امرأة في الأخبار
تحب الكرد وتكره الأسد.. كامالا هاريس نائبة بايدن التي دعت إلى هجوم ضد النظام السوري
فازت السيناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس، بمنصب نائب الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وثالث مرشحة في المنصب بعد جيرالدين فيرارو في عام 1984، وسارة بالين في عام 2008، اللتين لم تنجحا.
وغيّرت هاريس، فور إعلان النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية، السبت 7 من تشرين الثاني، تعريفها على حسابها في “تويتر” إلى نائبة الرئيس المنتخب، وقالت، “ينتظرنا الكثير من العمل وسنبدأ به حالًا”.
ونشرت هاريس مقطع فيديو قصيرًا عبر حسابها في “تويتر” تظهر فيه وهي تهنئ بايدن عبر الهاتف بفوزه بالرئاسة.
We did it, @JoeBiden. pic.twitter.com/oCgeylsjB4
— Kamala Harris (@KamalaHarris) November 7, 2020
ثلاثة مواقف تحدد سياستها تجاه سوريا
في 6 من نيسان 2017، أصدرت السيناتور هاريس بيانًا للمطالبة بعمل عسكري أمريكي في سوريا، وذلك بعد هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على مدينة خان شيخون بريف إدلب.
وقال هاريس في بيانها، “الرئيس السوري بشار الأسد هاجم المدنيين الأبرياء بشراسة، بمن فيهم عشرات الأطفال الذين ماتوا اختناقًا بالأسلحة الكيماوية. وهذا الهجوم يعزز الحقيقة الواضحة بأن الرئيس الأسد ليس فقط دكتاتورًا لا يرحم، ويعامل شعبه بوحشية، بل إنه مجرم حرب لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله”.
الموقف الثاني لهاريس كان في تشرين الأول عام 2019، حين انتقدت قرار الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرة أنه “أعطى تركيا الضوء الأخضر لشن هجوم عسكري ضد الأكراد السوريين”، وذلك حين أطلقت تركيا عملية “نبع السلام” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شرق الفرات.
وفي إحدى مناظراتها بعد اختيارها نائبة لبايدن، انتقدت هاريس موقف ترامب “المتذبذب” بدعم الكرد في سوريا، واعتبرته “من الأمور المخزية التي شوّهت صورة الولايات المتحدة على المسرح الدولي”.
أما الموقف الثالث، فكان في آب 2019، حين تعرضت في مناظرة رئاسية لانتقاد من عضو الكونغرس عن هاواي تولسي غابارد، بسبب سجلها كمدعية عامة، ليأتي رد هاريس بوصف غابارد بأنها “مدافعة عن الدكتاتور السوري بشار الأسد”.
من كامالا هاريس؟
كمالا ديفي هاريس من مواليد 20 من تشرين الأول 1964، وتبلغ من العمر 55 عامًا. وُلدت في أوكلاند بولاية كاليفورنيا لأبوين مهاجرين، من أم هندية وأب جامايكي.
وكان والدها دونالد خبيرًا اقتصاديًا، يدرس في جامعة “ستانفورد” العريقة، وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل أساسي في كنف والدتها شيامالا غوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.
عاشت كامالا في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا أيضًا، عندما عملت والدتها في التدريس بجامعة “ماكجيل”، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا بمدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات.
ثم التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة “هَوارد”، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها ذوو البشرة السمراء تاريخيًا في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها، وأسهمت في بنائها وتكوينها.
وتقول هاريس إنها دائمًا كانت منسجمة مع هويتها العرقية، وتصف نفسها ببساطة بأنها “أمريكية”.
بين مجلس الشيوخ والادعاء العام
بعد قضائها أربع سنوات في “هوارد”، انتقلت هاريس للحصول على شهادة عليا في القانون من جامعة “كاليفورنيا”، وبدأت حياتها المهنية لاحقًا في دائرة الادعاء العام بمقاطعة ألاميدا.
وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة، وفي عام 2003، صارت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن تُنتخب كأول امرأة وأول شخص أسمر يعمل مدعيًا عامًا لولاية كاليفورنيا، وأكبر محامٍ ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولايات الأمريكية كثافة.
في عام 2012، ألقت هاريس خطابًا “لا يُنسى” في “المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي”، ما رفع مكانتها الوطنية، وبعد عامين تزوجت من المحامي دوغلاس إمهوف.
تعتبر على نطاق واسع نجمة صاعدة داخل الحزب “الديمقراطي”، وجُندت للترشح لمقعد مجلس الشيوخ الأمريكي الذي تشغله باربرا بوكسر.
في أوائل عام 2015، أعلنت هاريس ترشحها، وفي أثناء الحملة الانتخابية، دعت إلى إصلاحات الهجرة والعدالة الجنائية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وحماية الحقوق الإنجابية للمرأة، وفازت بسهولة في انتخابات عام 2016.
وخلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب “الديمقراطي”، واستخدمت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.
تطلعاتها إلى البيت الأبيض
بعد ذلك بوقت قصير، أعلنت هاريس أنها تسعى للحصول على ترشيح الحزب “الديمقراطي” للرئاسة عام 2020.
وعندما أطلقت هاريس حملة ترشحها لمنصب الرئيس، في بداية عام 2019، بحضور حشد زاد عدده على 20 ألف شخص في أوكلاند، كاليفورنيا، قوبل عرضها لعام 2020 بحماسة أولية.
منذ البداية، كان يُنظر إليها على أنها واحدة من المتنافسين الرئيسين، ولفتت الانتباه بشكل خاص، خلال مناظرة أولية، وكان لها تبادل مثير للجدل مع زميلها المرشح جو بايدن بسبب معارضته للحافلات المدرسية في السبعينيات والثمانينيات، من بين موضوعات أخرى متعلقة بالعرق.
على الرغم من زيادة دعم هاريس في البداية، فإن حملتها كانت في مشكلة خطيرة بحلول أيلول 2019، وفي كانون الأول انسحبت من السباق.
واصلت الحفاظ على مكانتها المرموقة، ولا سيما أنها من المدافعين الرئيسين عن إصلاح العدالة الاجتماعية بعد وفاة جورج فلويد في أيار الماضي، وهو أمريكي من أصل إفريقي قُتل على يد الشرطة.
وفي 19 من آب الماضي، قبلت هاريس ترشيح حزبها لمنصب نائب الرئيس في الليلة الثالثة للمؤتمر الافتراضي للحزب “الديمقراطي”.
واعتبرت هاريس، أول امرأة سمراء وأول أمريكية آسيوية تنضم إلى بطاقة رئاسية لحزب كبير، أن هذه الانتخابات الرئاسية كانت “فرصة لتغيير مجرى التاريخ”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :