تشكيل موحد في درعا لاستبدال “اللجان المركزية”.. هل يبعد إيران عن الجنوب؟

  • 2020/11/06
  • 1:01 م
اجتماع اللجان المركزية في بلدة الأشعري بريف درعا الغربي - 5 تشرين الثاني 2020 (متداول)

اجتماع اللجان المركزية في بلدة الأشعري بريف درعا الغربي - 5 تشرين الثاني 2020 (متداول)

اجتمع ممثلون عن “اللجان المركزية” في درعا مع بعض الوجهاء وقادة “الفيلق الخامس”، الخميس 5 من تشرين الثاني، في بلدة الأشعري بريف درعا الغربي للتشاور بشأن تشكيل لجنة موحدة لتمثيل المحافظة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الاجتماع ضم كلًا من العقيد نسيم أبو عرة، والقيادي “أبو علي مصطفى” ممثلين عن “الفيلق الخامس”، المدعوم روسيًا، و”أبو منذر الدهني”، والمحامي عدنان مسالمة، ممثلين عن لجنة درعا البلد، بالإضافة إلى القيادي “أبو مرشد البردان”، وخلدون الزعبي، والشيخ أحمد بقيرات، ممثلين عن المنطقة الغربية.

ووصف أحد أعضاء “اللجنة المركزية” من المنطقة الغربية (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي، الاجتماع بـ”التحضيري والتشاوري لتشكيل جسم موحد لمناطق درعا كافة”، وأن البيان الرسمي للإعلان عن التشكيل سيكون قريبًا.

وسبق أن تحدث قائد “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، أحمد العودة، عن تشكيل “جيش واحد” لمنطقة حوران بدرعا، وذلك خلال كلمة ألقاها، في 23 من حزيران الماضي، خلال تعزية وفود من حوران بقتلى التفجير الذي تعرضت له حافلة مبيت تابعة لـ”الفيلق”.

وقال العودة، “قريبًا ستكون حوران جسدًا واحدًا وجسمًا واحدًا وجيشًا واحدًا، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا”.

دمج عسكري ومدني.. لمَ الآن؟

شُكّلت “اللجان المركزية” عقب سيطرة النظام السوري على المحافظة في تموز عام 2018، وكان دورها هو المفاوضة على شروط “التسوية” التي ضمنتها روسيا، ما بين الفصائل المعارضة والنظام السوري.

وتوجد في درعا ثلاث “لجان مركزية”، هي لجنة في الريف الغربي، وأخرى في مدينة درعا (لجنة درعا البلد)، ويغلب عليها الطابع المدني، ولجنة الريف الشرقي، ويغلب عليها الطابع العسكري، والمتمثلة بمدينة بصرى الشام، التي يسيطر عليها “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المشكّل روسيًا، تحت قيادة أحمد العودة.

وبرأي الباحث في معهد “الجامعة الأوروبية” وفي “الجامعة الأوروبية المركزية” وفي معهد “الشرق الأوسط” والمتخصص في ديناميكيات الجنوب السوري عبد الله الجباصيني، فإن محاولة اتحاد اللجان لم تكن الأولى، لأن اللجان عانت منذ تأسيسها من “ضمور” دورها التفاوضي، لكن “رفض بعض أعضاء اللجان المركزية بناء تحالفات مخترقة من قبل روسيا ووضع القرار السياسي في درعا بيد أحمد العودة”، هو ما عاق تشكيلها سابقًا، حسبما قال لعنب بلدي.

وتتفاوض “اللجان المركزية” مع روسيا والنظام السوري بشأن عدد من الملفات، منها إطلاق سراح المعتقلين، وعودة النازحين إلى ديارهم، وعودة المؤسسات الحكومية إلى العمل، وتوفير الخدمات، و”تسوية” أوضاع المنشقين و”الفارين” والمتخلفين عن الخدمة العسكرية من خلال “عملية مصالحة”، ودمج مقاتلي المعارضة في “الفيلق الخامس”، والسماح بعودة موظفي الحكومة إلى وظائفهم، إلا أن الاستجابة من النظام لم تحصل بعد، وسط صعوبات بدمج المقاتلين المعارضين في “الفيلق الخامس”، خاصة في الريف الغربي.

ووصل أعضاء “اللجان المركزية” إلى أن دورهم لن يكون فاعلًا دون ذراع عسكرية، حسبما قال الجباصيني، مشيرًا إلى الواقع العسكري في المنطقة، من الوجود الإيراني وتمدد “حزب الله” اللبناني، كما أن تشكيل اللجنة الموحدة سيعزز من قوة “اللواء الثامن” وشرعيته واستقطابه العديد من مقاتلي المعارضة السابقين، مع المتخلفين و”الفارين” من الخدمة العسكرية، و”من المتوقع أن تحد القوة الجديدة من نشاط إيران في الجنوب السوري بشكل كبير”، حسب تقديره.

وأضاف الباحث السوري أن فرص نجاح اللجنة الجديدة “كبيرة”، “في حال عدم تدخل العامل العشائري”، ولكن التشكيل يرتبط كذلك بموقف الدول المعنية بملف الجنوب السوري وموقفها منه إن كان بالدعم أو الرفض.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا