تتصاعد وتيرة الاتهامات بين أذربيجان وأرمينيا حول مشاركة مقاتلين سوريين في المعارك الدائرة بإقليم “كاراباخ” المتنازع عليه بين الدولتين.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن لجنة التحقيق الأرمنية، الجمعة 6 من تشرين الثاني، أن ثلاثة سوريين وُضعوا على قائمة المطلوبين في أرمينيا بتهمة الضلوع في “الإرهاب الدولي والارتزاق”.
وبحسب “تاس”، فإن وكالات التحقيق الأرمينية أثبتت أن السوريين الثلاثة كانوا يقاتلون في منطقة “كاراباخ” المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.
وتقدمت لجنة التحقيق بطلب للمحكمة لاعتقال السوريين، وقالت إن أسماءهم: “أبو صطيف الهنداوي”، و”أبو أحمد الطيبي”، و”أبو دياب حلبي”.
وسبق لأرمينيا أن أعلنت أمس، الجمعة، اعتقالها مقاتلين سوريين واستجوابهما.
وقال موقع “المصدر” الموالي للنظام السوري، إن نائب رئيس البرلمان الأرميني، ألين سيمونيان، أبدى استعداد بلاده لتقديم المقاتلين الأجانب الذين أسروا في منطقة “كاراباخ” إلى سفراء دولهم.
وقال سيمونيان، إن أرمينيا مستعدة لمنح أي سفير فرصة للتواصل مع من وصفهم بـ”الإرهابيين” الذين أُسروا خلال المعارك، متعهدًا بتنظيم سبل التواصل.
واعتبر المسؤول الأرميني أن “كاراباخ” أصبحت بوابة يحاول “الإرهابيون”من خلالها الوصول إلى مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك روسيا.
في المقابل، ذكرت وكالة “الأناضول” التركية اليوم، السبت 7 من تشرين الثاني، أنه جرى العثور على وثائق تؤكد توطين سوريين أرمن في إقليم “كاراباخ” بمدينة زنغلان الأذربيجانية التي سيطرت عليها، دون ذكر الجهة التي عثرت على هذه الوثائق.
وبحسب “الأناضول”، فإن الوثائق تحمل أسماء سوريين أرمن، ونُسخًا عن جوازات سفر، عُثر عليها في مدينة زنغلان في أثناء عملية تفتيش داخل مبنى للمخابرات الأرمينية.
وقالت إن الوثائق حوت على 60 اسمًا لسوريين أرمن (19 عائلة)، جرى “توطينهم بشكل غير شرعي” في مدينة زنغلان، خلال فترة سيطرة القوات الأرمينية على المدينة.
ووثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إرسال تركيا ما يزيد على ألفي مقاتل سوري للمشاركة في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان بإقليم “كاراباخ” المتنازع عليه بين البلدين، خلال أيلول الماضي، بينهم مدنيون لم يسبق لهم الانخراط في عمليات عسكرية سابقًا.
وبيّن تقرير أصدرته المنظمة، في 2 من تشرين الثاني الحالي، أن المقاتلين نُقلوا على دفعات، عبر الأراضي التركية، بدءًا من النصف الثاني من أيلول الماضي، للقتال كمرتزقة إلى جانب الحكومة الأذربيجانية.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء المقاتلين ينقسمون بين من سبق لهم المشاركة في القتال عبر صفوف “الجيش الوطني السوري”، وآخرين مدنيين توجهوا للقتال بسبب أوضاعهم الاقتصادية السيئة، بعد أن حصلوا على رواتب مغرية تتراوح بين 1400 وثلاثة آلاف دولار أمريكي
وأخذ الحديث عن إرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى أذربيجان بعدًا دوليًا بعد تداول وسائل إعلام أنباء تفيد بإرسال أربعة آلاف مقاتل سوري إلى أذربيجان للقتال ضد أرمينيا
ونفى الرئيس التركي، رجب طيب أدروغان، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية”، في 14 من تشرين الأول الماضي، إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.
وقال أردوغان، حينها، “يقولون إننا أرسلنا سوريين إلى أذربيجان، السوريون لديهم ما يقومون به في بلادهم، لا يذهبون إلى هناك (أي أذربيجان)”.
كما نفى الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، بحسب موقع “هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC) نقل مقاتلين من سوريا إلى أذربيجان.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط والدول الإفريقية، ميخائيل بوغدانوف، في 19 من تشرين الأول الماضي، إن روسيا تثير باستمرار خلال اتصالاتها مع تركيا مسألة مشاركة “مرتزقة” من سوريا وليبيا في المعارك التي تدور بمنطقة “كاراباخ”.
كما قال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي الخاص بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إن موسكو لديها معلومات استخباراتية تؤكد وجود مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب القوات الأذربيجانية في الحرب الدائرة ضد أرمينيا، منذ 26 من أيلول الماضي.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي نعوا سوريين، في 2 من تشرين الأول الماضي، كانوا شاركوا في المعارك الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا.
واندلعت اشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، في 26 من أيلول الماضي، على خلفية النزاع حول إقليم “كاراباخ” بينهما.
–