صحيفة: مقتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” بعملية استخباراتية في إيران

  • 2020/11/14
  • 10:32 ص
عبدالله أحمد عبدالله المعروف باسم أبو محمد المصري الذي تقول المخابرات الأمريكية إنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة

عبدالله أحمد عبدالله المعروف باسم أبو محمد المصري الذي تقول المخابرات الأمريكية إنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة

تحدث مسؤولون استخباراتيون أمريكيون أن عملية أمنية قتلت “أبو محمد المصري” الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة”، بينما ردت إيران بنفي وجود “إرهابيين” من “القاعدة” على أراضيها.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة 13 من تشرين الثاني، عن مسؤولين استخباراتيين، أن الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” قُتل في إيران قبل ثلاثة أشهر، وهو المتهم بأنه أحد العقول المدبرة لهجمات خلفت قتلى على السفارات الأمريكية بإفريقيا في 1998.

وأضاف المسؤولون بأن عبد الله أحمد عبد الله، الذي يُطلق عليه الاسم الحركي “أبو محمد المصري”، قُتل بالرصاص في شوارع طهران من شخصين على دراجة نارية، في 7 من آب الماضي، وهي الذكرى السنوية للهجمات على السفارة، وقُتلت معه ابنته مريم أرملة حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن.

ونفذ الهجوم عملاء إسرائيليون بأمر من الولايات المتحدة، بحسب أربعة من المسؤولين لم تكشف الصحيفة هوياتهم.

وكان “المصري”، البالغ من العمر 58 عامًا، أحد القادة المؤسسين لـ”القاعدة”، ويُعتقد أنه كان أول من سيقود التنظيم بعد زعيمه الحالي أيمن الظواهري.

وتتهم واشنطن قائمة طويلة من الأشخاص، بينهم عناصر من “القاعدة”، بارتكاب جرائم تتعلق بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا وإصابة المئات.

وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على “المصري”، ولا تزال صورته على قائمة المطلوبين.

عمليات إنقاذ بعد تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي، كينيا عام 1998، وهو أحد هجومين نُسبا في ذلك اليوم إلى القيادي في “القاعدة” “أبو محمد المصري”

تفاصيل الاستهداف وتكتم على العملية

تستغرب الصحيفة من أن يعيش “المصري” في إيران، إذ إن إيران و”القاعدة” أعداء، وهي دولة دينية شيعية، والقاعدة جماعة “جهادية” سنية، لكن مسؤولي المخابرات الأمريكية يقولون إن “المصري” كان محتجزًا في إيران منذ عام 2003، لكنه كان يعيش بحرية في منطقة باسداران بطهران، وهي ضاحية راقية، منذ عام 2015 على الأقل.

وقالت الصحيفة إن القيادي كان يقود سيارته مع ابنته بالقرب من منزله في مساء ليلة صيفية، واقترب منه مسلحان على متن دراجة نارية، وأطلقوا خمس رصاصات من مسدس مزود بكاتم للصوت.

شارع في ضاحية باسداران بطهران التي يرجح أن يكون “أبو محمد المصري” قتل فيها

ومع انتشار نبأ إطلاق النار، حددت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الضحايا وهم حبيب داود أستاذ التاريخ اللبناني، وابنته مريم البالغة من العمر 27 عامًا.

وتناولت وسائل إعلام لبنانية وحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” حينها، أن داود كان عضوًا في “حزب الله”.

لكن لم تكن هناك شخصية باسم حبيب داود، وأكد لبنانيون مقربون من إيران أنهم لم يسمعوا به أو بقتله، كما أكد باحث تربوي لديه إمكانية الوصول إلى قوائم جميع أساتذة التاريخ في لبنان، أنه لا يوجد سجل عن مدرس باسم حبيب داود، بحسب الصحيفة.

وقال أحد مسؤولي المخابرات الأمريكية، إن حبيب داود كان اسمًا مستعارًا منحه المسؤولون الإيرانيون له، وإن وظيفة تدريس التاريخ كانت للتمويه.

إيران تنفي

نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، اليوم السبت، ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز”، وقال إنه لا يوجد في إيران “إرهابيون” من تنظيم “القاعدة”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “مهر“.

وأضاف المتحدث أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حرب اقتصادية واستخباراتية ونفسية شاملة ضد الشعب الإيراني، ويجب “ألا تكون وسائل الإعلام منصة لنشر أكاذيب البيت الأبيض المستهدفة ضد إيران”.

وفي 2018، نفت إيران إيواء مسؤولي “القاعدة” أيضًا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، إنه بسبب حدود إيران الطويلة والمليئة بالثغرات مع أفغانستان، دخل بعض أعضاء “القاعدة” إلى إيران، لكنهم اعتُقلوا وعادوا إلى بلدانهم الأصلية.

ومع ذلك، قال مسؤولون استخباراتيون غربيون، إن قادة “القاعدة” ظلوا رهن الإقامة الجبرية في إيران، التي أبرمت بعد ذلك صفقتين على الأقل مع “القاعدة” للإفراج عن بعضهم في 2011 و2015.

من هو “أبو محمد المصري”؟

ولد “أبو محمد المصري” في المنطقة الغربية بشمالي مصر عام 1963.

وكان لاعب كرة قدم محترفًا في الدوري المصري الأول، لكن بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، انضم إلى الحركة “الجهادية” التي كانت تتحد لمساعدة القوات الأفغانية.

انسحب السوفيت من أفغانستان بعد عشر سنوات، ورفضت مصر السماح لـ”المصري” بالعودة، ليبقى في أفغانستان حيث انضم في النهاية إلى أسامة بن لادن في المجموعة التي أصبحت فيما بعد النواة المؤسسة لـ”القاعدة”، وأدرجته المجموعة في المرتبة السابعة بين مؤسسيها البالغ عددهم 170.

في أوائل التسعينيات، سافر مع ابن لادن إلى الخرطوم، حيث بدأ بتشكيل خلايا عسكرية، بمهمات تدريب لإسقاط طائرتي هليكوبتر أمريكيتين.

وبحلول عام 2003، كان “المصري” من بين العديد من قادة “القاعدة” الذين فروا إلى إيران.

وكان “المصري” أحد الأعضاء القلائل الرفيعي المستوى في التنظيم الذين نجوا من الملاحقة الأمريكية لمرتكبي هجمات “11 سبتمبر” وهجمات أخرى، عندما فرّ مع زعماء آخرين من القاعدة إلى إيران، ووضعوا في البداية قيد الإقامة الجبرية.

في عام 2015، أعلنت إيران عن صفقة مع “القاعدة” أفرجت فيها عن خمسة من قادة التنظيم، بمن فيهم “المصري”، مقابل دبلوماسي إيراني كان قد اختطف في اليمن.

تلاشت آثار القيادي لاحقًا، لكن وفقًا لأحد مسؤولي المخابراب، استمر بالعيش في طهران التي سمحت له بالسفر إلى سوريا وأفغانستان وباكستان.

إحدى مروحيات “بلاك هوك” الأمريكية أسقطت في مقديشو بالصومال عام 1993 على يد مقاتلين دربهم “المصري”

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي