ثورة… ومشكلات الطفولة

  • 2012/11/11
  • 10:49 ص

إن من غير المقبول منا جميعًا أية أعذار مهما كانت مهمة نخرج بها لتبرير أي تقصير يصدر من قبلنا نحن الكبار نحو أطفالنا، فالحيز الكبير الذي أخذته ثورتنا من حياة كل فرد منا لن يغفر لنا أبدًا أي نسيان أو تجاوز لأية مشكلة من مشكلات الطفولة وتركها دون أن تأخذ حقها من الجد والعمل عليها، فإنّ براءة الطفولة لهي المحاسب الأول لنا على أي تقصير يصدر منّا تجاه مشكلاتها.

الكذب عند الأطفال، أسبابه … وعلاجه

الكذب سلوك اجتماعي مكتسب غير موروث وغير سوي وهو تجنب نقل الحقيقة وقول مالم يحدث واختلاق وقائع غير موجودة وهي ظاهرة تستلزم الانتباه والحرص من الدائرة الأولى المحيطة بالطفل وهي الأسرة.

أسباب الكذب لدى الطفل
ومن أهم الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى الكذب:
-1 الهرب من العقوبة التي من شأنها أن تكون مهددة للطفل كالعقوبة الجسدية .
-2 الشعور بالنقص والسعي من قبل الطفل لتعويضه أمام أقرانه.
-3 التعزيز الخاطئ من قبل أحد الوالدين أو كليهما عن طريق قبول المبررات الواهية للأخطاء التي يقع بها الطفل والتي يعلمان أنها كاذبة أو التهاون وممارسة الكذب من قبل الوالدين.

أنواع الكذب لدى الأطفال

الكذب التخيلي:
وفيه يقوم الطفل باختلاق القصص والحكايات الكاذبة، وهو طبيعي لدى الأطفال حيث لازال الخيال يختلط لديهم بالواقع.

كذب المبالغة:
حيث يختلط فيه الواقع بالخيال ويكون أقرب للواقع، كنسج بعض الأمور الغير صحيحة أثناء الكلام عن حدث ما، ويهدف إلى جذب الانتباه أو التهرب من بعض المتطلبات المنوطة بالطفل.

كذب التفاخر الاجتماعي:
ويظهر بقوة لدى الطفل في سن المدرسة حيث يمارسه الطفل لينال القبول والتميز لدى أقرانه كالكذب للظهور بمستوى مادي أعلى مما هو عليه.
الكذب الوقائي:
ينتج عن خوف الطفل من العقاب المتوقع، ويكثر شيوع هذا النوع من الكذب عند الأطفال.

الكذب للدفاع عن النفس:
حيث يلجأ الطفل إليه لإنكار أمر أو عمل قام به ويخشى العقاب الناجم عن اعترافه بما قام به.

الكذب لتحيق هدف:
كالكذب للحصول على شيء منع عنه.

كذب التقليد:
يشاهد الطفل الآخرين أو أحد الوالدين يقوم بالكذب أمامه وهو يعرف حقيقة الأمر، فيجد بساطة في الكذب ويقوم بذلك لمجرد التقليد.

الكذب الانتقامي:
وهو أكثر أنواع الكذب خطورة، حيث يقوم الطفل قبله بالتفكر والتدبر لإلحاق الأذى بمن يكره عن طريق إلقاء التهمة أو اللوم عليه لظلمه أو بسبب الغيرة.

الكذب المرضي:
وهذا النوع يكون متأصلًا في شخصية الطفل إلى درجة يصعب معها التمييز بين الصدق والكذب، كأن يقوم بتمويه أو تعتيم مشكلة كبيرة حتى لو كان ذلك يسبب أذىً للآخرين.
ولعل أكثر أنواع الكذب رواجًا بين الأطفال هو الكذب الوقائي ويبقى الكذب المرضي الذي يعود للكراهية بنسبة أقل بكثير، إن من الواجب المحتم على الأسرة الاعتناء بتربية الطفل على الصدق، والعمل بجدية على معالجة حالات الكذب التي تنشأ لديه حتى لا تكبر معه فتصبح جزءًا من سلوكه يصعب عليه التخلي عنه أو تركه.

وسائل عامة في علاج الكذب لدى الطفل:
• العمل على تفهم الأسباب التي تؤدي للكذب لدى الطفل وتصنيف الكذب الذي يقوم به حيث تختلف طريقة التجاوب مع الكذب التخيلي عن التعامل مع الكذب الانتقامي مثلًا.
• يجب مراعاة عمر الطفل فمثلًا لا يستطيع الطفل في عمره المبكر من التفريق بين الحقيقة والخيال ويقوم بالخلط بينهما.
• إن كثيرًا من مواقف الكذب تنشأ كنتيجة للتقصير في تلبية احتياجات الطفل جسدية كانت أم اجتماعية ونفسية.
• تهيئة أجواء الاطمئنان النفسي للطفل عن طريق بناء علاقة ودية غير متوترة تتجلى بالمرونة والتسامح بعيدًا عن الخوف والعقاب.
• الابتعاد عن العقاب أثناء قيام الطفل بالصدق أو التخفيف من حدته حتى لا يلجأ إلى الكذب مستقبلًا للهرب من العقوبة.
• إبداء الاستياء ونبذ ما يمكن أن يلجأ إليه من كذب من قبل الأسرة يساعد في تخلي الطفل عما قام به من كذب وعدم العودة إليه نتيجة عدم ملاقاة التعزيز الإيجابي ممن حوله.
• العمل الدائم والمتواصل على التنبيه للكذب ومساوئه وعواقبه لتكوين اتجاه رافض له لدى الطفل.
• عمل الوالدين بشكل دائم على التمثل بالقدوة الصالحة ليكونا قدوة للطفل بتجنب الكذب أمامه أو أمره بذلك.
• الحرص المستمر على الوفاء بالوعد المقطوع من قبل الوالدين للطفل وعدم الاستهانة بأي وعد مهما كان صغيرًا.
إن من أهم المؤسسات المؤثرة في تنمية اتجاه الطفل نحو هذه الظاهرة السيئة وغيرها لهو المسجد الذي يعدّ أهمّ مؤسسة تربوية بالإضافة إلى الأسرة والمدرسة طبعًا، فهو يلعب دورًا مهما في تنمية وبلورة اتجاه الطفل نحو جميع القضايا الحياتية الخاصة بالفرد ذاته، وبعلاقة الفرد بالجماعة.

مقالات متعلقة

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية