دعت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمملكة المتحدة، باجليوتشي لور، الحكومة البريطانية إلى إعادة تشغيل برنامج توطين اللاجئين على وجه السرعة، وذلك بعد غرق أربعة لاجئين في القنال الانجليزي.
ونقلت صحيفة “الجارديان” اليوم، الجمعة 30 من تشرين الأول، عن لور، “تأمل المفوضية أن إعادة التوطين في المملكة المتحدة ستستأنف في القريب العاجل، بمجرد تأكيد قدرة الاستقبال وتجاوز السلطات أي مشاكل لوجستية متبقية تتعلق بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)”.
وأكدت ممثلة المفوضية الحاجة إلى تضافر الجهود الدولية لمعالجة الأسباب الجذرية المعقدة للنزوح، بعد “الأحداث المأساوية” التي حدثت في القنال، لافتة إلى أن إعادة فتح وتوسيع المسارات القانونية لمزيد من اللاجئين للقدوم إلى المملكة المتحدة بأمان، هي إحدى الطرق الملموسة التي يمكن لبريطانيا أن تسهم بها.
وغرق أربعة مهاجرين، في 27 من تشرين الأول الحالي، في القنال الانجليزي، في أثناء محاولتهم العبور من فرنسا إلى بريطانيا، وتبين أن الغارقين من الجنسية الإيرانية، بحسب “الجارديان”.
ويمكّن برنامج إعادة التوطين (المعمول به منذ عام 2016) مجموعات المجتمع من المشاركة بشكل مباشر في دعم عائلات اللاجئين، الذين أُعيد توطينهم في المملكة المتحدة من خلال برنامج إعادة التوطين المعلّق حاليًا، وفق الصحيفة.
كما قالت لور، إن “رعاية المجتمع أمر تحولي، إنه يوفر للعائلات اللاجئة شبكة دعم لمساعدتهم على التكيف والتعلم والاستقلال بشكل أسرع”.
إعادة التوطين و”كورونا”
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمات الدولية علّقت، في 17 من آذار الماضي، إرسال اللاجئين إلى دول إعادة التوطين مؤقتًا، بسبب اضطرابات السفر الناجمة عن فيروس “كورونا”.
وقالت حينها الناطقة الرسمية باسم “UNHCR” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رولا أمين، إنه رغم عدم ظهور حالات إصابة بفيروس “كورونا” في صفوف اللاجئين، فإن “الجائحة” أجبرت المفوضية على تغيير طبيعة عملها معهم بشكل مؤقت، للحد من انتشار الفيروس، لحماية أكثر المجتمعات ضعفًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب موقع المفوضية الرسمي.
ويعني تعليق إعادة التوطين إبقاء اللاجئين في المخيمات وأماكن إقامتهم الحالية، حتى يمكن استئناف عمليات إعادة التوطين في دول اللجوء.
وتشارك عدة دول في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر استقبالاً للاجئين المعاد توطينهم، تلتها كندا وألمانيا والمملكة المتحدة وأستراليا ودول الشمال الأوروبي.
مخطط إعادة التوطين العالمي كان يهدف إلى إعادة توطين حوالي 5000 لاجئ في السنة الأولى من تشغيله، إلا أنه عُلّق بسبب جائحة “كورونا”، بحسب موقع برلمان المملكة المتحدة.
وفي العام الحالي، وصل أكثر من 7400 شخص إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة، أي ما يقرب من أربعة أضعاف عددهم في عام 2019.
رحلة الموت
وقالت العاملة في منظمة “السلام لدعم المهاجرين” كلير ميلوت، إن حرص المهاجرين على الوصول إلى بريطانيا يرجع إلى “الظروف الفظيعة في فرنسا”، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنه لا يمكنهم طلب اللجوء في فرنسا، لأن معظمهم مسجلون في دول أوروبية أخرى، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).
وفي نهاية أيلول الماضي، فككت قوى الأمن الفرنسية مخيم اللاجئين والمهاجرين في مدينة كاليه شمالي البلاد، الذي كان يضم نحو 800 شخص، في عملية هي الأكبر من نوعها منذ إخلاء مخيم عشوائي آخر عام 2016.
وقال رئيس إدارة منطقة باد دو كاليه، لوي لو فران، حينها، “نريد تجنب أي تجمعات جديدة في كاليه (…) نهدف أيضًا إلى العمل بفعالية لمحاربة المهربين الذين يستغلون البؤس الإنساني”.
ومنذ مطلع العام الحالي، سجلت السلطات الفرنسية في شمالي فرنسا حوالي 350 محاولة عبور أو عبور فعلي شملت أكثر من أربعة آلاف مهاجر (ضمت مئات السوريين)، مقارنة بـ203 محاولات، و2294 مهاجرًا، طوال عام 2019 بأكمله.
ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها للحد من عبور المهاجرين، مع نشر قوات أمنية إضافية لإغلاق المعابر، لكنهم أقروا بأن الأعداد قد زادت بشكل حاد في العام الحالي.
واستقبلت المملكة المتحدة، في عام 2019، 34 ألفًا و354 طلب لجوء، وفق صحيفة “الجارديان”.
–