري، وانسحبت من المفاوضات الأولى إثر إصرار الإيرانيين على ترحيل سكان القريتين إلى مناطق الساحل، وخروج سكان الزبداني إلى ريف دمشق.
وجاء توقف المفاوضات “لإصرار الوفد على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى”، بحسب بيان أحرار الشام الذي اعتبر أن سوريا “اقتربت من أن تجتاز نقطة حرجة فيما يخص تقسيمها وتغيير ديموغرافيتها”.
وتعتبر معارك الزبداني، التي انطلقت مطلع تموز الفائت، من أعنف المعارك في المنطقة الجنوبية، ويحاول نظام الأسد وحزب الله من خلالها تأمين الحدود السورية اللبنانية لمصلحتهما، وسط غياب دور الجيش اللبناني في ضبط الحدود وتمركز الحزب في عددٍ من المدن الحدودية على غرار القصير التي سيطر عليها صيف 2013.