الاتحاد الأوروبي وكندا بعد الولايات المتحدة.. مؤتمر اللاجئين يواجه رفضًا دوليًا

  • 2020/11/10
  • 5:01 م

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد (DW)

أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه حضور مؤتمر دمشق للاجئين، المقرر عقده في 11 و12 من تشرين الثاني الحالي.

وتلقى عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والممثل الأعلى له، دعوة لحضور مؤتمر حول موضوع عودة اللاجئين، قبل أن يرفضوها بحسب بيان صادر عن الاتحاد اليوم، الثلاثاء 10 من تشرين الثاني.

واعتبر الاتحاد أن المؤتمر سابق لأوانه، إذ يرى أن الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والنازحين داخليًا إلى مناطقهم الأصلية.

وذكر الاتحاد أنه في حين أن قرار العودة يجب أن يكون دائمًا قرارًا فرديًا، لا تصلح الظروف في سوريا، في الوقت الحالي، لتشجيع العودة الطوعية على نطاق واسع، في ظروف آمنة وكرامة تتماشى مع القانون الدولي.

وأضاف أن عمليات العودة المحدودة التي حدثت، توضح العديد من العقبات والتهديدات التي لا تزال تواجه عودة النازحين واللاجئين، ولا سيما التجنيد الإجباري والاحتجاز العشوائي والاختفاء القسري والتعذيب والعنف الجسدي والجنسي والتمييز في الحصول على السكن والأرض والممتلكات، بالإضافة إلى ضعف الخدمات الأساسية أو عدم وجودها.

وأكد الاتحاد على أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254” يحدد إطار العمل للحل السياسي الشامل والمستدام للنزاع السوري، ومعالجة الأسباب الكامنة للنزاع وأزمة اللاجئين والنزوح الداخلي.

ودعت النظام السوري وحلفائه للمشاركة بشكل كامل و”بحسن نية” في عمل اللجنة الدستورية، وفي جميع القضايا الأخرى الواردة في قرار مجلس الأمن رقم “2254”، ولا سيما إطلاق سراح المعتقلين.

كما انضمت كندا إلى الدول الرافضة حضور مؤتمر اللاجئين في دمشق.

وذكر حساب “Canada and Syria” التابع للحكومة الكندية في تغريدة عبر “تويتر” اليوم، أن كندا لن تحضر مؤتمر اللاجئين الذي تستضيفه كلًا من روسيا وسوريا في دمشق.

وأضاف الحساب أن كندا تدعم عودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكرمية، وشروط هذه العودة غير موجودة في سوريا.

جهات قانونية تعلق

وردت “هيئة القانونيين السوريين” على دعوة النظام السوري لعقد مؤتمر اللاجئين، أمس، الاثنين 10 من تشرين الثاني، في بيان عبر صفحتها في “فيس بوك”.

واعتبرت الهيئة، في البيان، أن النظام الروسي يسعى من خلال عودة بعض السوريين “لإظهار الأمر في سوريا وكأن الحرب انتهت، وأصبح نظام الحكم ديموقراطيًا”.

وذكرت أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود البيئة الآمنة والمستقرة وبضمانات أممية، وليس بضمانات روسية، وهي طرف أساسي في الحرب السورية، شاكرة الدول الرافضة للمؤتمر وحضوره.

دول رافضة

وكانت الولايات المتحدة دعت إلى مقاطعة دولية للمؤتمر الروسي، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي جرى عبر الإنترنت، في 27 من تشرين الأول الماضي.

وقال نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، إنه “من غير المناسب تمامًا أن تشرف موسكو، التي تدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، على عودة اللاجئين”، محذرًا من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين “على نطاق واسع”، وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار.

اقرأ أيضًا: مؤتمر “دمشق”.. مساعٍ روسية تضغط على اللاجئين في الجوار

بينما انتقد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ما وصفه بـ”التحيز ضد سوريا” والجهود المبذولة “لتشويه سمعة هذه المبادرة الإنسانية”، بحسب تعبيره.

وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيرا، إن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يجب أن تأخذ زمام المبادرة في إعادة اللاجئين السوريين، وأضاف أن باريس “ستعارض أي محاولة لتسييس موضوع عودة اللاجئين”.

وصرح ريفيرا للمجلس بأن “شروط العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين لم تتحقق بعد”، وأكد أن عودة اللاجئين “لن تتم إلا في حال حدوث العملية السياسية الموثوقة، ولا يمكن لأي مؤتمر أن يحقق ذلك”.

بدوره، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الذي التقى بوزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ومسؤولين آخرين في دمشق، في 25 من تشرين الأول الماضي، إلى “جهد جاد وتعاوني” لمعالجة “العودة الآمنة والكريمة والمستنيرة والطوعية”.

وتعود دفعات محدودة من اللاجئين في لبنان إلى سوريا، بالتزامن مع تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين، وحملات رسمية وشعبية تنادي بعودتهم، إلى جانب تضييقات أمنية وحقوقية تجاههم.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا