حوار: يامن المغربي
داخل غرفة تبديل الملابس في ملعب “خالد بن الوليد” بمدينة حمص وسط سوريا عام 2006، جلس جهاد الحسين على الأرض يبكي عقب خسارة المباراة النهائية لأهم بطولات القارة الصفراء، دوري أبطال آسيا، بعدما كان “مايسترو خط الوسط” على بعد هدف واحد من تحقيق اللقب، الذي لو كان مقدرًا لناديه الكرامة تحقيقه لكان أهم إنجاز في تاريخ كرة القدم السورية.
بعد 14 عامًا من تلك اللقطة التي وثقتها كاميرات وسائل الإعلام، خرج جهاد عبر تسجيل مصوّر، في 25 من تشرين الأول الحالي، ليعلن اعتزاله اللعب نهائيًا، وينهي رحلة لاعب يعد من أفضل لاعبي سوريا.
شكلت الخسارة دافعًا إيجابيًا للاعب، ونجح في تحقيق ألقاب مع ناديه الأم الكرامة، لم يستطع تحقيقها لاعب سوري في الدوري المحلي حتى الآن، لينتقل في عام 2009 للاحتراف الخارجي في دول الخليج العربي، في ثانية تجاربه الاحترافية بعد تجربة عام 2006، ضمن دوريات الكويت والإمارات والسعودية.
وفي أول لقاء صحفي بعد اعتزاله، تحدث جهاد الحسين لعنب بلدي عن مستقبله في عالم كرة القدم، وإمكانية عودته إلى ناديه الكرامة، وغيابه عن وسائل التواصل الاجتماعي.
الاعتزال في القمة
قرر جهاد الحسين الاعتزال وهو في قمة عطائه الكروي، ومع تصنيفه كأفضل صانع ألعاب في الدوري السعودي، محققًا أرقامًا قياسية في أحد أقوى أندية قارة آسيا، الدوري السعودي.
ونجح اللاعب في صناعة 49 هدفًا على الأقل ضمن ثلاثة أندية هي نجران والتعاون والرائد، أكثر من أي محترف آخر.
وقال جهاد الحسين، في لقائه مع عنب بلدي، إنه اتخذ قرار الاعتزال بعد الاتفاق مع ناديه، معتبرًا أنه من الأفضل الاعتزال وهو بالقمة، وخدمة نادي الرائد في موقع آخر.
جهاد يتجه إلى التدريب
خرج من سوريا عدة مدربين حققوا إنجازات كروية مع الأندية العربية والسورية التي دربوها، منهم نزار محروس وعماد خانكان ومحمد قويض.
وقرر جهاد الاتجاه أيضًا إلى عالم التدريب بعد إعلانه الاعتزال، وانضم مباشرة إلى الكادر الفني في ناديه الرائد بقيادة المدرب البلجيكي بيسينك هاسي، معتبرًا هذه الخطوة فرصة كبيرة للبدء في مشواره التدريبي مع مدرب له اسم كبير ومع نادي الرائد الذي يلعب ضمن أقوى دوري عربي، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ونفى الحسين اتجاهه إلى التحليل الفني، أسوة بلاعبين آخرين، لعدم رغبته بخوض هذه التجربة.
لكن مشوار جهاد في عالم التدريب لن يكون سهلًا، وخاصة في دول الخليج العربي التي تحاول استقطاب مدربين أجانب لتطوير كرة القدم لديها، أمثال البرازيلي جورجي خيسوس الذي درب نادي الهلال السعودي، ومدرب ويستهام سلافن بيليتش الذي درب الاتحاد السعودي، وكان مدرب ويستهام الإنجليزي سابقًا.
وأكد جهاد الحسين، لعنب بلدي، أن مهمته لن تكون سهلة، فمهنة التدريب صعبة وخاصة الاحتراف في البلاد ذات المستوى الفني المتطور، والتي تفضل أنديتها مدربين أوروبيين ذوي سمعة كبيرة، معتبرًا أن الرياضة السورية تفتقر لمنظومة تسويقية كافية لمدربيها.
نادي الكرامة هو بيتي
شكل جهاد الحسين جزءًا مهمًا من “المجد الكرماوي” في السنوات بين 2005 و2009، وكان حجر أساس في فريق يعدّه الكثيرون أفضل فريق مر على كرة القدم السورية.
وبعد إعلان جهاد اعتزاله، تعالت أصوات داخل سوريا تنادي بعودته إلى ناديه الأم في مدينة حمص وسط سوريا.
وعلّق جهاد على هذا الأمر بالقول، “نادي الكرامة هو بيتي وصاحب الفضل، ولا بد أن أعود يومًا ما لرد الدين لهذا النادي الكبير وجمهوره الغالي على قلبي، لكن الظروف غير مناسبة حاليًا”.
ومع إعلان جهاد اعتزاله عبر تسجيل مصوّر شكر فيه نادي الرائد على الفترة التي قضاها برفقته كلاعب، انتقدت بعض جماهير الكرامة عدم ذكر ناديه الأم وشكره.
ورد جهاد عبر عنب بلدي على هذه الانتقادات بقوله، “أنا لا أعرف شيئًا عن هذه الانتقادات، لكن التسجيل كان خاصًا بنادي الرائد وليس في وسيلة إعلامية عامة، ولهذا السبب كان الكلام يدور حول الرائد فقط”.
وسبق لجهاد أن حقق برفقة نادي الكرامة لقب أفضل لاعب سوري أعوام 2006، 2007، 2008، وهي نفس الأعوام التي حقق فيها الكرامة لقب الدوري السوري تواليًا، إضافة إلى لقبي كأس الجمهورية في عام 2007- 2008، ووصيف دوري أبطال آسيا في عام 2006.
جهاد غائب عن وسائل التواصل الاجتماعي
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسابات وصفحات باسم جهاد الحسين، لكنها حسابات وهمية، إذ لا يملك اللاعب أي حساب أو صفحات في هذه المواقع.
وعن سبب غيابه عن وسائل التواصل الاجتماعي قال جهاد الحسين لعنب بلدي، إنه يفضل العلاقات الاجتماعية الواضحة والحقيقية.
–