تصل البضائع السورية من خضار وفواكه وسلع ومنتجات أخرى إلى الأسواق المحلية السعودية، وتتوفر بشكل “شبه دائم” فيها، في حين يعاني مواطنون سوريون في مختلف المدن والمناطق السورية من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة.
إذ يواجهون ارتفاعًا بأسعار المنتجات وانخفاضًا في قدرتهم الشرائية، نتيجة انخفاض قيمة العملة المحلية، ما يمنعهم من الوصول إلى جميع المنتجات المتوفرة بالأسواق.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الثلاثاء 3 من تشرين الثاني، عن “الهيئة العامة للجمارك” السعودية، قولها إن الصادرات السورية تتدفق بسلاسة عبر المنافذ السعودية إلى الأسواق المحلية.
وتدخل الشاحنات القادمة من سوريا إلى السعودية وفقًا للأنظمة والتعليمات المتبعة المتضمنة تطبيق جميع الإجراءات الجمركية كما ينص النظام.
وسجل معبر “الحديثة” الحدودي البري للسعودية مع الأردن، منذ آب 2016 وحتى نهاية آب الماضي، مرور أكثر من 688 شاحنة محملة بالبضائع عبر المنفذ، بينما غادرت من الأراضي السعودية في الفترة ذاتها أكثر من 799 شاحنة، بحسب تصريح “هيئة الجمارك” للصحيفة.
ومعبر “الحديثة” هو المنفذ الحدودي البري للسعودية مع الأردن، ويتبع جغرافيًا لمركز الحديثة التابع لمحافظة القريات في منطقة الجوف بالسعودية.
ولا توجد آلية أو إجراء محدد يتم اتخاذه بشكل خاص للشاحنات السورية، وإنما تطبق عليها الإجراءات الجمركية المتبعة وفق الأنظمة والتعليمات كسائر الشاحنات من الجنسيات الأخرى.
ويُسمح بدخول الأصناف والبضائع المسموح بدخولها وفق الأنظمة إلى المملكة، ويُمنع دخول المواد والأصناف الممنوع دخولها، كما أن هناك بضائع مقيدة يُسمح بدخولها بعد الحصول على متطلبات الفسح من الجهة المختصة، بحسب الهيئة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عاملة في أسواق التجزئة السعودية قولها إن المنتجات السورية متوفرة بشكل “شبه دائم”، وتشمل أنواعًا مختلفة من الخضراوات والفاكهة وغيرها من المنتجات والسلع التي تباع في كثير من المدن السعودية.
السماح بدخول الشاحنات السورية
وسمحت السلطات السعودية بدخول الشاحنات السورية المحملة بالبضائع السورية إلى أراضيها، بعد أن كانت البضائع السورية تدخل بواسطة شاحنات غير سورية.
وقال رئيس لجنة التصدير في غرفة تجارة دمشق، فايز قسومة، في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، في 1 من تشرين الثاني الحالي، إنه تم السماح منذ أكثر من ثلاثة أسابيع للشاحنات السورية المحملة بالبضائع السورية بدخول الأراضي السعودية، بعد صدور قرار بمنح السائق السوري تأشيرة من أجل عبور الحدود السعودية.
وأضاف قسومة أن الشاحنات التي تدخل باتجاه السعودية يوميًا أقل من 300 شاحنة، موضحًا أن البضائع السورية كانت تدخل سابقًا إلى الأراضي السعودية، لكن بواسطة شاحنات غير سورية، أما اليوم فتدخل البضائع السورية محملة بالشاحنات السورية.
وبيّن قسومة أن البضائع التي تعبر المنافذ الأردنية وتدخل الأراضي السعودية هي عبارة عن خضار وفواكه ومواد غذائية وألبسة.
زيادة سنوية في الأسعار
وبينما تستمر صادرات البضائع السورية بالوصول إلى السعودية، تحدث تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية عن معاناة عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، بعد عشر سنوات من النزاع والنزوح.
وفي إحاطة الأمين العام لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، لمجلس الأمن، في 27 من تشرين الأول الماضي، قال إنه على الرغم من استقرار أسعار المواد الغذائية نسبيًا في شهري آب وأيلول الماضيين، لا تزال الأسعار أعلى بنسبة 90% عما كانت عليه قبل ستة أشهر.
وأشار إلى وجود زيادة سنوية قدرها 236%، وهذا يترك العديد من العائلات غير قادرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية.
ويواجه 700 ألف طفل إضافي الجوع في سوريا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تسهم في ترديه القيود المفروضة بسبب انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة الماضية، إلى أكثر من 4.6 مليون.
وذكر التقرير أن ذلك لم يترك أي خيار للآباء سوى قطع الطعام الطازج مثل اللحوم والفواكه والخضراوات، والاعتماد على الأرز أو الحبوب لأسابيع متتالية بدلًا عنه.
ولم يتناول 65% من الأطفال تفاحة أو برتقالة أو موزة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بحسب استطلاع أجرته المنظمة.
كما أدى انخفاض قيمة العملة وانخفاض تدفق السلع إلى تفاقم الوضع، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية باستمرار، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، تكلف سلة الغذاء التي يمكن أن تطعم الأسرة الآن أكثر من 23 ضعف متوسط سعرها ما قبل الأزمة.
وبلغ سعر صرف الليرة، اليوم، نحو 2485 للدولار الواحد بحسب بيانات موقع “الليرة اليوم“، المتخصص بأسعار الليرة والعملات الأجنبية.
–