عروة قنواتي
قبل ساعات من موقعة تورينو والقمة الأوروبية بين يوفنتوس وبرشلونة، وقبل دخول صافرة الحكم في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا حيز البداية، كان الخبر الأهم لعشاق البارسا وموظفيها ولاعبي الفريق (بارتوميو يستقيل ومعه مجلس الإدارة).
بين متابع للأخبار بانتظام وعارف بأمور البارسا، وبين تمنيات وتطلعات الأطراف كلها، جاء خبر الاستقالة ليثلج صدورًا احترقت وتعبت منذ أشهر قليلة إبّان الخروج المرير بالنتيجة القياسية أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال.
ومنذ عدة مواسم وهذه الصدور تتابع انحدار المستوى الفني والمعنوي للفريق الأول، بتجارب لم تأتِ إلا بألقاب محلية وغابت عن المنصة الأوروبية، بتعاقدات جاءت ورحلت دون أن تحقق المأمول، بغرفة ملابس سيطرت على الوضع وتمت السيطرة عليها مؤخرًا.
الخبر أيضًا جاء مقلقًا للبعض وسط ظروف النادي الاقتصادية، ووسط جاهزية المتقدمين إلى سباق الترشح في آذار المقبل أو عدم جاهزيتهم، والقلق يكمن في تخفيض كتلة النادي المالية والرواتب وتأمين مبلغ يتجاوز الـ140 مليون يورو كوديعة في الصندوق.
إذًا، يجب على النادي أن يبيع بعض اللاعبين في الميركاتو الشتوي، يبيع ولا يشتري لكي يكمل الموسم بإدارة جديدة وظروف لا تتصادم مع القوانين والإجراءات الخاصة بالأندية اقتصاديًا.
لا أظن أن الخبر أحزن فئات كبيرة من الجمهور الكتالوني والمتابعين والعاشقين للبارسا، والوضع متأرجح بين الفرح غير المشروط وبين القلق والتوجس من المستقبل القريب.
بارتوميو كان موجودًا على رأس الإدارة في الكلاسيكو حيث سقط البارسا على ملعبه أمام غريمه الملكي بثلاثية مقابل هدف، رحل بارتوميو ففاز البارسا على اليوفي في ثانية جولات دوري الأبطال بهدفين دون رد خارج القواعد، هذا يندرج تحت بند “الفأل الحسن” بالنسبة لكثير من المتابعين، وهمهم الأكبر راحة ليونيل ميسي نجم الفريق الأول، وراحة الفريق، والأداء المتوازن من المدرب الهولندي رونالد كومان.
بالتأكيد لا يمكن التعويل فقط على النتائج أو على جودتها المستمرة، فحقل الفريق الأول مليء بالألغام والعوائق والمطبات كما كل الأندية الأوروبية في مسابقاتها المحلية وفي المسابقة الأوروبية الأولى والثانية.
ولكن هذا الطموح يدغدغ أحلام وواقع كل برشلوني لا يبحث عن الجدوى الاقتصادية، ولا عن ديون الفريق، ولا عن أن المدرب لم يستطع جلب ما يريد من اللاعبين إلى مراكز مهمة في الفريق، لأن حركة البيع في النادي كانت فقيرة، حتى مع التوقيع مع اللاعب “ديست” بعد رحيل نيلسون سيميدو إلى وولفر هامبتون الإنجليزي.
أن تأتي للجمهور بالفوز، وأن يكون النجم في أوج عطائه، وأن تكون النتائج على غرار الفوز في معقل اليوفي بتورينو، وأن يرحل بارتوميو، هذا ملخص كرة القدم وعشقها لدى أغلب عشاق البارسا (وهذا حقهم طبعًا، وهنا تكمن مسؤولية الجميع في أروقة النادي حاليًا).
كيف يقف الفريق مجددًا؟ كيف يستمر في الوقوف وكيف ينافس وعلى ماذا ينافس؟ كيف ستكون عقلية الإدارة الجديدة، هل ستظهر المشاكل بحجم النزاع بين ميسي وبارتوميو مجددًا بغير قالب؟ هل ستحل المشكلة الاقتصادية؟ وأخيرًا وليس آخرًا، هل سيعود البارسا مرعبًا؟
رحل بارتوميو ولم يقفل باب التكهنات وراءه.
ولكن شعورًا ما برياح الانتصار والمنافسة بدأت تهب من جديد حول الفريق الأول، وحول مدربه المخضرم، وفي أحلام وواقع العشاق والمتابعين.