وصل وفد روسي رفيع المستوى من دبلوماسيين وعسكريين إلى مطار “رفيق الحريري الدولي” في بيروت، على متن طائرة عسكرية روسية، لمناقشة المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين في إطار المؤتمر الروسي للاجئين، الذي تحاول موسكو عقده في دمشق.
واستقبل الرئيس اللبناني ورئيس حكومة تصريف الأعمال الوفد الروسي اليوم، الأربعاء 28 من تشرين الأول، الذي يترأسه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافزنتيف، بحسب ما نقلته “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية.
توافق لبناني مع المساعي الروسية
وأفاد المكتب الإعلامي في السرايا (القصر الرئاسي في لبنان) أن الوفد تحدث عن أهمية عقد مؤتمر في دمشق لعودة اللاجئين السوريين، وتمنى أن يتمثل لبنان فيه بأعلى مستوى.
واعتبر الوفد أن ظروف عودة اللاجئين إلى بلدهم متوفرة، لأن “الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة السورية أصبحت آمنة، مع التأكيد أن اللاجئين يريدون العودة إلى ديارهم”، بحسب ما نقلته الوكالة.
ورحب رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، من جهته بـ”المبادرة الروسية” التي “تتوافق مع الورقة السياسية العامة لعودة اللاجئين السوريين”، التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني، في 14 من تموز الماضي، بحسب قوله.
وأكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، أنه يتطلع إلى “إيجاد حل سريع يحقق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ولا سيما أن مناطق عدة في سوريا باتت مستقرة بعد انتهاء القتال فيها”، بحسب تعبيره.
وجدد حديثه عن أن “لبنان لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من التداعيات السلبية لهذا اللجوء الذي كبد لبنان خسائر تجاوزت 40 مليار دولار أمريكي، وفق أرقام صندوق النقد الدولي”.
وأشار عون إلى أن المساعدات الدولية التي تقدم للاجئين السوريين ينبغي أن تقدم لهم في سوريا، لأن ذلك “يشجعهم على العودة ويضمن استمرار مساعدتهم”، وأعرب عن أمله في أن “انعقاد مؤتمر جديد للبحث في قضية اللاجئين يمكن أن يساعد في إيجاد حل مناسب لهذه المسألة الإنسانية”.
دولة بديلة لاحتضان المؤتمر؟
وقال مستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للشأن الروسي، جورج شعبان، اليوم الأربعاء لصحيفة “الشرق الأوسط“، إن “مهمة الوفد الروسي ستتركز على قضية عودة اللاجئين السوريين والمؤتمر الذي كانت قد دعت إليه دمشق في تشرين الثاني المقبل”.
ولفت شعبان إلى أن المؤتمر سيؤجل لرفض معظم الدول الحضور إلى سوريا، إذ تجري دراسة اختيار دولة أخرى لاستقباله قد تكون كازاخستان (التي احتضنت أيضًا محادثات أستانة حول الملف العسكري في سوريا).
وتتزامن زيارة الوفد الروسي مع انعقاد الجلسة الثانية لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، في حين كان لافروف يعرض وساطة روسية بين دول المتوسط، لدور موسكو المستقبلي بترسيم الحدود اللبنانية- السورية، بحسب قناة “MTV“.
ودعت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في 23 من تشرين الأول الحالي، إلى عقد مؤتمر لإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا.
ما قصة المؤتمر؟
وقالت زاخاروفا، إن السلطات السورية ستعقد مؤتمرًا دوليًا للترويج لعودة اللاجئين، تشارك روسيا في تنظيمه بدمشق، في 11 و12 من تشرين الثاني المقبل.
بينما دعت الولايات المتحدة إلى مقاطعة دولية للمؤتمر الروسي، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي جرى عبر الإنترنت أمس، الثلاثاء.
وقال نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، إنه “من غير المناسب تمامًا أن تشرف موسكو، التي تدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، على عودة اللاجئين”.
وحذر ميلز من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين “على نطاق واسع”، وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار.
بينما انتقد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ما وصفه بـ”التحيز ضد سوريا” والجهود المبذولة “لتشويه سمعة هذه المبادرة الإنسانية”، بحسب تعبيره.
ولم تنجح دعوة وزارة الدفاع الروسية في بداية أيار عام 2018، في عقد مؤتمر دولي وصفته بـ”التاريخي” للاجئين السوريين، بمشاركة الأمم المتحدة والدول المعنية بالأزمة السورية.
ويوجد في لبنان نحو مليون ونصف مليون سوري بحسب الأرقام الحكومية، بينما يسجل حوالي 950 ألفًا رسميًا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
–