“والله يا أمي ما كنت بدي أبعتك عالمدرسة، والله كنت بدي خليكي نايمة ما كنت بدي أبعتك”، كلمات واست أم الطفلة ريماس هنداوي نفسها بها، بعد إسعاف ابنتها إلى المستشفى وفقدانها الحياة.
كلمات أم ريماس نقلها ناشطون عبر حساباتهم، وثقوا فيها معاناة الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة التي تتعرض لقصف متكرر خلال الأسبوع الحالي.
ريماس (4 سنوات) كانت من بين أربعة أطفال قُتلوا اليوم، الأربعاء 4 من تشرين الثاني، بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف عدة مدن وقرى في محافظة إدلب.
وأفاد المكتب الإعلامي لـ”الدفاع المدني السوري” عنب بلدي اليوم، أن سبعة مدنيين قُتلوا بينهم أربعة أطفال، وأصيب 17 مدنيًا بينهم طفل وست نساء، بقصف مدفعي مكثّف من قوات النظام استهدف عدة مدن وقرى في محافظة إدلب.
ونشر “الدفاع المدني” مقاطع عمليات إسعاف وإخلاء الجرحى.
وأوضح المكتب الإعلامي لـ”الدفاع المدني” حصيلة القصف والضحايا كالتالي:
- تعرضت الأحياء السكنية والطرقات في مدينة أريحا جنوبي إدلب لقصف بـ40 قذيفة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفلة عمرها أربع سنوات، وإصابة ثمانية مدنيين آخرين بجروح، بينهم طفل وأربع نساء.
- وأُصيب مدني بقصف مماثل على بلدة إحسم بجبل الزاوية جنوبي إدلب، كما كثّفت قوات النظام قصفها على قرى وبلدات مرعيان وبلشون وشنان ودير سنبل والبارة وبليون بجبل الزاوية.
- واُستهدفت أحياء مدينة إدلب بأكثر من 20 قذيفة، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة ثمانية مدنيين بينهم امرأتان، وتركز القصف على حي الشيخ تلت والمنطقة الصناعية والثانوية الشرعية ومدرسة صلاح الدين.
- وقُتل طفلان في بلدة كفريا شمال شرقي مدينة إدلب بقصف من قوات النظام استهدف منازل المدنيين في القرية، وتعرضت أراضي المنطقة الواصلة بين مدينة بنش وبلدة الفوعة شرقي إدلب للقصف.
وتعرضت فرق “الدفاع المدني” للاستهداف من قبل قوات النظام في مدينة إدلب خلال عمليات الإخلاء وإسعاف الجرحى.
وكان مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية لـ”الدفاع المدني”، محمد حمادي، قال لعنب بلدي صباح اليوم، إن ثلاثة مدنيين قُتلوا بينهم طفلة وأُصيب ستة آخرون، نتيجة استهدف منازل المدنيين وطرقات رئيسة في مدينة أريحا بـ35 قذيفة مدفعية من العيار الثقيل.
“تحرير الشام” تتحدث عن رد
وقال المتحدث العسكري في “تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، في بيان حصلت عنب بلدي على نسخة منه، إن فوج المدفعية والصواريخ في “تحرير الشام” شن حملة قصف على مواقع النظام، ردًا على قصف المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة.
وبحسب “أبو خالد الشامي”، قُتل ضابط روسي وعناصر وضباط من “الفرقة 25” المعروفة باسم “قوات النمر”، وجُرح عناصر آخرون.
ونشرت وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام” صورًا لاستهداف مناطق النظام بالصواريخ.
https://twitter.com/twi0034/status/1323958404768059393
استهدافات سابقة
وكانت قوات النظام صعّدت قصفها على محافظة إدلب واستهداف المدنيين خلال الأيام الخمسة الماضية، وقُتل بقصف النظام لأريحا وجبل الزاوية، في 27 و28 من تشرين الأول الماضي، ستة مدنيين وأُصيب عشرة آخرون.
وقُتل مدني وأُصيب خمسة آخرون بينهم أطفال، الاثنين الماضي، نتيجة إلقاء طائرة استطلاع مسيّرة مجهولة الهوية ألغامًا من نوع “pom-2” على مزرعة مأهولة بالمدنيين قرب قرية الشيخ بحر غربي إدلب.
واستهدفت قوات النظام ورشة لقطاف الزيتون بين قريتي دير سنبل واحسم في جبل الزاوية، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو” الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الماضي، ونص على إنشاء “ممر آمن” على طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4).
وتضمّن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق، بين قريتي ترنبة غربي سراقب (شرقي إدلب) وعين حور بريف إدلب الغربي، على أن تكون المناطق الجنوبية لطريق “M4” من الممر الآمن تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.
ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا” 3174 خرقًا لوقف إطلاق النار من قبل قوات النظام وروسيا، أدت إلى مقتل 33 مدنيًا، منذ بدء سريان الاتفاق حتى 16 من تشرين الأول الماضي.
ويشمل خرق الاتفاق استهداف مناطق المعارضة بالقذائف المدفعية والصاروخية، والطائرات المسيّرة والطائرات الحربية الروسية، في عدة مناطق بإدلب وحماة وحلب.
–