فاز مرشح الحزب “الديمقراطي”، جوزيف بايدن، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد معركة انتخابية مع منافسه ممثل الحزب “الجمهوري”، دونالد ترامب، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية.
وحسم بايدن الرئاسة لمصلحته، بعد فوزه بأصوات ولاية بنسلفانيا، ليكمل 284 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، بينما حصل منافسه الرئيس الحالي ترامب على 214 صوتًا.
وتعد هذه النتائج الأولية لعملية التصويت، إذ يستمر الفرز في ولايات نيفادا وجورجيا ونورث كارولينا وألاسكا.
وبحسب الدستور الأمريكي يفوز برئاسة الولايات المتحدة من يجمع 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي.
والمجمع الانتخابي، هو هيئة انتخابية مهمتها انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونائبه، وهي الدولة الوحيدة التي يوجد بها هذا النوع من الاقتراع غير المباشر وذلك بحسب دستور البلاد.
وبدلًا من التصويت المباشر لمصلحة الرئيس من المنتخبين، يصوت لمصلحة ناخبي هذا المجمع، وبدوره يختار المجمع من سيحكم البلاد.
وكان ترامب ألمح عدة مرات إلى أنه قد لا يقبل بنتائج انتخابات 2020، وقال في آخر تغريداته عبر “تويتر” اليوم، إنه فاز في الانتخابات بـ”فارق شاسع”.
I WON THIS ELECTION, BY A LOT!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 7, 2020
وسبق للرئيس ترامب أن أظهر عدم الالتزام هذا في انتخابات 2016، لكنّ تأخر النتائج في العام الحالي منح الرئيس الأمريكي مجالًا أوسع للزعم بأنه لا يمكن الثقة بنتائج الانتخابات، أو حتى إعلان الفوز قبل أن يجري فرز عدد كافٍ من الأصوات.
وتقول حملة جو بايدن إن محاميها جاهزون لدخول معركة قضائية ضد ترامب إذا رفض تسليم السلطة لبايدن في حال فوزه بالانتخابات.
وتنظر المحكمة العليا في الولايات المتحدة في هذه القضايا، وهي أكبر سلطة قضائية في البلاد.
من هو جو بايدن؟
اسمه الكامل جوزيف روبينيت بايدن الابن، ولد في 20 من تشرين الثاني 1942 في سكرانتون، بولاية بنسلفانيا.
كان نائبًا لرئيس الولايات المتحدة في الفترة من عام 2009 إلى مطلع 2017 في أثناء حكم الرئيس باراك أوباما.
عاش في بنسلفانيا عشر سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ديلاوير، ليصبح محاميًا في عام 1969.
مثّل الحزب “الديمقراطي” عن ولاية ديلاوير كسيناتور من عام 1973 حتى أصبح نائب الرئيس في عام 2009.
وانتخب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970، وانتخب أول مرة لمجلس الشيوخ في عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة.
أُعيد انتخاب بايدن في مجلس الشيوخ ست مرات، وكان رابع أكبر عضو في مجلس الشيوخ عندما استقال ليتولى منصب نائب الرئيس في عام 2009.
عارض حرب الخليج عام 1991، لكنه دعا إلى تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في حرب البوسنة في عامي 1994 و1995.
صوت لمصلحة قرار شن عملية عسكرية في العراق عام 2002، وعارض زيادة القوات الأمريكية فيها عام 2007.
سعى بايدن إلى الترشح عن الحزب “الديمقراطي” للرئاسة في عام 1988 وفي عام 2008، وفشل في المرتين.
اختاره باراك أوباما ليكون زميله في السباق الرئاسي عام 2008 الذي فاز به، وأصبح بايدن أول كاثوليكي وأول شخص من ديلاوير يصبح نائب رئيس الولايات المتحدة.
في تشرين الأول 2015، وبعد أشهر من التكهنات، اختار بايدن عدم الترشح لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2016، وفي تشرين الثاني 2016، لم يستبعد احتمال ترشحه للرئاسة عام 2020.
وعاد في 13 من كانون الثاني 2017، ليؤكد أنه لن يترشح، إلا أنه تراجع عن هذا بعد أربعة أيام فقط، ولم يستبعد مجددًا عملية ترشحه.
منحه أوباما وسام الحرية الرئاسي. وبعد أن ترك بايدن المنصب، عمل أستاذًا في جامعة “بنسلفانيا”.
سياسة بايدن في سوريا
تناول تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 4 من أيلول الماضي، السياسة الواجب على المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب “الديمقراطي”، جو بايدن، اتباعها في سوريا.
وذكر التقرير بعنوان “على بايدن أن يصلح أكبر فشل في السياسة الخارجية لأوباما”، أن المرشح الرئاسي سيرث مسؤولية إصلاح نهج الولايات المتحدة تجاه سوريا، الذي فشل “فشلًا ذريعًا” منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
وقالت الصحيفة إن حملة بايدن الانتخابية وعدت بزيادة المشاركة الأمريكية في سوريا، وزيادة الضغط على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتوفير العدالة والأمان للشعب السوري، لكن هذه الوعود سمع بها السوريون منذ عقد من الولايات المتحدة ولم يتم الوفاء بها.
وأضافت أن تعليقات بايدن العلنية حول سوريا كانت نادرة، وكان قد أشار إلى نيته إبقاء وجود “صغير” للقوات الأمريكية في سوريا، في حال انتخابه.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن ستعيد الانخراط في سوريا دبلوماسيًا، وستزيد الضغط على الأسد، وتمنع الدعم الأمريكي لإعادة إعمار سوريا حتى يوافق رئيس النظام على وقف “الأعمال الوحشية” التي يرتكبها.
ونقلت الصحيفة عن مستشار السياسة الخارجية لبايدن، توني بلينكين، قوله إن “الولايات المتحدة فشلت في منع الخسائر المأساوية في الأرواح وكذلك الملايين من الأشخاص الذين تحولوا إلى لاجئين أو نازحين داخليًا، الأمر الذي تعمل عليه حملة بايدن، وستأخذه بعين الاعتبار في حال الفوز بالانتخابات”.
وأضاف بلينكين، بحسب الصحيفة، أن “قانون (قيصر) أداة مهمة للغاية” لمحاولة الحد من قدرة نظام الأسد على تمويل عنفه والضغط عليه لتغيير سلوكه.
ما هو حفل تنصيب الرئيس الأمريكي؟
حفل تنصيب الرئيس الأمريكي هو مراسم يشارك فيها الرئيس المنتخب والرئيس المنتهية ولايته لتسليم السلطة بعد إقرار فوز الرئيس المنتخب.
وحفل التنصيب عادة ما يكون في 20 من كانون الثاني، بعد كل جولة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو يوم حدده الدستور الأمريكي، الذي صدق عليه في عام 1933.
وإذا صادف يوم 20 من كانون الثاني يوم الأحد، وهو عطلة رسمية، تنقل المراسم إلى الاثنين 21 من كانون الثاني، وهذا لن يحصل هذه المرة.
وحضور حفل التنصيب إلزامي لكل من الرئيس المنتخب والرئيس المنتهية ولايته بموجب دستور الولايات المتحدة الأمريكية، ويعقد خارج مبنى “الكابيتول” في العاصمة واشنطن، الذي تعقد فيه اجتماعات الكونجرس.
وتشارك معظم قطاعات الأمن الأمريكية في تأمين حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، أبرزها جهاز الحماية السرية الرئاسي، وجهاز الأمن القومي، وجهاز الحماية الفدرالية، والأفرع الخمسة للقوات المسلحة الأمريكية، وشركة “الكابيتول”، وجهاز شرطة الحدائق الأمريكي، وجهاز شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، بالإضافة إلى أجهزة الأمن الفدرالية، وهذا ما حدث خلال تنصيب الرئيس ترامب في مطلع 2017.
وتوجد فترة انتقالية قصيرة بعد الانتخابات، تسمح للرئيس الجديد باختيار أعضاء حكومته، ويؤدي الرئيس الجديد (أو الذي يتولى الرئاسة للمرة الثانية) اليمين الدستورية في حفل التنصيب.
وعقب أداء المراسم في الكونجرس، يعود الرئيس إلى البيت الأبيض في موكب لبدء فترة رئاسة مدتها أربع سنوات.
–