روبرت فيسك.. وفاة الصحفي البريطاني الذي انحاز للأسد وبرر مجازر سوريا

  • 2020/11/02
  • 11:33 ص
الصحفي البريطاني روبرت فيسك برفقة جنود النظام في أثناء تغطيته الأحداث في سوريا - 2012

الصحفي البريطاني روبرت فيسك برفقة جنود النظام في أثناء تغطيته الأحداث في سوريا - 2012

توفي الصحفي البريطاني روبرت فيسك، الأحد 1 من تشرين الثاني، في العاصمة الأيرلندية دبلن، إثر إصابته بجلطة دماغية.

وأُصيب فيسك 74 عامًا، المولود في 12 من تموز 1946، بوعكة صحية، في 30 من تشرين الأول الماضي، نُقل إثرها إلى مستشفى “سانت فينسنت” وتوفي بعد ذلك بوقت قصير، بحسب صحيفة “إيرش تايمز” الأيرلندية.

وبدأ الصحفي البريطاني حياته المهنية مع صحيفة “صنداي إكسبرس” في لندن، ثم في صحيفة “التايمز” البريطانية، وفي عام 1989، انضم إلى صحيفة لندن “إندبندنت”، واستمر فيها حتى وفاته.

احتفاء من “إندبندنت”: أعظم صحفي في جيله

أشادت صحيفة “إندبندنت” بالصحفي الذي “اشتهر بشجاعته في التشكيك بالروايات الرسمية”، ونشر “نثرًا رائعًا في كثير من الأحيان”، بحسب الصحيفة.

واعتبر رئيس تحرير الصحيفة حتى الأسبوع الماضي، كريستيان بوغتون، أن روبرت فيسك “كان (الصحفي) الذي لا يعرف الخوف، والذي يعمل بلا هوادة، وكان مصممًا وملتزمًا تمامًا بالكشف عن الحقيقة والواقع بأي ثمن”.

وأضاف أنه “كان أعظم صحفي في جيله”.

الانحياز للأسد

ويعد فيسك من أشهر الصحفيين البريطانيين في منطقة الشرق الأوسط، وشاهدًا على كثير من الأحداث المهمة التي حصلت في منطقة الشرق الأوسط على مدار الأربعة عقود الماضية، وعلى مجزرة حماة التي نفذها الجيش السوري في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد.

وأثار الصحفي البريطاني الجدل بمواقفه حيال العديدة من الملفات، لا سيما الثورة السورية، إذ اتخذ موقفًا مباشرًا ضد الاحتجاجات الشعبية.

واتهم في مقالاته السعودية وقطر بتأجيج الاحتجاجات، وقال إن البلدين يطالبان بالديمقراطية وهي غير موجودة فيهما، معتبرًا أن نظام الحكم في سوريا وراثي كما الحال في هذين البلدين.

وقال، في تموز 2012، إن “النظام السعودي الوهابي يتحالف مع السلفيين من المعارضين السوريين، كما كان سابقًا يتحالف مع نظام طالبان في باكستان”، مشيرًا إلى جنسية منفذي هجوم “11 سبتمبر” في واشنطن وأغلبهم ينحدرون من السعودية.

وتتوافق هذه الرواية مع الرواية الرسمية للنظام السوري حيال الاحتجاجات التي بدأت في آذار 2011، مطالبة بالإصلاح ثم إسقاط النظام، وقوبلت بالعنف، لتنتقل إلى العمل المسلح مع مطلع عام 2012.

تبرير المجازر

وفي مقال له، نشرته صحيفة “إندبندت”، قال إن “الجماعات الإسلامية المسلحة” بالذات نجت من القصف الذي استهدف دوما في نيسان 2018.

وقال نقلًا عمن قال إنه طبيب عامل في أحد مستشفيات دوما، إن الأعراض التي كانت ظاهرة على المصابين لم تكن اختناقًا من قصف بالكيماوي، وإنما نقص بالأكسجين فقط، لينفي بذلك استهداف المدينة بالكيماوي.

ووصف الصحفي البريطاني في مقال آخر بصحيفة “إندبندت” إدلب بـ”مزبلة للمتمردين من تنظيم القاعدة”، مؤكدًا أن قوات النظام السوري تتطلع إلى كسب الحرب والسيطرة على المنطقة.

وحول المجرزة التي حصلت في داريا عام 2012، قال إن قوات النظام كانت تحاول الوصول إلى تسوية مع “الجيش الحر”، ولم تكلل بالنجاح، فاضطر النظام السوري لاقتحام المدينة بعد استنفاد الحلول.

وكانت معظم مقابلاته مع مدنيين قالو إنهم اُضطهدوا من قبل “المسلحين” لأسباب غير إنسانية، بالإضافة إلى سرقة منازلهم وحرقها.

وانتقد الكاتب والباحث جوي أيوب موقف روبرت فيسك من مجزرة داريا، وقال عبر حسابه في “تويتر”، إن فيسك اختار أن يندمج مع قتلة مذبحة داريا عام 2012، واختار أن يصدم الناجين، وأن يخترع قصة ليبيعها للصحف الغربية.

https://twitter.com/joeyayoub/status/1323012616470568961

واعتبر جوي أيوب أن فيسك كان على رأس حملات التضليل التي أودت بحياة الكثيرين في سوريا، ولم يواجه أي عواقب لتبييض ذبح السوريين.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا