عروة قنواتي
مع انقضاء عدد لا بأس به من جولات المسابقات المحلية الأوروبية، وانتهاء مرحلة الذهاب من دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، دخلت الصحف الرياضية في العالم موسمها المميز باصطياد الأسماء التدريبية المهمة التي لم تقدم جديدًا على مستوى الجولات الماضية، إضافة إلى نتائجها أيضًا في الموسم الماضي وكم من المكاسب حقق هذا المدرب وأين سقط ذاك، ومَن يخلف مَن في الإدارة الفنية، أيًا كان نوع وشكل ولون الفريق وكيفما بدا ترتيب المسابقة.
لنتفق أولًا بأن جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) ألحقت بالأندية الكبرى والمتوسطة أيضًا أضرارًا بالجملة، وأفرغت خزائن الأندية بشكل أو بآخر ، بينما وضعت بعض الأندية (التي اعتادت على الصفقات القياسية) على المحك كما يجري حاليًا في برشلونة، الذي وصل إلى زمن لا يستطيع فيه استقدام صفقة إلا ليبيع لاعبًا من الفريق الأول أو عددًا من اللاعبين الشباب.
لنتفق أيضًا على أن بقاء الملاعب من دون حضور جماهيري ضرب عمق الأداء في نفوس اللاعبين، مهما كانت قدرة اللاعب الفنية ومهارته.
صحيح أن أندية كبرى لا تزال متماسكة، وتقدم الأداء الهجومي والمنافس بشكل متزن، وتتربع على عرش الصدارة في مسابقات عدة، كبايرن ميونيخ الألماني مثلًا، إلا أن المثال يبدو فريدًا أمام ما جرى في كثير من المسابقات الأوروبية المحلية.
فمن غير الطبيعي وبحسب المواسم الخمسة الأخيرة في كل بلد أوروبي تُعرف بطولاته بالأكبر دوليًا، أن تشاهد برشلونة في الترتيب الـ12 بعد انقضاء ثماني جولات، والمان سيتي في المركز الـ11 واليونايتد في الـ15 مع دخول الجولة الثامنة، وإنتر ميلان في المركز السادس ولاتسيو في العاشر مع دخول الجولة السابعة.
الآن، وحسب هذه التعريفات السريعة للمشهد الكروي الأوروبي، أصبح من الطبيعي والمعتاد أن نسمع ونقرأ حول بحث إدارة المان يونايتد عن بديل للمدرب سولشاير، وسط طرح عديد الأسماء التي يمكن لها قيادة دفة اليونايتد فنيًا، هذا الأمر قد لا يتم إسقاطه على بيب غوارديولا مدرب المان سيتي، ولكن النتائج الحالية والخروج صفر اليدين مجددًا من دوري أبطال أوروبا ينذر برحيله عن الفريق بعد سنوات ومواسم من المحاولة والفشل على الصعيد الأوروبي.
أنتونيو كونتي في إنتر ميلان يبدو أن أوراق اعتماده ستكون على المحك أيضًا خلال الجولات المقبلة بعد النتائج المثيرة للاستغراب في دوري الأبطال وفي الدوري الإيطالي.
لن نحكم بشكل سريع على الجولات المقبلة في مسابقات ومباريات بعض الفرق المهمة، لكن الموقف المتأرجح في النتائج أيضًا للنادي الملكي قد يعطي إشارة إسعافية إن لم يكن هناك تقدم على مستوى دوري أبطال أوروبا، زيدان ليس مطالبًا بالرحيل، لكن إن لم يتأهل إلى الأدوار الإقصائية في “الشامبيونز ليغ” سيكون قريبًا من باب الخروج أيضًا.
إذًا، وحتى نهاية مرحلة الذهاب في كل دوري وبطولة محلية أوروبية من المسابقات الخمس الكبرى، ستكون اللقطة مثيرة للغاية، وستعرف أسماء تدريبية أكبر تتجه للخروج من الباب الضيق ولربما قبل نهاية مرحلة الذهاب.