طالبت المنظمات الإنسانية، العاملة في الشمال السوري، بتكثيف الإجراءات الوقائية لتفادي انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
أعداد الإصابات تزايدت بشكل كبير، واتسعت مناطق انتشار الفيروس، ومن المُلاحظ دمار المنظومة الصحية في المنطقة، بالإضافة إلى الكثافة السكانية العالية فيها، بحسب ما قاله المدير التنفيذي لمنظمة “بنفسج”، هشام ديراني، لعنب بلدي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في إدلب، الأربعاء 28 من تشرين الأول.
وطلب ديراني من المنظمات الدولية والأمم المتحدة تقديم الدعم لمنطقة الشمال السوري، ودعم المنظمات لتقدم المساعدة اللازمة للناس، الذين يعانون من قلة سبل العيش، ولا يستطيعون حجر أنفسهم، “فالحجر بالنسبة لهم يعني الجوع”.
المنسق الطبي في مؤسسة “شام الإنسانية”، عبد الرحمن الحلاق، قال لعنب بلدي، إن المؤتمر سلّط الضوء على الازدياد المتسارع للإصابات في المنطقة والاستجابة لهذا التسارع، ووجه رسالة إلى المجتمع المدني خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، لاتخاذ الإجراءات اللازمة كافة.
واقترح فريق “منسقو استجابة سوريا” فرض فترة من الحجر الصحي المجتمعي في مناطق الشمال السوري لمدة زمنية مؤقتة، لتحسين استراتيجية مواجهة فيروس “كورونا”.
وازدادت المخاوف بسبب زيادة الإصابات تزامنًا مع بداية فصل الشتاء، وظهور الإنفلونزا الموسمية، التي تحد من قدرة مختبرات “الترصد الوبائي” في المنطقة بسبب تشابه الأعراض بين المرضين، بحسب بيان نشره فريق “منسقو الاستجابة” عبر صفحته في “فيس بوك”، الأربعاء 28 من تشرين الأول.
وسيتيح فرض إجراءات الإغلاق في بعض المناطق مواجهة المشاكل المتعلقة بضعف القوة العاملة في المستشفيات، وإتمام إجراءات العزل للمصابين وتعقب الحالات، كما أوضح البيان.
ووصف الفريق ما يحدث شمالي سوريا بأنه حالة طوارئ إنسانية، وأضاف أن أي حالة طوارئ تطال الصحة العامة كارثة حقيقية، إذا لم يحدث تحرك دولي إنساني فوري.
وأكد الفريق ضرورة إعطاء الطواقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني الوسائل الكافية للحد من المخاطر قبل وقوع “الكارثة”، بالإضافة إلى تزويد المستشفيات بالإمدادات والمعدات الكاملة التي تحتاج إليها لمواجهة الحالات الطارئة.
وكان مركز “الترصد الوبائي” العامل في الشمال السوري، أعلن أن “الكيتات” (مسحات التحاليل الخاصة باختبار فيروس كورونا) شارفت على الانتهاء.
وقال مسؤول الرعاية الأولية في مديرية صحة إدلب، الدكتور أنس الدغيم، في 25 من تشرين الأول الحالي، لعنب بلدي، إنه توجد العشرات من “كيتات” الاختبار الخاص بالفيروس في مراكز العزل بإدلب.
أما عن مراكز حلب، فقال الدغيم إن “الكيتات” انتهت بشكل كلي.
وكان وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، الدكتور مرام الشيخ، اتهم منظمة الصحة العالمية بالتقصير في إرسال “كيتات” اختبار الفيروس إلى الشمال السوري، في حين وصل 1200 اختبار إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي 14 من أيلول الماضي، ناشد الشيخ منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشريكة التي تقود عملية الاستجابة لاستكمال إجراءاتها، وأن تكون واعية تمامًا لخطورة الوضع في الداخل السوري بعد تزايد عدد الحالات الإيجابية اليومية.
وقال الشيخ حينها، “من الملاحظ الارتفاع الحاد بعدد الإصابات بفيروس كورونا”، مضيفًا أن عدد الإصابات لم يصل إلى الذروة بعد.
ووصل عدد الاختبارات الخاصة بالكشف عن الفيروس في مناطق الشمال السوري إلى 21496 اختبارًا منذ بدء انتشار الفيروس، وفقًا لبيانات “وحدة تنسيق الدعم”.
وبحسب إحصائيات فريق “منسقو الاستجابة”، سجلت الصحة في شمال غربي سوريا أمس أعلى حصيلة إصابات أسبوعية بفيروس “كورونا” منذ انتشار الفيروس، إذ بلغ عدد الإصابات 301 إصابة، ليصل عدد الإصابات المسجلة في المنطقة إلى أربعة آلاف و738 إصابة.
–