أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير صادر اليوم، الاثنين 9 من تشرين الثاني، عرض صورة قاتل المدرس الفرنسي صامويل باتي، التي رُفعت في إحدى المظاهرات المستنكرة للرسومات المسيئة للنبي محمد في مدينتي إدلب والرقة.
ونددت الشبكة بـ”التنظيمات المتطرفة” التي رفعت صورة القاتل عبد الله أنزوروف، الذي ذبح المدرس باتي، في 16 من تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى ضرورة فضح المتطرفين وداعميهم، وتقوية المجتمع من التنظيمات المتطرفة والنظام السوري.
ورُفعت اللافتات في ثلاث مظاهرات بمدينة إدلب، منها اثنتان دعت إليهما هيئات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، في 30 من تشرين الأول الماضي، للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي، بحسب التقرير.
وجاءت هذه المظاهرات ضمن حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسية بعد تصريحات للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يدافع فيها عن الرسوم المسيئة، ومنح الشباب الفرنسي كل الفرص التي تسمح بها الجمهورية من دون أي تمييز، بحسب تعبيره.
وكُتب على إحدى اللافتات في المظاهرات التي رفعت صورة القاتل “سكين أنزوروف قطعت رأس من أساء إلى رسول الله وجيوشكم لا تقدر إلا على قطع طريق الضعفاء”، بحسب صور نشرتها حينها وكالة “فرانس برس”.
مسببات العنف في المجتمع السوري
وبحسب تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فإن العنف في المجتمع السوري يعود إلى أربعة مسببات رئيسة تتجسد بـ:
- ممارسات الأنظمة التسلطية، التي تؤدي إلى تداعيات سلبية خطيرة على المستوى السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي.
- ظهور حالة من العدمية والمظلومية بين صفوف المجتمع السوري إثر انتهاكات النظام السوري الوحشية من جهة، وعدم تدخل المجتمع الدولي لفرض حماية للمدنيين من جهة أخرى.
- يشكل الحراك الشعبي السلمي الذي طالب بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، تهديدًا للأنظمة الدكتاتورية التوتاليتارية، وفي مقدمتها النظام السوري، وللتنظيمات المتطرفة، وكلاهما يعمل على إضعاف المجتمع وتهديده وإرهابه من أجل إخضاعه والسيطرة عليه.
- يستفيد النظام السوري من خلق ظروف مواتية لظهور التنظيمات المتطرفة، كي يبرر عنفه الوحشي، وبأنه يقتل إرهابيين، ومن جهتها تستفيد التنظيمات المتطرفة من عنف النظام السوري، وتستخدم النصوص الدينية، مستغلة جهل الكثيرين، وتحشد الشباب للانضمام إلى صفوفها وتبني أيديولوجيتها المتطرفة.
وأشار التقرير إلى أن التنظيمات المتطرفة استفادت من منصات التواصل الاجتماعي في التسويق والترويج لطموحاتها وأفكارها، وأشار إلى انضمام كثير من الشباب غير المتدين إلى هذه التنظيمات، مؤكدًا أن آلة النظام القمعية وانعدام الأفق الاقتصادي والسياسي دفع بعض السوريين وغير السوريين للانضمام إلى هذه التنظيمات المتطرفة.
وأدان التقرير رفع صورة أنزوروف، واعتبره يمثل انتهاكًا لحقوق المجتمع السوري، ومحاولة لفرض رموز وأجندة متطرفة عليه، عبر القوة المسلحة والتهديد والإرهاب، كما أدان جميع العمليات الإرهابية التي تمارسها التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك نشر الأيديولوجيا المتطرفة.
وندد التقرير بمحاولات نشر ما وصفها بـ”التنظيمات المتطرفة” أيديولوجيتها وعملها الحثيث على تعريب المجتمع، وعزله عن ثقافته وتدينه، ليسهل عليها ضم أكبر عدد من الشباب لصفوفها، بالارتكاز على المظلومية الناتجة عن ارتكاب النظام السوري جرائم ضد الإنسانية مع انعدام الأفق الاقتصادي والسياسي.
ودعا إلى فهم الأسباب التي تنشر الظواهر والممارسات العنيفة، لمكافحتها وبترها من جذورها.
كما طالب التقرير المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعمل جديًا على تحقيق الانتقال السياسي للتخلص من النظام السوري والتنظيمات المتطرفة التي تعتبر الديمقراطية كفرًا، وأوصى بوضع جدول زمني لتحقيق هذا الانتقال، لأن تركه مفتوحًا يعني مزيدًا من انتشار الفكر المتطرف، وبالتالي مزيدًا من انتشار التطرف والعنف والإرهاب.
وأوصت “الشبكة” بتعزيز قوة المجتمع السوري، عبر بذل مزيد من المساعدة الإغاثية بما في ذلك التعليم والصحة ودعم المنظمات السورية المحلية العاملة في مجال التوعية، والمواطنة، وإعادة التأهيل النفسي، واستهداف جميع التنظيمات الإرهابية بمختلف توجهاتها الطائفية أو العرقية.
–